من يعتقد ان هذه الحرب هي الفصل الرئيسي في معركة الكرامة فهو مُخطئ.
هذه الحرب يجب ان تضعنا في خانة ضبط المصنع، لنبدأ معركة الكرامة وهي تطهير الجيش، و كل اجهزة الدولة، من الضعف، و الوهن الذي مكنته آلة دولة المشروع الإجرامي، الذي يسمونه زوراً، و بهتاناً بالحضاري.
معركة الكرامة هي تحرير المؤسسة العسكرية، و الامنية من قبضة سدنة النظام البائد.
معركة الكرامة هي إعادة ضبط جهاز الشرطة الغائب بشكل كامل، و كل مؤسسات الدولة، و منع الرشوة، و التساهل في المعاملات الحكومية التي اوردتنا موارد الهلاك.
نعم اصبح السودان بطوله، و عرضه تعمل كل المؤسسات فيه بلا رابط، او ضابط، فقط بالمال يمكنك فعل ايّ شيئ من إستخراج الجواز، و الجنسية الي اتفه شهادة من المحليات.
نعم اصبحت الرشوة منهج، و الفساد يمشي برجلين بيننا، و هذا هو الذي قادنا جميعاً الي حالة الإنهيار، عبثاً الكل كان ينأى بنفسه عن الجحيم في ملهاة عبثية، حتي و صلنا الي ضفته اللعينة!
إستسلمنا للفساد المُمنهج حتي اصبحت خدمات الرشوة لها اسعار، و نوافذ، و سماسرة.
نحتاج بالضرورة الي مراجعة في طريقة التعاطي مع الاجنبي، و كيف نضع حداً للفوضى حيث اصبحت كل شئوننا تُدار داخل السفارات، و اصبح السفراء يتجولون بطول البلاد، و عرضها بلا ضابط، او رابط.
نعم حرب كريهة، فيجب ان نضعها تاريخاً فاصلاً بيننا و بين عهداً مظلماً جميعنا شاركنا في صناعته بالفعل، او الصمت، او التهاون، و الإستهتار.
نريد ان نبني قواسم مشتركة عبارة عن خطوط حُمر غير مسموح بتجاوزها حتي مع الذات، و المتمثلة في قضايا الرشوة في المعاملات الحكومية من اعلاها الي ادناها.
نعم يجب التعامل مع الفوضى من رشاوى، و فساد في المال العام بحسم يصل الي الإعدام، و الصلب في الشوارع.
لم و لن تنهض الامم إلا بالتضحيات الكبيرة، فها نحن نتلمس الطريق الذي يجب ان نبدأ بكل قوة، بلا تردد نحو المستقبل.
الصدمة كبيرة، نسأل الله ان تستفيق قلوبنا من غفلتها، و ان نعي نعمة الامن، و الوطن، و نعمل لأجله جميعاً، بلا تهاون، او تقاعس.
كسرة..
الجهاز الوحيد المسؤول عن كل الدمار الذي لحق بالسودان طولاً، و عرضاً هو جهاز إستخبارات الجيش.
نعم لأنه كان في وادي آخر لا علاقة له بدوره، فإنقسم بين العمل لصالح التنظيم المسيلمي، و تجريف الجيش لصالح التمكين، و العمل الإستثماري، فأصبح يُدير اكبر شبكة للسماسرة، و التجار.
كسرة، و نص..
اخيراً هذه الحرب اللعينة اثبتت بيان بالعمل ان الجيش السوداني يعمل بلا جهاز إستخبارات.
إستمرار امد هذه المعركة احد الدلائل علي عدم كفاءة هذا الجهاز، سنتحدث في المستقبل عن التفاصيل.
تصدق يا مؤمن قائد الجيش، كأكبر رأس في البلاد تفاجأ بالجنجويد علي عتبات بيته لقتله، او أعتقاله، في معركة تم الإعداد لها في رابعة النهار، و علي رؤوس الاشهاد منذ اسابيع؟
كسرة، و تلاتة ارباع..
اعتقد انسب اوقات الإصلاح اثناء المعارك، بالذات لو الامر مرتبط بجهاز حساس مثل الإستخبارات العسكرية..
الإعتراف بالخلل، و البدء في إصلاحه له إرتباط مباشر بالروح المعنوية، و إعادة الثقة في مؤسسات ظلت غائبة لأكثر من ثلاثة عقود عن اداء واجباتها بشكل مهني.
اخيراً..
لو إستعرضنا اسماء الذين قادوا هذا الجهاز فهذا سبباً كافياً للتقيؤ، و القرف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة