المصور الجنوب افريقي كيفن كارتر أنتحر منتصف العام ١٩٩٤ فقط لشعوره المرير وتأنيب الضمير الذي سيطر عليه وأدخله في حالة أكتئاب لالتقاطه صورة لطفل صغير نشرها بصحيفة New York Times في 26 مارس/1993، والصورة كانت لطفل جائع وشبه هالك يحبو ليلتقط لقمة خبز وكاد نسر يقضي عليه ويلتهمه وهنا ضغط كارتر عليازرار العدسة وألتقط الصورة والتي حازت علي جائزة عالمية فخمة إلا ان ضميره أنبه وأقلق منامه لانه أفاق وتذكر أنه كان عليه التخلي عن كاميرته للركض لمساعدةالطفل المغدور لاحتضانه وأنقاذ حياته من مخالب النسر ... حرب الخرطوم اليوم تلتهم الأخضر واليأبس ومخالب غادرة تتناوشها ورصاص فالتيدمرها فهل نتوقع ان تصحوا ضمائر من يحصدون أرواح المواطنين الأبرياء ومن أسكنواالاوجاع في مفاصل الاطفال وسلبوهم حياتهم واللذين حرموا الرضع حليب أمهاتهم وأجاعوهم وأقلقوا منامهم .. لا لا ليس هذا فحسب بل شردوا الأسر من الاحياء التي كانتآمنة .. خربوا البنية التحتية سرقوا الشركات واوقفوا عجلة الانتاج وعاثوا فسادا فيالبيوت الظليلة والمشافي والمتاجر والأسواق … فهل يا تري كل من ضغط علي ازرارالرصاص المتدفق كالمطر الهطول علي روؤس الأبرياء والمرضي وكبار السن والأطفالسيفيق من هذا النهم لاسالة الدماء .. كم يا ترى من سيصحوا ضميره ويعذبه .. لاغتيالهالاتقياء المسالمين فينتحر كما فعل كيفن كارتر عله يرتاح من تأنيب الضمير .. كم يا ترى منسيصحون من نشوة الخراب والدمار ويحكمون ضمائرهم قبل ان تعذبهم .. ان خرطوم الأمس التي كانت لحاف لكل من لا لحاف له وغطاء لكل مكشوف وغذاء لكلجائع ها هي تتحول لرماد خانق يعلوا بنايات أرهقت من بنوها وعمروها للحياة والمتعةوالالق .. اه يا وطن ضاع حينما ماتت الضمائر الانسانية وسط معترك الصراع لاعتلاءكراسي الحكم .. آه يا وطن . عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بقطر [email protected] -- Awatif Abdelatif
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة