يقترح أحد عباقرة الاقتصاد السوداني تبديل العملة السودانية بإصدار عملات جديدة مغايرة لتلك العملة الحالية المتداولة !!،، ويزعم أن تلك الخطوة هي الخطوة الوحيدة الناجعة لإجبار المليشيات التي نهبت البنوك السودانية لتعيد تلك العملات المنهوبة للبنوك وفي نفس الوقت إلقاء القبض عليهم !! ،، ذلك المقترح الأبله يحكم جازماَ بأن تلك العصابات الإجرامية التي نهبت تلك الأموال من البنوك ليس أمامها خيار آخر إلا خيار العودة للبنوك لزوم التبديل ،، ولعمري فإن ذلك الاقتراح يعد من أغبى الاقتراحات العلاجية !! ،،
فإذا افترضنا أن البنك المركزي السوداني قد أصدر عملات نقدية جديدة بديلة فإن ذلك يقتضي من كافة المواطنين بالدولة تبديل العملات القديمة التي بحوزتهم ،، ولكن تلك الأحوال والظروف الآنية توحي وتؤكد بان المواطنين حالياَ قد استنفذوا القدر الأكبر من الأرصدة النقدية والسيولة الموجودة لديهم ،، وبالتالي فإن معظم الناس حالياَ يعانون من حالات الإفلاس الشديد في غياب الدخول النقدية والسيولة ،، وفي غياب المداخيل المهنية والصناعية ،، فإذا افترضنا أن معظم الناس حالياَ لا يملكون تلك السيولة النقدية لديهم لزوم التبديل في ظلال الظروف الحربية الجارية فلمن سوف تقدم تلك العملات الجديدة ؟؟ ) ،، وكيف للمواطنين المفلسين أن يستلموا تلك النقود الجديدة البديلة من البنوك دون المقابل من العملات والسيولة القديمة ؟؟ .
والخلاصة أن المستفيد الوحيد لتلك المعالجة الغبية هم هؤلاء اللصوص الذين نهبوا تلك الأموال من بعض البنوك السودانية في غياب الحرص وغياب السلطات في البلاد ،، وعدم الحرص والحماية لتلك البنوك المسروقة كان من أخطاء الجيش السوداني الذي لم يفكر إلا في تلك المناوشات العسكرية العبثية .
وقد تصل الأحوال في البلاد أن هؤلاء اللصوص قد يحتكرون السيولة النقدية في البلاد في وقت من الأوقات !! ،، وأن يمولوا هؤلاء المواطنين المفلسين بالسيولة عند الحاجة والضرورة والشدة والمعاناة،، وفي نهاية المطاف سوف تتعطل تلك البنوك المركزية عن الأداء ،، وأن تلك المليشيات المجرمة هي التي سوف تمثل مصادر النقود والسيولة للناس والمواطنين !! والخلاصة أن فكرة إصدار عملات سودانية نقدية جديدة في ظلال الظروف والأحوال الحالية تعد فكرة غبية وفاشلة بكل القياسات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست