الناظر لكل مايُسمي بالعالم العربي والإسلامي و لحجم الصراع السياسِي الموجود فيه والحروب والإقتتال والعنف والدموية وتمزّق الدول وإنهيارها وإنتشار الفوضي يجد أن لما يُسمي بالإسلام السياسِي دور كبير ونصيب الأسد في هذا... وإرتباط الإسلام السياسِي بالعنف وسفك الدماء هو قديم بدأ مُنذ بواكير الإسلام نفسه والصراع الذي بدأ باكراً للخلافة والصراع حولها... وليس هنا مجال التطرق لهذا الصراع وتفاصيله ولكنه موجود ومُتاح لكُل من أراد معرفته ومن عديد من المصادر وسُبل الإطلاع... ما أُريد الوصول إليه وبشكل مُباشر هو أثر تجربة الإسلام السياسِي في السُودان تحديداً علي تماسُك الدولة وإنتشار الحرب والعنف والفوضي وبالتالي التهديد الوجودي للدولة نفسها وشعبها السُوداني... فجوهر فكرة الإسلام السياسِي هو الوصول للسُلطة عبر بوابة الدين وتحت عباءته... وربط كل مايتعلق بالخطاب السياسِي بالخطاب الديني ومحاولة إضفاء القداسة والتنزيه علي هذا الخطاب السياسِي ورمي كُل مُخالفيه والخصوم السياسين الآخرين بدعاوي كالتكفير والزندقة والإلحاد والفسوق ومعصية الخالق وهكذا... ولترسيخ هذا الإعتقاد يتم إستخدام مفاهيم تتعلق بالدين نفسه كالجهاد والأحكام السماوية الرادعة بحسب إعتقادهم الخاطئ لمفهوم الشريعة والحاكمية وغيرها والتي أصدروا بسببها مئيات الفتاوي التي تجعلهم يستخدمون الدين نفسه في تصفية الخصوم السياسين وإزاحتهم والهيمنة علي السُلطة الفاتحة لأبواب السيطرة علي الإقتصاد والثروات والأموال ... فتصبح السُلطة هي المِعبر والكُبري الذي يتم من خلاله نهب الثروات وإستغلال أموال الدولة لصالح تنظيمهم ومشروعهم السُلطوي... تجربة الإسلام السياسِي في السُودان لأي مُتتبع لها مُنذ نشأتها وولوجها مُعترك السياسِة لا تحتاج كبير عناء ليكتشف حجم التخريب والهدم الذي تم للسُودان علي كافة الأصعدة حتي وصلنا كدولة وشعب لما نحن فيه الآن... حان وقت مواجهة هذه الجريمة الكُبري التي تُسمي بالإسلام السياسِي ...وهذه المواجهة يجب أن تكون واضحة وأن يتم الجهر بها وإسماعها لكُل العالم وليس فقط داخل حدود السُودان... تبدأ في تبني خطاب وفعل سياسِي يستطيع إزاحة هذا الداء وإبطال مفعوله تماماً وإبطال هذه الجريمة الكُبري ومحاربتها بمثل ما يتم مُحاربة عصابات المافيا وتجارة المخدرات والإرهاب وغيرها من أفعال ومُمارسات تؤذي المُجتمعات والشعوب والدول... لا يجب أن يكون هنالك تهاون في هذا الأمر... حان وقت التفكير في التصدي الكامل لما أُسميها بالجريمة الكُبري وهي الإسلام السياسِي... قد يأتي أحدهم ويقول ولكن أنتم دعاة للحريات والتعدد والديمُقراطية فكيف تأتي لتتحدث عن مُحاربة الإسلام السياسِي وهذا يعني بالضرورة حظره والتضييق عليه وعلي من ينتظمون فيه... وللإجابة علي هذا التساؤل فنقول ببساطة أنه ليس هنالك أكبر خطراً علي الحرية نفسها والديمُقراطية بل والحياة السوية المُستقرة الآمنة كخطر الإسلام السياسِي نفسه!.. فهو لا يؤمن بالآخرين ولايقبلهم ويستخدم العنف وإسالة الدماء ونشر الإرهاب والفوضي لمواجهة الأفكار التي تضاديه والخصوم السياسين ، وهذا ليس تجنياً ولكنه واقع مُعاش من خلال التجربة الماثلة والتي أدت لنتائج كارثية، يصبح من الخبال التعامل معه أي الإسلام السياسِي بأسلوب هو أصلاً في صميم تفكيره وإعتقاده وأفعاله لا يؤمن به... فمن كان العُنف والفوضي والتطرف والإرهاب هو سلوكه فليس أقلّ من التعامل الحازم والحاسم معه ويبدأ هذا أولاً في كشف وتبيين خطره علي الدولة والمجتمعات والشعوب السُودانية حاضرها ومُستقبلها... وثانياً خطورته علي السلام المجتمعي والأمن الداخلي والإقليمي والدولي... وكل من يؤمن به ويعمل علي نشر فكر الإسلام السياسِي أن تتم مُعاملته مُعاملة من ينشر المخدرات والجريمة والإرهاب... وحتي لا يتحول تنظيمهم لجماعات تخريبية سرية يجب أن تتم محاربة تفكيرهم أولاً وهزيمة خطابهم السياسِي وتعليم النشئ والأطفال في المدارس هذا وكذلك في أجهزة الإعلام وكشف كُل جرائمهم التي أوصلتنا لهذه النتيجة في محاربة ومقاومة تفكيرهم وتنظيمهم... ثم يأتي دور القوانين التي تُجرم من يسلك سلوكهم أو يعمل علي التخريب ونشر العنف والفوضي وفي هذا يجب أن لاتتم المُعاملة معهم وفق أي تهاون أو مُهادنة ، فتغليظ العقوبات والردّع لمن يثبت قيامه بسلوك وفعل إرهابي وسلوك عنيف فيه إيذاء للآخرين أو سفك لدماء وغيره من وسائل العنف تطبق ضده أشد أنواع العقوبات حتي تخلوا دولتنا وتتعافي مجتمعاتنا من هذا الداء والجريمة الكُبري ( الإسلام السياسِي) ... 21مايو 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة