بعد مرور أكثر من شهر ونصف على الحرب العبثية التي أشعلت البلاد وأدخلتها في نفق مظلم ، لنا أن نتساءل : ليس عن هوية المتقاتلين ولا عن أسباب القتال ، ولكن السؤال الذي لابد منه : ما الذي يرمي إليه البرهان الضعيف ومن خلفه من كيزان السوء وحميدتي الجاهل من وراء استمرار هذا الواقع المرير ؟ دعك من التصريحات هنا وهناك .. ودعك من العنتريات الفارغة التي ظهر بها البرهان ، ولا مظهر الثعلب الذي ظهربه حميدتي ، دعك من كل هذا ، ولنسألهم سؤالا واحدا : ثم ماذا بعد ؟ هل لازلتكما تأملان في انتصار ولو على حساب الجماهير المحاصرة في بيوتها من غير ماء ولا دواء ولا طعام ؟ هل انعدمت فيكم روح الإنسانية ، وأعمتكم المناصب لهذه الدرجة التي لا تحسون فيها بآلاف المشردين ؟ من أي طينة أنتم ؟ حتى الآن سبع هدن ، والثامنة في نفس طريق الانتهاكات وضرب عرض الحائط بمناشدات الأصدقاء والحادبين على البلد لتحسوا وتشعروا بمعاناة أهلكم ، وأنتم في ضلالكم سادرون . الأمر اذا أبعد من كونه حرب من أجل البلد ، المسألة هي ما كنا نخاف منه ، المخطط أكبر بكثير من القزمين المتصارعين . البرهان وحميدتي ما هما إلا واجهة فقط ولعبة في يد قوى تحركهما . لا البرهان يعمل ويأمر وينهي من نفسه ، ولا حميدتي ، كلاهما كاذب للنخاع ، وعميل مدسوس لتدمير البلد حتى لا تقوم لها قائمة . في كل الحروب هناك خطوط حمراء يراعيها الطرفان لانها تمس حياة الناس مباشرة ويحاول كل طرف أن يظهر بمظهر الحادب على مصلحة عموم الناس ، إلا في هذه الحرب الرعناء ، فكل طرف حريص على أن يمشي على جماجم الناس ، لا هم له إلا النظر تحت قدميه فقط . ضرب الفريقان بكل مواثيق الأمم المتحدة عرض الحائط ، فلا احترام لحقوق الإنسان ولا أمان للمدنيين ، ولا حتى ابسط أنواع النخوة والرجولة . في حالة كهذه يجب على المجتمع الدولي وعلى راعيتي محادثات جدة الرجوع لمجلس الأمن ومن خلفه الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين ، وكبح جماح هؤلاء المجرمين . لابد من ارسال قوات أممية للفصل بين المقاتلين ، وإخلاء المستشفيات والمرافق الصحية والأسواق ، والمؤسسات الخدمية من أي وجود عسكري ، ومنع الطيران من استهداف الاحياء السكنية وإخلاء منازل المواطنين من الاحتلال العسكري لها من قبل قوات الدعم السريع على وجه التحديد . بدون هذه القوات لن يخضع طرف من اطراف النزاع لاي نداء او استغاثة من اجل ايقاف هذه الحرب . فالطرفان مغيبان تماما عن أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني ، لا يعرفان غير منطق القوة . وواجب الدول كافة أن تمنع التردي إلى أبعد من ذلك . فالآن ما نشاهده من استهتار بأرواح الناس وتعريض ممتلكاتهم للنهب والسرقة أمر لا يمكن ايقافه إلا عبر نشر قوات أممية تعيد للناس السكينة والطمأنينة ، وتقود لسلام دائم عبر دولة يحكمها المدنيون بانتخابات تحت اشراف وحماية دولية . لقد أثبت الطرفان أنهما ليسا أهلا للثقة ، وفقد المواطن إيمانه بهما معا ، وأدرك الجميع أن الحل لن يأتي من أي حوار بينهما .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة