حقيقة اطلعت علي كتابة بتوقيع يوسف عزت الماهري ، الذي لم يكن معروفاً لدّي ولدي كُل الشعب السُوداني في عمومه حتي وقت قريب جداً ومع بداية الحرب وظهوره بوظيفة مُستشار سياسِي للمُجرم الإنقلابي حميدتي ، كأحد مًستشاريه إما بصلة القرابة أو الشراء بالمال أو الإثنين معاً ولعل الأخيرة تًناسب هذا اليوسف عزت بعد البحث في أنه ينتمي بقرابة لآل دقلو و ينتمي لذات المكون القبلي الذي أتي منه حميدتي ومجموعته العائلية ... ولأنني عادةً استقصي من صحة المكتوب خاصة إن كان يستحق القراءة أو التناول والرد عليه طالما أنه يتحدث في شأن عام وأمر سياسِي يخص بلادنا العظيمة العزيزة السُودان... وبالفعل تأكدت من أصل المقال المنشور وإن أختلفت بعض التفاصيل المضافة في النسخة المتداولة ، و أنا الآن أرد علي النسخة الأصلية من مصدرها وهي صحيفة العرب... أولًا لم أتفاجأ في الجهة التي نشرت له هذا المقال ( المُتناقض والمسموم) كشخص كاتبه بعد مراجعة كثير مما كتب قبل أن يُعرف بوظيفته الحالية، سبب عدم المفأجأة هي أن صحيفة العرب مُمولة إمارتياً وتخدم أغراض سياستها وأجندتها التي بالضرورة السُودان أحد مُستهدفاتها نهباً وسرقةً وتخريباَ ومُمارسة الأحقاد تجاه بلد ذو تاريخ وحضارة وثراء حقيقي غير مُستغل إلي الآن لصالح شعبنا... بالرجوع إلي ما كتبه يوسف الماهري هذا ، نجد أنه ملئ بالتناقض والكذب ومحاولات الخداع الواضحة مع عدم نسيان محاولة تلميع نفسه لدورٍ يُظن أنه مُكلف به من سادته في الإمارات والثورة المضادة ولإسرائيل من وراء حجاب... أولي محاولات الخداع هي الإتكاءة علي نضالات القائد العظيم جون قرنق والحركة الشعبية ومحاولة توصيل أن الذين يقاتلون في الخرطوم اليوم هم إمتداد للمُهمشين و برنامج السُودان الجديد ، ولم ينسي تعميم لغة الخطاب نفسه لتشمل بقية حركات دارفور ومن ناضلوا فيها ضد ظُلم المركز وقضايا التهميش وإنعدام التنمية ، وكذلك لكي يجعل سرده وإتكاءته أكثر تقبلاً أضاف لهم أهل الشرق وبل حتي الشمال ، وحاول تصوير ( الجنجويد) بإنهم هم الذين يقاتلون لأجل السُودان الجديد والعدالة والمساواة ، والمواطنة ، و لعل الصّدقية الوحيدة فيما قال هنا هو تبريره وإعترافه بإشعالهم ومشاركتهم في الحرب الحالية ، عندما أقرّ أن الحرب هي الوسيلة للتغيير ، وأعترف كذلك ضمنياً بكل التدمير الذي الحقته هذه المليشيا في الخرطوم حالياً وكل التخريب والسرقة وإشعال الحرائق بقوله الإستنكاري ( ما المصلحة في المحافظة علي الدولة وهي بذات السياسات) ، وهو هنا يُسقط ويستدعي عدم شعوره بالإنتماء لكل السُودان وليس فقط الخرطوم ... خاصة أنه عاش حياة البادية من العرب الرّحل التي طابعها التنقل مع والنزوح المتواصل ، فحاول إستعطاف النازحين الذين شردتهم الحروب حقيقةً من مواضعهم في كل أماكن الحروب والنزاعات في دارفور وجنوب كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق والشرق وأخيراً الخرطوم ، الخطأ في السياسات وإحتكار السُلطة وبناء السُودان الجديد لايعني هدمها عمراناً وطمس ملامحها وتاريخها و نهبها وحرقها كما يفعل الجنجويد الآن وواضح أنه يُساهم في تمرير هذه الأفكار التخريبية لمفهوم الدولة القديمة ، الدولة القديمة التي جميعنا في الثورة والتغيير ضدها ، هي دولة السياسات والإحتكار والتعقليات المهيمنة والإقصائية ، ودولة اللاعدالة ومساواة والدولة العنصرية ، وليس حدود الدولة أو عمرانها و مرافقها وإنسانها البرئ والمُسالم ونساؤها وأطفالها ، وضح "حقده" علي الخرطوم ليست الرمزية ولا السياسات كما في مخيلة الكثير من المناضلين الحقيقين من أجل الحقوق بما فيهم نحن الذين ولدنا فيها وتربينا فيها ونستطيع التفريق بين الأبرياء فيها وبين مؤسسات ومرافق الدولة فيها وبيوت المواطنين العُزل وممتلكاتهم وأرواحهم وما بين سياسات حاكميها وسُلطتهم ، ولعل ذلك ما عبر عنه بصدق الكثيرات والكثيرين من أبناء وبنات الجنوب ممن عاشوا فيها وهم يروون كُل تلك البشاعة التي يمارسها الدعم السريع والجنجويد في الخرطوم الآن في الحرب الحالية ، وكذلك العديد من بنات وأبناء دارفور أنفسهم ، بل أن حركات دارفور عندما دخلت الخرطوم غازية أشهد لها شخصياً وغيري ممن عاصروا تلك الفترة وحركة العدل والمساواة وقوات خليل إبراهيم في قلب أُمدرمان والخرطوم أنهم لم يلمسوا مواطناً أو مواطنة واحدة بسوء ولم يعتدوا علي أحد أو ينهبوا منزل أو يكسروا ويحتلوا مستشفيات وبيوت أو يغتصبوا نساء ويرّوعوا مواطنين أبرياء ويقهروهم ويبطشوا بهم ويقتلوهم.... علي عكس مافعل ويفعل هؤلاء الجنجويد الهمج ، الذين إستباحوا الخُرطوم وحاولوا طمّس تاريخ السُودان وتدمير بنيته الإقتصادية علي هشاشتها وضعفها ، وسرقوا مُدخرات المواطنين وشقي عمرهم وعرباتهم واثاثهم ومُتعلقاتهم الشخصية ووثائقهم، وأحتلوا منازلهم والمستشفيات والمرافق العامة ويسروا نهبها مع حرقها في معظمها لم يسلم منهم حتي الأطفال حديثوا الولادة ومرضي مراكز غسيل الكلي ، تعاملوا ببشاعة غير مسبوقة إلا من الكيزان الوجه الآخر للقُبح في بلادنا والذي يتكون من ثنائية كوجهي العملة ( الكيزان والجنجويد) ... حاول مستشار حميدتي وفي نشوة نفثه لحقده الدفيّن وشعوره بالإنتصار جعل من حربهم هذه إمتداد لنضالات الحركة الشعبية وحركات الكفاح المُسلح في دارفور ... دافع عن حميدتي بقوله أن السُودانين لايعرفونه ، فمن يعرف حميدتي إن لم يعرفه السُودانين ممن قتلهم جنجويده في دارفور مع البرهان والكيزان ، ومن حرق قُراهم وإغتصب نساءهم و دمر حياتهم و جعلهم نازحين ولاجئن ومشردين وإحتلّ أرضهم ... ولايزال الجنجويد في الدعم السريع يفعلونه في دارفور بسياسة الأرض المحروقة ، في الجنينة وغرب دارفور وقبلها في نيرتتي وفي الضعين وحتي جنوب كردفان و في لقاوة ، هل يعتقد الماهري هذا أن السُودانيون والدارفوريون والنوبة العظماء بلا ذاكرة وبلا عقول ليأتي محاولاً إيهامهم أنهم يقاتولون الآن في الخرطوم وفي دارفور من أجل السُودان الجديد بذات شعارات الحركة الشعبية والعظيم د.جون قرنق ؟؟؟ ثم لم ينسي أن يحاول دق إسفين مابين الحركة الشعبية و رجل نتفق ونختلف معه في بعض أراءه لككنا لانختلف علي شجاعته ووطنيته كالدكتور محمد جلال هاشم ليس لسبب إلا لأنه عرّي الجنجويد وفضح أصولهم ومزاعمهم وأطماعهم ، ولقربه من الحركة الشعبية شمال وتخندقه معها ومع خطابها السياسي برُغم عدم إنتمائه التنظيمي أو نيله لعضويتها ، ونسي كذلك الماهري أن الحركة الشعبية شمال في أولويات خطابها السياسي وبرنامجها حل المليشيات وعلي رأسها مليشيا الدعم السريع ، وليراجع أدبياتها وخطابات وحوارات وتصريحات القائد عبدالعزيز الحلو وغيره من قادة الحركة المُتاحة والعديدة... فتهجّم علي الدكتور محمد جلال وحاول القول ما فن وصلت الحرب الخرطوم وهو القائل من قبل بضرورة تحطيم جهاز الدولة القديم بأنه رجع إلي أصوله وقال بسحق الدعم السريع وتجريدهم من حاضنتهم وغطاءهم السياسي والعودة لمجتمعاتهم وحواضنها ، ولكي يزيد الماهري من التعاطف معه وإظهار د.محمد جلال بإرتداده لأسلافه من المركز أن كرتي و البرهان لم يقصروا في تنفيذ وصيته بالحرف ، والمعلوم أن د.محمد جلال ذو أصول نوبية من نوبة الشمال أصل الحضارة في السُودان وليس من الخرطوم أو المركز... هذا الماهري المُستشار المتناقض المخادع المزور ، وهذه صفات وضحت لنا من تعامله حتي في تصريحاته المتعددة هذه الأيام في فترة الحرب ومن خلال ظهوره الإعلامي المكثف متحدثاً بإسم حميدتي والدعم السريع ، حاول في كتابته ومقاله هذا تلميع نفسه و أن له تاريخ سياسي طويل بدأ منذ الجامعات ، وحقيقةً في فترة تواجدنا في ذات تلك المرحلة وفي ذات الماعون السياسي الذي يقول أنه أتي منه لم يمر علينا ولم نسمع به ... ولعلنا عاصرنا الكثيرين ممن عملوا معنا أيام الطلبة ومابعدها في اليسار والجبهة الديمُقراطية وفي الحزب ، وإن لا أستطيع نفي عدم إنتمائه سابقاً للجبهة الديمُقراطية أو الحزب الشيوعي ، لكن المتأكد منه أنه لم يكن كادراً قيادياً أو معروفاً داخل حركة اليسار عموماً وتحالفاتها سواء في الجبهة الديمُقراطية أو الحزب الشيوعي السُوداني ... وحتي أغلب إسهماته في الكتابة العامة كانت ذات طابع أدبي قصصي ، مع بعض البوستات السياسية لاحقاً بأسماء مستعارة حتي وهو خارج البلاد بعد مراجعتها ، وأوردت هذا لأنه ذكر أنه ذهب للقاهرة بعد تخرجه أواخر التسعينات لكي يلتحق بالجبهة الشرقية نتيجة لإيمانه بالثورة المسلحة عن طريق التجمع الوطني الديمُقراطي والتحالف وقتها بمصر ، وأنه إلتقي مصادفة بأستاذ فاروق أبوعيسي عن طريق صديقه عادل مدير مكتبه في اتحاد المحامين العرب ، وأن أستاذ فاروق نصحه بعد أن علم برغبته في الإلتحاق بالجبهة وبعد أن علم بمنشأه والمنطقة التي أتي منها بالهجرة والتزود بالعلم لخدمة مجتمعه والسُودان ولذلك عمل بالنصيحة وهاجر لكندا و إختار دراسة فض النزاعات والتنمية الدولية بها وبجامعاتها رغم عدم حوجة سوق العمل في كندا لمثل هذه الدراسة ، أولاً الإلتحاق بالجبهة الشرقية أو النضال هنالك في الكفاح المسلح كان مُتاحاً من داخل السُودان نفسه للجادين ، سواء عن طريق الشرق أو النيل الأزرق ، في القاهرة كان توجد مكاتب للقيادة السياسية والعسكرية للتحالف والتجمع الوطني الديمُقراطي ، قوات التحالف كانت بقيادة عبدالعزيز خالد ، مع وجود الحركة الشعبية ، معظم من كانوا بالقاهرة أو جاءوا للتحالف معظمهم كانوا تقدموا بطلبات اللجوء عن طريق برنامج إعادة التوطين والأمم المتحدة للهجرة وبعضهم وصل القاهرة خصيصاً للتقديم في برنامج الهجرة واللجوء هذا ، وقد ساعد العم فاروق أبوعيسي الكثيرين في تزكيتهم أو التوصية لهم وتلك هي الحقيقة في الأغلب التي لم يقلها الماهري ، فقد يكون قد أحد ممن سعوا لمقابلته أو الطلب منه هذا ، بمثل ما كان يفعل العم فاروق وعدد من الشيوعيين وقتها ومن كانوا في قيادة التحالف ، أو من الإتحاديين أو الحركة الشعبية أو حزب الأمة أو القيادة العسكرية.... وبالفعل هاجر ولجأ الكثيرون عن طريق إرفاق خطابات التزكية هذه أو تأكيد الإفادات التي بكتبها المتقدمون في داخل ال ( case ) ومايقوي حجتهم لإعطاءهم الموافقة لطلب اللجوء بمشاركتهم في العمل المعارض وتعرضهم لبطش النظام السابق ومعاداته... فحتي إن كان مقتنعاً بالكفاح المسلح كوسيلة للنضال كان يمكن له الأنضمام المباشر للحركات إما الدارفورية أو الحركة الشعبية كما فعل الكثيرون وقتها خاصة من الطلبة المتخرجون حديثاً من الجامعات ، أو حتي الإصرار و المشاركة في قوات التحالف التي كان يقودها عبدالعزيز خالد ، ولكنه بإيراده لقصة ومعلومة مقابلته لفاروق أبوعيسي حاول إرسال رسالة بأن إيمانه بالكفاح المسلح قديم ، لكي يبرر وظيفته الحالية كمُستشار لقائد مليشيا مُجرمة وقاتلة وإضفاء غطاء النضال من أجل المُهمشين والعدالة في السُودان عليها ، وهذا تدليس واضح وتزوير للحقائق وخداع ليس إلا.... معروف تاريخ و مسار هذه المليشيا والقوات منذ التكوين وإلي الآن وكيف يتم إستخدامها للأغراض القذرة والعمالة والإرتزاق ، والطموح اللاحق لقيادتها الأسرية من آل دقلو في حُكم السُودان وتحويله لمملكة خاصة بهم ، ومعروف خدمتهم لأسيادهم الجدد الثورة المضادة و في الإمارات تحديداً والمشروع التوسعي والنفوذ لإسرائيل وروسيا ، ويكفي إرتباط هذه المليشيا وقيادتها بروسيا وقائدها المجرم بوتن ودعم مصالح الروس في السُودان والمنطقة بل ودعهمهم المباشر والعللني حتي في حربهم ضد أوكرانيا..... نختم بالقول أن يوسف عزت الماهري غير مخول أخلاقياً للحديث عن المُهمشين الذين ساهم من يتحدث بإسمهم في قتلهم وإبادتهم وتشريدهم ، وغير مخول لا سياسياً ولا أخلاقياً للحديث عن القائد العظيم جون قرنق وبرنامج السُودان الجديد والحركة الشعبية الذي حاول تصدير أن الحرب الحالية هي إمتداد له ، وفي محاولة رخيصة منه لإعطاء شرعية سياسية لكل الجرائم التي إرتكبتها وترتكبها هذه القوات والمليشيا المجرمة في الدعم السريّع ، والتي تتطلب محاكمتهم عليها عاجلاً أم آجلاً ، ومحاكمته هو شخصياً عليها بحُكم وظيفته وتخطيطه ومشاركته ، ومن المؤكد أن ذلك سيكون ضمن مطالب الشرفاء من شعبنا ، هذا بغير جرائمهم ما بعد الثورة وفض الإعتصام وقتل المتظاهرين السّلميين ، ثم جرائم الحرب التي إرتكبوها والتي تجعل منه ومنهم مُجرمي حرب بإمتياز بعد كل ما تم توثيقه وحدوثه علي الأرض.... كُل الشعب السُوداني يعرف الكيزان وقد رفضهم ومشروعهم ، وهو كذلك بات يعرف الجنجويد ومليشيا الدعم السريع ويرفضهم ، ولن يكون عداء الدعم السريع الحالي للكيزان وحربهم معهم قرباناً يجعل لهم مكان في سودان مابعد الثورة وما بعد الحرب الحالية أو أي شرعية كمليشيا أو قبول لقيادتهم ومجرمينهم في أي إتفاق سياسي..... علي مستشار حميدتي والمدافع عنه وعن الجنجويد أن لا يغره نجاحهم في شراء البعض أو إختراق بعض الموجودين في المشهد أشخاصاً كانوا أو قوي سياسية ، فما فعلوه بحق الشعب السُوداني سيكون نهاية لأطماعهم ومن خلفهم ومن يدعمهم...... 11 يونيو 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة