هذا العمل كان في تقديرنا عملا مبررا في وقته بالرغم من اهميته كان جهدا فطيرا ورؤية قائمين به لا يتجاوز خط الافق . لانه لا يوجد انسانا عاقلا ولديه رأسا فوق كتفيه ان يخلق قوة بشرية من العدم ويقوم بتسليحها واطلاق يدها في بناء قدراتها المادية والعسكرية وبحرية كاملة الي ان يفكر ان يكون بديلا للاصل. والشئ المعلوم حتي الحيوانات اذا قررت الدخول الي حفرة او موقعا ما يفكر في طريقة الخروج قبل الدخول فعمر البشير ورفاقه ومهندسي العبقرية لحماية دولة الجلابة لم يخطر في بالهم ما هو مصير هذا الاسلحة وما تفعله هذه الاموال عندما يؤدي الرجل الواجب الذي يطلب منه. فكانت الفكرة الوحيدة التي يحملها امين حسن عمر ولربما البقية ايضا ان يقوموا بتسليح قبائل الزرقة ويقدموا لهم الدعم الكامل للقضاء علي جيش البقارة وهذه الفكرة نفسها لم تكن افضل من الاولي. المهم اليوم نعيش لنري الجيش الذي انتج بديله بنجاح وينطبق بالصدق المثل الذي يقال تعمل بايدك يغلب اجاويدك . اليوم يطلبوا مننا ان ندعم شئ غير موجود في الاساس عندما استخدم الانقاذيون كل معاول الهدم علي مدي ثلاثين عاما بواسطة هولاء الجنرالات ولم يبق من المؤسسة الا اسمها . وهي مفاجاة التي ادركها كل الذين هرعوا للاحتماء بها .وقتها فقط علمنا لم يتم فض الاعتصام امام القيادة في الرمضان الا لعلمهم بان الجيش غير موجود .ويؤكدها مشهد صبية الدعم السريع يلعبون الكورة في شوراع الخرطوم بينما اكثر من مائتي جنرال اركانحرب يعيشون تحت الارض للاسبوع الثالث علي التوالي في تحدي كبير امام جنرال خلا. وقد كان العجب تبرير هذا العجز من حفرهم بان الجيش كان في امكانه ان يهزم الدعم السريع لولا خوفهم من الاذي يلحق بالمدنيين. لا احد يعلم ما هو الاذي يلحق بالمدنيين اكثر من قصف المدنية بالطيران لتدمير المنزل لقتل الفأر ولم يكن امامهم الا استخدام الاسلحة الكيميائية والبيولوجية . وما معني لجيش لا يعرف حرب المدن حتي يقف عاجزا ويترك المدينة للمليشيات ويستجدي الحوار .ولا احد يعلم ماذا يريدون قوله للمتمرد ؟ تقاسم المدينة او السلطة او تقاسم المؤسسة العسكرية؟ نعم هناك الكثير يمكن قوله ولكن القضية السودانية باتت اكثر تعقيدا لعدم مواجهه الحقائق وتسمية الأشياء بأسمائها. والشئ الوحيد علينا جميعا ان ندركه ان مؤسسات الدولة الحالية التي بنيت علي مقاس الفئات العرقية التي انتصرت في حرب النهر في القرن الماضي كانت السبب في تراجع بناء الدولة .وما نراه اليوم من تمرد الجنود ورفض القتال اخر حلقة في عمر هذه المؤسسات حتي ولو اختفي الدعم السريع من المشهد . وان فشل حكومة حكمدوك كان بسبب تمرد كل اقليم السودان علي سلطة المركز ومازال هذا التمرد قائم في كافة اشكاله من المحال بناء سلطة ناجحة من دون التوقف لاسباب التمرد والتفكير في فك الاحتكار لان البديل الانتزاع بالقوة او الخراب. واحسب ان زج الشرطة في الحرب عمل لا يمكن فهمه الا الاقرار بالهزيمة الكاملة لان من المحال ان تحقق الشرطة ما عجز عنه الجيش وفوق ذلك يعطي اشارة بان الجنود او الجيش قد تمرد ورفض الحرب وهذا الاخير قد حدث فعلا لان من المحال الاعتقاد بان الذي يحدث عمل يناسب الجيش السوداني والصدمة اصابت الجميع حتي المحلل العسكري الاجنبي الذي يعرف تاريخ الجيش السوداني .ولذلك علينا ان نعترف بعدم وجود الجيش بدلا من ترك العالم في حيرة والمواطنين في دهشة والاستمرار في تدمير الياته .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة