سجلت معظم المدن والقري السودانية المتاخمة لولاية الخرطوم، حضورا مشرفا في إستقبالها للمهاجرين الفارين من لهيب الحرب الدائرة في الخرطوم. وهو سلوك نزوعي تلقائي للإنسان ليبعد نفسه وماله وعرضه عن دائرة الخطر...وكانت النفس صاحبة الاولوية فوق كل اعتبار..لهذا خرج بعضهم ولا يحملون مالا ولا متاعا ما عدا هموهم وأرواحهم بين كفيهم. وتقول الاحصائيات الأولية أن مدينة شندي قد استقبلت عشرات الأسر المهاجرة ، قاصدة المدينة وضواحيها..حيث الأهل والمعارف والحبان..بينما قصدها آخرون وليس لهم فيها من قريب أو حبيب..ولكن وفي بادرة مشهورة بها المدينة، وجدوا فيها من عوضهم عناء المشقة والخوف واصبحوا لهم نعم الأهل والعشرة. تشتهر مدينة شندي وضواحيها وأهلها الكرام، بالجود والكرم والشهامة والمرؤة...ولهم في ذلك تأريخ مجيد وإرث مشرف تتناقله الأجيال. ما أبهرني ، حقا، هذه المرة، أن بيوتا كثيرة قد فتحت أبوابها أمام القادمين وقد جهزت وتم تزويدها بكل مستلزمات الضيافة، وقد استقبلوهم علي مشارف المدينة ولسان حالهم مرددا القول ( أدخلوا شندي إنشاء الله آمنين ) تيمنا بما جاء بالاية الكريمة رقم( 99) من سورة يوسف( وادخلوا مصر إنشاء الله آمنين ). وتمتاز مدينة شندي وضواحيها بخيراتها الكثيرة ، وحدائقها وظلالها الوارفة وغطوفها الدانية ، وثمارها المتنوعة من الموالح والمانجو والفواكه والخضروات ، بجانب توافر الخدمات من الماء والكهرباء والسلع الضرورية..فضلا عن توافر الأمن والأمان وانحسار الجريمة ومخالفة القوانين وذلك بفضل الوعي المجتمعي والتكامل والتعاضد الأسري، مما جعلها مدينة فاضلة ، آمنة ومستقرة.. قد هاجرت إلي المدينة ، منذ عشرات السنين، العديد من القبائل والأسر والأفراد، بحثا عن المصالح والعمل..فطاب بهم المقام واستقروا وأصبحوا جزءا من المدينة وذلك بسبب طيبة أهلها واحترامهم للغريب..وهذا ما سوف يتجدد حدوثه مع (المهاجرين الجدد)..فسوف يطيب بهم المقام لن يجدوا لمدينة شندي بديلا..فهنئا لهجرتهم الموفقة وهم في رحاب هذه المدينة الجميلة وأهلها الطيبون. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة