نشر منعم سليمان عطرون يوم أمس الأربعاء الموافق ٣ مايو على صفحته بالفيس بوك، مقال بعنوان: (ناس دارفور ما تساندوا الديش،وما تقاتلوا ابدا) تحدث فيه عن صراع السلطة الدائر بين الجيش ومليشيا الدعم السريع وأبدا فيه رأيه ... لحد هنا كل شيء عادي وطبيعي، لكن الما عادي ولا الطبيعي، حديثه عن تسليح الجيش للمدنيين في مدينة الجنينة وهو نفس الحديث الذي ظل يردده التابعين والمؤيدين للمليشيا، قاصدين بذلك تبرير وشرعنة هجوم مليشيا الدعم السريع على مدينة الجنينة، الذي أدى إلى التطهير العرقي ونهب وسرقة البنوك والمستشفى وحرق كافة مراكز الإيواء والسوق و المنازل ...الخ. اود أورد جزء من المقال قبل التعليق عليه "ان بادرة فتح مخازن التسليح في الجنينة وتسليح المدنين من قبل قادة الجيش؛ والزج بالضحايا بغرض محاربة الدعم السريع او الجمجويت هو عمل اجرامي؛ وهو يعرف ان الضحايا واغلبهم من المساليت قد ينتقموا من من هم متهمون واغلبهم من العرب؛ ويدافع المتهمون؛ الذين ايضا يهاجمون في ظل هذه الفوضى. وفي هذه الحرب الهمجية يقع ضحاياها الابرياء العزل." إنتهى الاقتباس. ما أود قوله لا يوجد تسليح للمدنيين من قبل الجيش أو من غيره وما ورد في المقال هو ادعاء باطل أراد به تصوير الذي جري في مدينة الجنينة بأنه قتال نيابة عن الجيش وليس دفاعا عن النفس - وأضاف قائلا بأنهم يسعون للإنتقام متناسيا بأن المجتمعات الافريقية مجتمعات لديها وازع أخلاقي وهي مختلفة في ثقافتها وطبيعتها عن المجتمعات الرعوية التي دائما ما تجنح إلى العنف في ابسط الأمور ومحبة الإنتقام والتنكيل وهذه صفة لا تتوفر عند المساليت أو عند غيرهم من الأفارقة ولا توجد حالات تشير بأن الأفارقة قاموا بعمليات تطهير عرقي أو إبادة جماعية تجاه المختلفين عنهم أو معهم في الرؤى أو الدين أو الثقافة أو اللون بإستثناء حالات نادرة مثل الحالة الروندية ولا يمكن القياس عليها. أذا تمعنا في تاريخنا الافريقي، نجد أن افريقيا متنوعة في الثقافة واللغة والروحانيات وهذا يوضح حجم التسامح وقبول الآخر وليس عقلية الفرض والهمينة كما نجده في الثقافات الاسوية والاوربية. لا أقول بأن افريقيا مفارقة للحروب، لكن فلسفة الحرب نفسها قائمة على الإخضاع وليس الإبادة و الاستئصال وهذا سر التنوع في ممالكنا ومدننا وغير دليل على ذلك مملكة الفور والفونج ..الخ. اثنية المساليت ليس لديها أي تفكير انتقامي تجاه القبائل العربية حتى لو توفرت لها القوة المسلحة وعاش المساليت والقبائل العربية معا لسنوات طويلة دون أي نزاعات ويكاد لا توجد حالة هاجم فيها المساليت القبائل العربية وليس لديهم أي تفكير من هذا النوع وكل ما فعلوه، ظلوا يطالبوا المسطوطنيين الجدد مغادرة أراضيهم بالتي هي أحسن ولم ينكروا وجود العشائر العربية التي تقطن في دارمساليت لما يقارب المئة عام. نرجع للموضوع الأساسي وهو موضوع تسليح المدنيين ... كما يعلم الجميع ؛ بعد اندلاع الحرب بين مليشيا الدعم السريع والجيش في العاصمة الدائمة الخرطوم، ثأثر بقية مدن و ولايات السودان و ولاية غرب دارفور لم تكن استثناءاً - حيث فر عدد من قوات الجيش السوداني المتواجده في المحليات الحدودية للولاية إلى الشقيقة تشاد ومن ثم قام قائد الفرقة (15) بالإتصال بالسلطات التشادية وارسل قوة لجلب الجنود والعربات من مدينة ادري التشادية إلى الجنينة وعند خروجهم من مدينة الجنينة هاجمتهم قوة تابعة لمليشيا الدعم السريع مما اضطر قائد الفرقة لإرسال تعزيزات عسكرية وبعد اقتتال فر مليشيا الدعم السريع إلى داخل مدينة الجنينة من الاتجاه الجنوبي. بعدها رجع الجيش إلى مقر الفرقة في أرد موتا (اردمتا) واثناء رجعوهم أخذوا معهم مدير الشرطة وعدد من الضباط. بعدها أصبحت رئاسة الشرطة خالية من القيادة بعد أن فر عدد من أفراداها مما مكن الجنجويد من نهب رئاسة الشرطة ... هذه هي الرواية المتفق عليها عند أغلب سكان مدينة الجنينة ... بالتالي لا توجد أي عملية تسليح للمدنيين من قبل الجيش أو من أي جهة أخرى وإذا وجد على منعم سليمان عطرون أن يمدنا بمعلومات حقيقة عن عملية التسليح وهنالك أسئلة بديهية مطروحة... مثلا من هو الضابط المسؤول عن عملية التسليح ومن هو المسؤول من المدنيين . وكم عددهم ؟ ومتى تم تسليحهم ؟ ...الخ والا يكون حديثا له ما وراءه ... الجنينة مدينة منكوبة وعلى أهلها الحفاظ على الهدوء بقدر الإمكان. المجد والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة