فقال الحق في سورة الكهف القرآنية عن لقاء سيدنا موسى مع سيدنا الخضر وهو أبو العباس إمام الناس كما سماه سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه قائلا له وللمهدى المنتظر ألم ص منصور [ يا أبو العباس أنت إمام الناس ويا منصور تقدم بنا الى الصور وذلك تقدير العزيز الحكيم ] وقال الحق عز وجل : {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا - الكهف 60} وهما في بحر نهر النيل في منطقة دنقلا شمال السودان وكانا في مركب على نهر النيل العظيم ومتجهين جنوبا . وهذه الرحلة النيلية لسيدنا موسى كليم الله وفتاه أى ابن خالته - يوشع ابن نون - قد حدثت قبل عبوره بقومه بني إسرائيل، شرقا للأرض المقدسة مكة المكرمة. وقال الكثير من علماء السودان، إن مجمع البحرين يقع في وسط السودان بجزيرة توتي بالخرطوم العاصمة التي ورد ذكرها في القرآن العظيم: {وسنسمه على الخرطوم - القلم 16} وقيل أيضا أن مجمع البحرين هو نهر عطبرة في نقطة تلاقيه مع نهر النيل شمال السودان الكوشي. فيبدوا مليا بأن رحلة سيدنا موسى هي رحلة نيلية قصيرة المسافة وكان يعرف تماما أين يقع مجمع البحرين في السودان النوبي.
وقال الحق:{فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا * فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا * قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا * قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا * فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدُنا علما *[فسيدنا الخضر هو ملاك رباني علوي من الملائكة العلويين وهو حقيقة سيدنا جبريل الملاك العلوى الروح الأمين وليس سيدنا ابو العباس الخضر هو بشرا أرضيا ولا من بني إسرائيل البتة ، لأن الله قال عنه عبدٌ من لدُنا أي عبد ملاك علوى من عند الله تعالى]- فقال له موسى هل أتبعك على أن تعلمنى مما علمت رشدا - الكهف 61-66}.
{فلما بلغا مجمع بينهما} - أي عندما تجاوزا نقطة اللقاء بسيدنا الخضر وهي موطن وجود (صخر الحياة)، فهي الإشارة عندما يصلا إلى موقع صخرة الحياة في نهر النيل فسيجدوا عبد الله اللدُنى سيدنا الخضر،ليعلمه العلم اللدُني الإلهي الغيبي. وإشارة صخرة الحياة، هي أن تكن معك سمكة ميتة، فعندما تصل لذلك الموقع لصخرة الحياة، وتضع فيه أي سمكة ميتة أو حيوان ميت، فإنه يحيى بإذن الله تعالى، فهذا ما حصل لفتى سيدنا موسى عليه الصلاة. فعندما وضع الفتى - سيدنا يوشع بن نون - السمكة الميتة في موضع صخرة الحياة، فعادت لها الحياة مباشرة وحيت بعد ان كانت ميتة وهربت منه في البحر! فتعجب وسرح مع نفسه ونسي أن يخبر سيدنا موسى بما حدث للسمكة الميتة،وأن المكان الذي نسي فيه الغلام الحوت الميت، فحيا وإتخذ سبيله في البحر، هو نقطة اللقاء بسيدنا الخضر عليه الصلاة والسلام.
وقيل فى صحف إدريس لإسرائه ومعراجه لله تعالى بان ربنا اتى زائرا للأرض بعد ان أهبطنا مباشرة لهذه الأرض من قبل 7000 سنة فزار الله تعالى خلقه كل بنى آدم التراب واخذ عليهم بعض العهود والوصايا فكان ربنا واقف على هذه الصخرة على ضفاف نهر النيل المبارك فصارت تلك الصخرة مباركة بشرف وقوف الله تعالى عليها فصارت فيها البركة الإلهية أى كل شئ ميت يمر بها فيحي فيها وكل ذو عاهة وسقم يشفى من عاهته بفضل وشرف وقوف الله تعالى فيها لذلك سميت ب[ صخرة الحياة ] وكانت موجودة على ضفاف نهر النيل فى منطقة النوبة الشمالية وسيدنا الخضر هو من يعرف سرها وفتى موسي سيدنا يوشع بن نون عرف سرها ، ومعنى [ مجمع البحرين ] اى ملتقى نهرين فيبدوا بان [ صخرة الحياة ] لقد دفنها طمى نهر النيل وليس لها إى أثر وإلا لكانت الناس عرفت سرها وإنتشر وشاع بين الناس وهو سر جلب الحياة لكل شئ ميت يمر بها فهو يحي فسبحان الله رب العالمين ، وقال المهدي المنتظر بأنه سوف يبحث عن مكان صخرة الحياة على ضفاف نهر النيل فى كل شمال السودان لتعم البركة لتشفى الناس من الأمراض والعاهات فهى لقد نتجت بركتها لوقوف ربنا عز وجل المبارك عليها وهى نفس الموطن الذى تجلى فيه الله تعالى لسيدنا موسي بالنار فى الوادى المقدس طوى وصار الوادى مقدس لأن الله تعالى ظهر فيه لسيدنا موسي وخاطبه فيه من وراء حجاب النار فتبارك ربنا الله تعالى البركة المبارك المحير ببركاته ونفحاته كل العالمين.
وقيل في الأثر السوداني بأن [ صخرة الحياة ] تقع على ضفة النيل الغربي في منطقة بلدنا دنقلا قرية (كُلمسيد) وتعني بالنوبية الدنقلاوية (مسجد الصخرة)،وقيل بأن مسجد كُلمسيد بُني على صخرة، ونعرف عقليا بأن صخرة الحياة، لقد غطاها طمي النيل في منطقة النوبة دنقلا في الضفة الغربية اليسارية لمجرى نهر النيل شمالا ، لذلك لا يعرف حقيقتها الناس في مدينة دنقلا، فلو كانت صخرة الحياة موجودة ظاهرة لعرف الناس حقيقة معجزاتها في المنطقة بإحياء السمك الميت والحيوانات الميتة، وهي بركة إلهية وتشفي الكثير من الأمراض في الجسم وتحييه وتجدده وتعافيه لو لمسها أي إنسان مريض يشفى من مرضه وحتى لو لمسها اى انسان عجوز فهو سينتشى جسمه ويصير معافى سليم من العجز والهرم ويشفى من كل مرض وسقم وهى سر بركة وقوف ربنا الله تعالى فيها وكذلك صار كل نهر النيل مبارك ببركة وقوف الله تعالى على ضفته فوق صخرة الحياة .
فقال الحق: {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا * قال إنك لن تستطيع معي صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا * قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا * قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا * فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا * قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا * قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا * فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا * قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا * فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا * قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا * أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا * وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما * وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا - الكهف 65-82}.
وقيل في الأثر السوداني بأن المكان الذي التقى فيه سيدنا موسي بسيدنا الخضر في موقع صخرة الحياة، هو في جزيرة (سلانج) أي ماء الحياة في شمال السودان النوبي، وأن العالم الرباني اللدُني المرشد الذي رافقه سيدنا موسى عليهما السلام ليعلمه علم الله اللدُني لرفع القدر السوء والبلاء عن الناس في الإرض - سيدنا الخضر - وبالنوبية تعني (الشيخ المجذوب بالدين) وأن لفظ موسى ينطق بالنوبية (مونسا) أي الملقى والمبعد، إشارة إلى ما فعلته به أمه بأمر الله بأن تلقيه في اليم أي بحر النيل في مصر دنقلا، خوفا عليه من قتل فرعون الطاغية لأطفال بني إسرائيل المكرمين. وإن هذه القصة الحقيقية الجميلة القرآنية عن لقاء رسول الله موسي بسيدنا نبي الله الخضر قد ذكرت وصورت في فيلم The Silent Fluteوهذا الفيلم أخرجه وكتب قصته من وحي التراث الصيني القديم، الراحل بروسلي- بطل الكراتية الشهير - وكان من المفترض هو أن يمثل دور سيدنا الخضر ولكنه توفى.
فعندما تقابل سيدنا موسى بالعبد الصالح سيدنا الخضر ورافقه في الرحلة التعليمية لرفع البلاء والقدر السوء عن عباد الله الصالحين وأهلهم في الأرض، وخرق السفينة للمساكين وقتل الغلام بإشارة يده، وقد فعلها بالخفاء بالقدرة الإلهية بعلم التصرف بالاسماء الربانية لأنه ملاك علوي رباني قوي جدا ويفعل خرق العوائد والمعجزات الرهيبة، فقال بسره للفتى الذي كان سيصبح طاغوتا كبيرا وسيعذب والديه والناس، قال له: "مت بإذن الله"، فقتله، وأقاما الجدار لابناء الرجل الصالح، فهو تصرف كما أمره الله تعالى وذلك التصرف لرفع البلاء عن عباد الله الصالحين المساكين والعون الإلهي لذريتهم ولرفع ورد القدر السوء، ولقد اكتشفه سيدنا موسى وكاشفه به وأحتج عليه منكرا لتلك الأفعال المنكرة لأنه قاسها بعقله ، لأنه رسول كبير جدا من أولي العزم ويعمل بالشريعة الظاهرة ليست بالمتخفية.
فالعبرة لنا من قصة لقاء سيدنا الخضر بسيدنا موسي كليم الله عليهما صلاة الله هي لرفع البلاء والقدر السوء والشر عن عباد الله الصالحين وذريتهم، فيبدو من تبيان القصة، أن سيدنا موسى عليه الصلاة سأل الله تعالى مثلنا كلنا نحن البشر، لماذا يحصل الشر والبلاء والظلم للناس والله حاضر ويشاهد ذلك؟ فأمره الله تعالى بأن يقابل الخضر عليه الصلاة ليعلمه العلم اللدُني لرفع القدر السوء والشر والبلاء. فنعم، لقد خلق ربنا ﷻ الخير والشر والله تعالى لا يأمر أبدا بفعل الشر والمنكر البتة، لأن الله تعالى رحيم محض وأمرنا كلنا بأن نفعل الخير والإحسان ونفشي السلام في الأرض، وحرم علينا الإفساد في الأرض وفعل الشر والظلم والطغيان، فالبشر الأشرار والشياطين الطواغيت هم من يفعلون الشر والظلم في الأرض مطلقا، فربنا ﷻ خلق كل الإنس والجن وأمرهم بعمل الخير والسلام واتباع أمره في الكتاب الحكيم ومن يفعل الشر ويفسد ويظلم في الأرض منهم، فسوف يحاسبه الله تعالى حسابا شديدا وأليما يوم القيامة ويحشره في نار جهنم مثوى الظالمين.
وعن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسيكم، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني، أغفر لكم، يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى من قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر من قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه).
وقال الحق عن المنذر المبين كل شئ بالدين المهدي المنتظر - المر- في فواتح سورة الرعد {ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار * له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه بأمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال – الرعد 10-11}- له معقبات - وهي الدعاء والعمل الصالح والتحصن بآيات وأسماء الله الحسني لرفع ورد وصدر البلاء والشر والسوء عنه - يحفظه الله بأمره وينجيه من كل شر وإبتلاء - وهو قدر الله ليحصل السوء والشر والابتلاء والظلم الذي يحصل للناس من قبل الأشرار الظالمين في الأرض والشيطان وقبيله المضرين .
فإن الله تعالى يرفع عنك وعن أهلك السوء والشر إذا كنت من عباده الصالحين المؤمنين وهو تبيان ما فعله وتصرف به سيدنا الخضر في سورة الكهف، فإن الله تعالى يصرف عن عباده الصالحين وأهلهم كل السوء والشر، فكن من عباد الله الصالحين المؤمنين، فتنجوا وأهلك من كل سوء وسيعينك وسيغيثك الله تعالى بنفسه العزيزة ويرفع منك كل شر ومصيبة نازله بك وبأهلك، وتعيش حياة طيبة آمنة وسعيدة لقوله تعالى هاؤم: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون - النحل 97}- {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون - نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون – فصلت 30-31}-وأن الله تعالى الرحيم بالمؤمنين يستجيب دعوة عباده المضطرين بدون فرز والحمد لله رب العالمين لقوله تعالى الرؤوف الرحيم بنا اجمعين : {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون - النمل 62}.
وذكر ابن حجر العسقلاني في كتابه (الزهر النضر في حال الخضر) أن النبي ﷺ، خرج في ليلةٍ ومعه الصحابي أنس ابن مالك، وبينما هما يمشيان سمعا صوت رجلٍ يقول:"اللهم ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوّقتهم إليه"، فردَّ النبي ﷺعلى صاحب الصوت: "لو أضاف أختها إليه؟"، فردَّ الرجل: "اللهم اعني بما ينجيني مما خوّفتني منه"، فقال النبي ﷺ: "وجبت وربّ الكعبة"، وطلب من أنس الذهاب للرجل ويطلب منه أن يدعو له (للنبي) بالعون على تبليغ رسالته، وأن تصدّقه أمته. فذهب أنس لمكان الصوت فوجد رجلاً، فقال له: "مرحباً برسول رسول الله ﷺ، ودعا له، وقال: "اقرأه مني السلام، وقل له: أنا أخوك الخضر، وأنا كنت أحقّ أن آتيك. وقل له : إن الله فضّلك على الأنبياء مثلما فضّل به رمضان على الشهور، وفضّل أمتك على الأمم مثل ما فضّل يوم الجمعة على سائر الأيام".
فأصلا سيدنا الخضر عليه الصلاة والسلام هو حقيقة الملاك العلوي اللدُنى سيدنا جبريل علية الصلاة والسلام ، فسيدنا الخضر هو من المقربين لله تعالى وهو يتلقى الأوامر الإلهية مباشرة من عند الله تعالى لينجزها له فى الأرض وهو أمين الوحي لكل الأنبياء والمرسلين والصالحين . فربنا ﷻ أوحي لسيدنا موسي عليه السلام بأن يقابل العبد اللدُني (الخضر - أبو العباس)عليه الصلاة والسلام في موطن (صخرة الحياة) على مجرى ضفاف النيل في منطقة النوبة شمال السودان – مصر العليا القديمة دنقلا، ليعلمه علم الغيب اللدُني لرفع القدر الشر والبلاء عن عباد الله الصالحين وأهلهم.
وسيدنا الخضر ابو العباس او أبي محمد عليه الصلاة والسلام لقد ظهر فى حقبة سيدنا يوسف وهو الذى اتى مع السيارة وأنقذ سيدنا يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام من البئر وباعه الى عزيز مصر ليملك ويمكن له فى الأرض لقوله تعالى هاؤم – {وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون *وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين * وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون – يوسف 19-21}.
وقالت صحف إدريس : (وكــان أبـو الـعـباس وارد مــائـهـا ** فـــأدلى بــدلو فــقــال تــلـك بـشـارتي ) (وجىء بـها مصراً وبيعت رخيصة ** وذا عــجـبٌ أن يــزهــدوا في البشارة ) لقوله تعالى { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون – يوسف 102}- فهو سيدنا إدريس علية الصلاة والسلام فكان متركبا فى حقيقته الملاك العلوى جبريل قرينه فهو ظل حقيقة سيدنا ابو العباس الخضر لقد كان شاهدا وتنزل بالروح متخفى عندما مكر إخوة يوسف به فهو حضر فورا مع السيارة وانقذ سيدنا يوسف الصديق من البئر واخذه الى مصر وباعه الى عزيز مصر ليمكّن له الله تعالى ملك مصر وهى مدينة دنقلا فى شمال السودان سبحان الله تعالى . وهى حقيقة نظرية (الحلول والاتحاد - وحدة الوجود - أي تتحد وتقابل ملاكك العلوي). وقال المولى عزوجل: {فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمنى مما علمت رشدا * قال إنك لن تستطيع معي صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا * قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا * قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا - الكهف 65-70}. فعندما تكون عبد رباني من عباد الله الصالحين فيتنزل عليك روح القدس الملاك جبريل ويعلمك ويحميك، كما حدث لسيدنا موسي كليم الله عندما قابل سيدنا الخضر فهو حقيقة الملاك العلوى روح القدس جبريل وهو من علمه العلم اللدُنى الرباني .
وكذلك الملائكة الذين نزلوا للمسلمين الصحابة الأولين في عزوة بدر الكبرى وحاربوا معهم وهزموا وقتلوا العدو الكفار والمشركين، فهم الملائكة العلويين الربانيون قرناء البشر الأنبياء والرسل وعباد الله الصالحين والصحابة أهل بدر ومنهم من الأولين والآخرين المسلمين المقربين، وهي أكبر معجزة على مدى الدهر حصلت لسيدنا محمد ﷺ والصحابة المكرمين الأولين لقوله تعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين * وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين - آل عمران 146-147} - {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين * وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم * إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام * إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان * ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب * ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار- الأنفال 9-14} - {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون * إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين * وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم - آل عمران 123-126}. كتبه الباحث القرآنى \ عبد الله ماهر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة