يعلم كل من يتابع كتاباتي موقفي من الكيزان وحكومة الانقاذ ، وأني لم ولا زلت على موقفي منهم ، وأعلم تماما جرائمهم في حق البلد ، وأنهم هم الذين أنشأوا الدعم السريع من رحم الجنجويد ، وهم الذين سلحوه ، و مكنوا له ، وأضعفوا الجيش بعد أن استحال ضمان جانبه وانقسامهم هم انفسهم خاصة بعد المفاصلة مع الترابي عرابهم وشيخهم الذي تنكروا له ، ففضحهم على قناة الجزيرة . في شاهد على العصر . كل ذلك مما لا احتاج للمطبلين و حارقي البخور ، والمرجفين أن يمنحوني صكا ببراءتي من الذي درجوا عليه من صفات التخوين و العمالة التي هم أجدر بها من كل شخص . ذلك أنني واجزم ان مثلي كثير قد وصلنا لقناعة ان هذا ليس وقت المحاسبة ، ولا القاء اللوم على الآخر ، فالأولوية الان لوقف انتهاكات الدعم السريع الذي اطلق وحوشه في الخرطوم يستبيح الأعراض ويزهق الأرواح ويروع الآمنين من شيوخ وأطفال ، ويحتل بيوتهم بالقوة ويتمركز في وحول محطات الكهرباء والانترنت والمستشفيات ، ويتخذ من الناس دروعا بشرية ، في خسة وجبن ، وهم الذين يتهكمون على البرهان واختبائه في البدرون ، فما يفعلونه أدهى وأمر ، لأنه يطال كل الناس . فلو انفق الكيزان المليارات ليشوهوا صورة الدعم السريع ويخرجونه من قلوب الناس ما استطاعوا ان يفعلوا ذلك بمقدار ما فعله الدعم السريع بنفسه . قديما قالوا من نسى قديمة تاه وضل ، واليوم يعود الدعم السريع لاصلة ، مجرد جنجويد عملهم القتل والسلب و النهب . وكاذب من يقول بغير هذا ، ومهما اجتهد مستشارهم المتجول في اروبا ، ان يجمل من صورتهم ويستدجدي اعترافا من دولها عارضا خدمات قواته في الارتزاق وخدمة مصالحها فإن ذلك لن يجلب لهم تأييد الناس في الداخل ، بل كل يوم يتأكد للناس أنهم إزاء قطاع طرق لا قضية لهم ، فصاحب القضية يحرص على ألا يشوه سمعته ولا يلحق بها ما يضر بها ، وهذا عكس ما نراه ونشاهده منهم على الأرض . من البداية قلنا لا تبحث عن القيم السامية عند وضيعي القيم فاقدي الانسانية ، وانساق المغفلون خلف كذب ودعاية حميدتي و من هم خلفه . وقلنا إنك لا تجني من الشوك العنب ، حميدتي لا يزيد عن كونه قاطع طريق جاهل لا يوثق في كلامه ، ولا ما يتشدق به من معسول الكلام الذي حفظوه له ولا يفقه فيه حرفا . وإن تعجب فكل العجب للذين يحملون درجات عليا في العلوم ويسمحون لجاهل لا يفك الخط أن يقودهم ، ظنا منهم – وهم واهمون – انهم يستطيعون توجيهه والسيطرة عليه . مساكين ، هكذا حاولوها مع من هو افهم من حميدتي ، أيام النميري ، وظنوا أن الرجل بليد وجاهل ومتهور – نفس ما يصفون به حميدتي – وانهم سيركبون على ظهره ويحققون به ما يريدون ، وانقلب عليهم والقصة معروفة . وتكرر المشهد مع المخلوع عمر البشير ، ظن الترابي أنه سيمتطي ظهره للوصول بجماعته للحكم ، وظل البشير يحكم إلى أن اقتلعه الشعب . حميدتي ما يفعله به المثقفاتية حكاية تروى لرجل نفخوه وكبروه بعد ان اتوا به من الفيافي فانقلب على ولي نعمته ، ووجدها فرصة سماسرة السلطة ومثقفاتية البلد وظنوا كما ظن غيرهم ان الرجل يمكن ان يوضع في الواجهة لمحاربة خصومهم الكيزان ، وهكذا ساقوه وساقوا البلد لمحرقة يعلم الله وحده كيف الخلاص منها . في كل خطاباته كان حميدتي بتخطيط الذين حوله من أمثال مستشارهم النتجول يركز على نقطتين : أنه مع الخط المدني والديمقراطية ، وأنه ضد الكيزان وليس ضد الجيش ، كلام كله كذب وادعاء فارغ لا ضمان له . ظل حميدتي يلازم البرهان كظله في كل ما قام به سابقا من فض الاعتصام وإلى انقلاب 25 أكتوبر ، يساند البرهان في كل خطواته في وأد المدنية التي يتباكى عليها الآن ، ويعتذر بعد أن حاصره الواقع وليس ندما . الآن وقد وقعت الفاس في الرأس من الخيانة العظمي أن يؤيد سوداني ما تقوم به قوات الجنجويد ، المسألة ليست سياسة ولا كياسة ، بل أرواح تهدر ومرافق تخرب ، وممتلكات تنهب ، وأعراض تنتهك . فمن يؤيد ذلك تحت مسمى المدنية والديمقراطية كأنه يقول للجنجويد اقتلوا وانهبوا واقلبوا عاليها سافلها ونحن نضمن لكم الغطاء السياسي و الاعلامي دون وازع من ضمير ولا إنسانية . الوقت الآن ليس لمعرفة من السبب ، ولماذا هذا حدث ؟ كل ما هناك أنه مع كل يوم يمر تنتهك حقوق ويموت أناس أبرياء وتنهب أموال ، والفاعل أمام الجميع موثق بالصورة والصوت ، ولا يحتاج لإثبات . فأين تقف أنت مما يجري ، هل نصمت خوفا من أن نوصم بالكوزنة اللعينة أم نحق الحق ونقول لا خير فينا إن لم نقلها ، ولا خير فيمن لا يسمعها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة