عبر شريط فيديو قصير سجل القيادي بالموتمر الوطني المحلول انس عمر اعترافات هامة جدا عن كواليس الفترة الماضية التي صاحبت مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير فقد اكد المدعو انس عمر عن طبيعة دوره واخرين في اسقاط حكومة السيد رئيس الوزراء السابق دكتور عبد الله حمدوك عبر خلق الازمات السياسية والاقتصادية والتحريض عليها واستغلال المنابر لذلك الغرض
تكمن أهمية تلك الاعتراف في تورط شخصيات عسكرية رفيعة المستوى في الاطاحة بحكومة الفترة الانتقالية وذلك مايضع علامات استفهام كثيرة عن حقيقة ما حدث يوم الحادي عشر من ابريل من العام 2019م في هل هو تغير حقيقي اما هو مجرد انقلاب قصر
ان اعتراف القيادي البارز بالحزب المحلول المدعو انس عمر لم يكن جديد فقد درج الرجل علي التهديد والوعيد بالقادم في حال ابرام الاتفاق الاطاري وارشيف مواقع التواصل الاجتماعي يعج بالعديد من مقاطع الفيديو التي توثق ذلك التهديد من انس ورفاقة من الاسلاميين امثال دكتور الجزولي رئيس ما يعرف بدولة القانون و الحاج ادم نائب البشير الاسبق وغيرهم من دهاقنة الاسلاميين المتطرفين ولكن تكمن اهمية هذه الاعترافات في انها قد توضح دهاليز تفاصيل الاحداث وتورط جهات أخرى وبروز اسماء لم يكن المواطن البسيط يتوقع منها ان تضع المتاريس امام التغير الديمقراطي واكمال عملية الانتقال نحو اقامة دولة مدنية تحترم حقوق الإنسان
في بداية الحرب الحالية اعلن الرئيس الامريكي جو بايدن عن حزمة عقوبات علي الجهات والشخصيات التي تعرقل الديمقراطية في السودان وقد تستند الادارة الامريكية علي الاعترفات الاخيرة للافراد الاسلامين المقبوض عليهم من قبل قوات الدعم السريع كدليل على ذلك اضافة الي تقرير المستر فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان الذي سوف يقدمه في جلسة خاصة يوم الاثنين القادم يسرد فيه تفاصيل الاحداث التي شهدها من حرب وتداعياتها والجهات المعارضة لعملية الانتقال إلى مرحلة اقامة دولة مدنية في السودان
مجموعة الدول السبعة التي تعقد الان اجتماع قمة في مدينة هيروشيما اليابانية طالبت بايقاف فوري للحرب في السودان فقد بات الخطر يهدد منطقة شرق و وسط افريقيا والحرب قد تفتح الباب أمام الجماعات الإسلامية المتطرفة لتنفيذ حالات عنف مما قد يؤدي إلى رجوع شبح العمليات الارهابية في المنطقة التي تمتد من ساحل البحر الأحمر الي الخليج العربي ومناطق شرق و وسط افريقيا اذا بالتالي فان استمرار الحرب ليس من مصلحة الدول الكبري بعد ما اتضح لهم ان روسيا مشغولة جدا بحربها في اوكرانيا التي اصبحت تكلفها مبالغ مالية ضخمة خاصة بعد العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الاوربي بالتالي فان نشاط روسيا في افريقيا ضعيف جدا و لايرتقي الي مستوي المشاركة في حروب داخل القارة الافريقية او حتي الاستفادة من معدن الذهب فيها فشركة فاغنر اصبحت تخوض العمليات العسكرية بشكل احترافي افضل من الجيش الروسي الذي يعتمد علي جنود الخدمة الالزامية روسيا تملك انتاج ضخم من الذهب والماس يفوق انتاج قارة أفريقيا مجتمعة اذا روسيا تريد فتح ابواب لبيع ما عندها من ذهب وليس العكس بالدخول في عمليات استخراج الذهب الافريقي الذي يحتاج مال كبير روسيا سوف تعتمد على الصين والهند لكسر العقوبات الاقتصادية الامريكية الاطلسية وليس افريقيا الفقيرة
سوف تعمل الدول الكبري علي ايقاف الحرب في السودان حتي يساندها الاخير في حربها في روسيا فالشجاعة التي ابداها جنود قوات الدعم السريع في الحرب الاخيرة قد تجعل لعاب واشنطون يسيل والاستفادة منها بالزج بها في حرب اوكرانيا بهدف صد الهجوم الروسي القادم ليس لاجتياح اوكرانيا فحسب بل ربما يصل الي بولندا التي تضم اكبر قاعدة عسكرية امريكية توجد فيها اسراب من طائرات 𝗙16 التي قد تحسم الحرب في حال تمكن الاوكرانين من التدرب عليها ولقوات الدعم السريع تجربة ناجحة في حرب اليمن فقد تمكنت من ايقاف تقدم الحوثيين المسنودين من ايران التي من مفارقات القدر انها تدعم روسيا بطائرات بدون طيار من ماركة ( شاهد) وقد اثبتت فشلها الذريع في اصابت اهدافها في اوكرانيا عكس الطائرات البدون طيار التركية (بيرقدار) التي حققت نجاحاً باهراً في اجبار الجيش الروسي علي التراجع عن محيط مدينة كييف عاصمة اوكرانيا
بناء علي المذكور أعلاه قد قد تشهد الفترة القادمة تطورات دراماتيكية في السودان والعالم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة