توقيت غريب جدا اختاره قائد الجيش السوداني الجنرال البرهان من الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غويتريش باستبدال المستر فولكر بيرتس”رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الإنتقال في السودان”وبالمقابل لم يتاخر رد الامين العام للمنظمة الدولية علي خطاب البرهان حيث اعرب غويتريش عن صدمته من خطاب قائد الجيش السوداني موكد ثقته الكاملة في ممثله بالسودان فولكر بيرتس وانه فخور بعمله كرئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الإنتقال في السودان وقد جاء في نص خطاب البرهان الذي أرسله للأمين العام للأمم المتحدة عن انتقاد صارخ لفولكر حيث اتهم بالسماح لأشخاص من خارج منظومة الأمم المتحدة بإستغلال التسهيلات الخاصة بموظفي الأمم المتحدة مثل إخطارات وأذونات التحرك، كما أتاح لشخصيات وكيانات سياسية إستغلال واستخدام وسائل اتصال يونيتامس لأداء أنشطة حزبية وسياسية” و انتقد الخطاب كذلك الإتفاق الإطاري الذي ينص على نقل السلطة للمدنيين والموقع بين الجيش والدعم السريع من ناحية ومجموعة كبيرة من القوى السياسية من ناحية أخرى حيث اشار الخطاب أن الإتفاق الإطاري لايحظي باجماع السودانيين وأنه أحد أسباب الحرب
التوقيت الذي اختاره البرهان لا يصب في صالحه خاصه وانه قبل أيام قليلة قدم المستر فولكر بحكم انه ممثل الامين العام بالسودان تقرير الي مجلس الامن الدولي عن الوضع في السودان وقد اتي التقرير متوازن و غير حاد ولم يختلف عن التقارير السابقة عن الحالة في السودان و لم يتطرق تقرير فولكر عن اثر العمليات العسكرية علي حياة المواطنين و لا عن الضرر الذي اصابهم جرّ القتال داخل المدن واستخدام الطيران الحربي في القتال في مناطق مدنية مما خلف ضحايا مدنيين و تقرير فولكر لم يتناول معاناة المواطنين من الجوع ونقص الدواء والخدمات ولم يتطرق الي المطالبة بالتحقيق الدولي عن الفتوي الدينية التي طالب بها احد الاسلاميين باهدار دمه وهي تدخل في اطار محاولات القتل باختصار اتي تقرير فولكر في صالح البرهان ولكن السبب الرئيسي وراء غضب الاسلاميين من المستر فولكر هو ملف التحول الديمقراطي فماذا تريدون من فولكر ؟ فهل كان المطلوب منه مباركة انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر 2021 حتي يرضي عنه فلول النظام البائد
وهل مطلوب من المستر فولكر دعوة الفلول من ازلام النظام البائد للمشاركة في العملية السياسية وهم ذاتهم الذين خرج الشعب السوداني ضدهم في ثورة ديسمبر
ان الادعاء بان الاتفاق الاطاري يعمل علي اقصاء الاخرين يعد امر مضحك ونطرح سوال الي اعداء الاتفاق الاطاري عن من هم الاخرين والاجابة سوف تاتي سريعا فالاخرين هم الكيزان ومن تحالف معهم في السابق ضد الشعب السوداني وخير مثال لذلك الناظر محمد الامين ترك الزعيم القبلي بشرق السودان وعضو حزب الموتمر الوطني المحلول فقد ظل هذا الرجل منذ تفجر الثورة يعمل بشتي الطرق لاجل وضع المتاريس امامها حيث يستغل القبلية بشكل سافر في تمرير مخطط ايقاف التحول الديمقراطي والجميع يعلم كيف تسبب ذلك الاغلاق الجائر فى منع انسياب المواد الغذائية الأساسية والدواء وايقاف عمليات الصادر والوارد فاغلاق الطريق القومي الرابط بين البلاد ومدن شرق السودان وتعطيل حركة الملاحة البحرية والجوية اثر على الاقتصاد الوطني ولم يرفع الناظر محمد الامين ترك الاغلاق الا بعد وقوع انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م الذي اطاح بتجربة ديمقراطية مدنية كانت سوف تعمل على نقل البلاد الي مرحلة متقدمة من استرداد الحقوق واقرار دولة القانون والمؤسسات الدستورية التي يستاوي امامها الجميع ،
الاتفاق الاطاري ربما يكون غير كافي لحل مشكلة الازمة السودانية ولكنه يعتبر خطوة صحيحة نحو استرداد الدولة المدنية ان المظاهرات المحدودة التي خرجت اعتراض على وجود المستر فولكر بالبلاد لا تمثل الشعب السوداني وانما هي لسان حال فلول نظام الكيزان الذين يرفضون ترك هذا الشعب يعيش في سلام بالمقابل نعيب على المستر فولكر التستر على سلوك ازلام النظام البائد فكان ينبغي عليه كشف الحقيقة امام المجتمع الدولي عن ما يحدث في السودان وفضح العناصر التي تعيق التحول الديمقراطي وكشف الجهات المسئولة عن اندلاع الحرب الحالية التي تدور في السودان بلا شك فالامين العام للامم المتحدة أنطونيو غويتريش من خلال خطاب الجنرال البرهان الاخير المطالب فيه باستبدال رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الإنتقال في السودان” قد عرف حقيقة ما يحدث في السودان بالتالي سوف يضع استراتيجية جديدة للتعامل مع الوضع في السودان
في اخر المطاف سوف يعود المستر فولكر الي السودان للعمل على اكمال العملية السياسية فالسودان الان يحتاج الي عمل سياسي دولي لوقف الحرب وهذا ما تسعي اليه منظمة الامم المتحدة وبلغة كرة القدم فان البرهان اختار التوقيت الغير مناسب للتسديد وبدلا من احراز هدف لصالحه احرز هدف عكسي في مرماه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة