يساوي المجتمع الاقليمي والدولي بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في القتال الدائر، ويصفه بأنه صراع بين جنرالين او بالاطراف المتقاتلة او الفصيلين،على الرغم من أن الحقيقة الواضحة تثبت أن الدعم السريع سعى حثيثا للاستيلاء على الحكم، فكل الوقائع توضح تخطيطه للاستيلاء على الحكم، ولم ينفي هذا،بل برره بمحاكمة الانقلابيين والفلول والقبض على برهان. وحشودهم التي طوقت الخرطوم و تمركزاته واحتلاله المرافق الحيوية ،والوضع الدفاعي للجيش، جميعها تؤكد ان قيادة الدعم السريع خططت لهجومها على الخرطوم من وقت مبكر. وقد أشار الكثيرون الى ان حميدتي تلقى دعما من بعض الدول . اما داخليا،فتبنت قيادة الدعم السريع رأي قحت لتمثل عمقها المدني الذي تأتي به ليحكم ،بالطبع،تحت النفوذ العسكري لقوات حميدتي... هذا الَمخطط اصبح مكشوفا. على الرغم من كل هذا، لماذا ساوى العالم، بدوله ومنظماته بين قوات حميدتي التي قطعت الطريق على التفاوض تحت الاتفاق الاطاري الذي لم يتبقى فيه سوى أمر كيفية مدة دمج قوات الدعم في الجيش، فإن كانت نوايا قيادات الدعم خالصة للديمقراطية، كما يزعمون لمضوا في التفاوض ولما طالبوا بان تكون مدة الدمج عشر سنوات!! وفي سخرية د. عبد الله علي ابراهيم من هذا الطلب ، ذكر في كلمة منشورة ان عشر سنوات تعني( موت الفقير)، والاشارة معروفة أي ان هذا الدمج سيتطاول ويتطاول.. الخ..... ما حدث يؤكد ان قيادة الدعم السريع انقلبت على المسار التفاوضي طمعا في الحكم بقوة السلاح مستغلة تأييد قحت التي، لو نجح حميدتي،سوف تصبح هي الحكومة المدنية المؤقتة والتي تمثل غطاء استيلاء حميدتي على البلاد، وبعد ترتيبات عسكرية عديدة ، سوف يتقلص دور قحت او تصبح مؤسسة مدنية محدودة القدرات وسط محيط هادر بالسلاح!.نعود الى التساؤل الذي في صدر هذه الكلمة، لماذا ساوى العالم في خطابه بين الجيش السوداني والدعم السريع، ولم يطلق على الاخير القوات المتمردة.الأخطاء الكبيرة تتناسل، فخطأ انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ الذي نقض ما تضمنته الوثيقة الدستورية وما نتج عنها من حكومة مدنية ترأسها حمدوك،الحكومة المدنية تلك وجدت الاعتراف والتأييد واعتبرت المعبِر عن التغيير نحو الديمقراطية. لقد نقض العسكر بما فيهم قيادة الدعم السريع، كل هذا، بل واجهوا المدنيين المحتجين بالرصاص وسقط ١٢٦ قتيلا والاف المصابين وتعطلت مسارات التحول... الخ... اذن العالم يتعامل مع قيادة الجيش بإعتبارها تمثل وضع غير شرعي نتج عن عمل مسلح عزل الحكومة المدنية،وهذه حقيقية وإن استغلها ووظفها حميدتي للقول بأنه تحرك عسكريا من اجل الديمقراطية، وقوله خال من كل صدق!، فتحركه وهجومه على عاصمة البلاد، كان انقلابا على التفاوض تحت الاتفاق الاطاري، فضلا عن انه شارك في انقلاب ٢٥ اكتوبر تخطيطا وتنفيذا..... الان للخروج من هذا الوضع الشائه الذي تمخض عن انقلابي٢٥ اكتوبر و١٥ ابريل،أرى ان المخرج في تشكيل حكومة مدنية تشارك في تكوينها جميع القوى السياسية ،عدا حزب المؤتمر الوطني والعسكريين. تجري مفاوضات تشكيلها داخل السودان تحت اشراف ورعاية الاتحاد الافريقي..هذا هو المخرج المدني، دون المساس بالحق الكامل لقوات الشعب المسلحة في صد هجوم قوات الدعم السريع. المخرج المدني سوف يخضع الجيش وقوات الدعم للسلطة المدنية التنفيذية، ليتم دمج قوت الدعم في الحيش وفق شروط الدمج والتسريح والتأهيل لمنسوبيها.. خلاف هذا ربما يطول امد القتال، وقد يتسلل الدعم الخارجي لقوات حميدتي المتمردة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة