أصحاب الأقلام يناقضون بعضهم البعض ،، في لحظات من لحظات التباهي والتفاخر يدعون بأنهم قد تمكنوا من إسقاط نظام الإسلاميين بالسودان لدرجة النخاع ،، ولدرجة أنهم قد أنتهوا نهائيا من مزاولة الحياة السياسية بدولة السودان ،، وفي لحظات المواجهات والتصادمات والتردي والواقع المرير يعود أصحاب تلك الأقلام ليؤكدوا بأن جماعات الدولة العميقة مازالوا يسيطرون على المقاليد والأوضاع بالسودان ،، وتلك التناقضات في أقوال أصحاب الأقلام تؤكد أن الجميع يفتقدون المصداقية فيما يكتبون وفيما يقولون !! ،، وتلك الحقيقة تؤكد ضعف المقدرات الذهنية لهؤلاء الزعماء والقادة والمسئولين الذين يمثلون البدلاء لرجال الإنقاذ البائد ،،
والمعضلة الكبرى لا تتجسد إطلاقاَ في مدى قوة هؤلاء جماعات الإنقاذ البائد ،، ولكن تتمثل في مدى الضعف والوهن والمهزلة التي يتصف بها هؤلاء الرموز والقادة والسياسيين البدلاء ،، القادة والمسئولين للبلاد حالياَ ليسوا بنفس مستويات القادة والمسئولين في أيام الإنقاذ البائد من حيث الأداء والحزم والجزم ،، فهؤلاء مهما يقال عنهم من المفاسد والتردي في الأخلاقيات كانوا أفضل حالاَ من هؤلاء الحثالة المتواجدين في الساحات في الوقت الحاضر ،، هؤلاء في الماضي على الأقل كانوا يقدمون الخدمات الضرورية من الكهرباء والمياه والدواء والعلاجات ،، وهي تلك الخدمات التي قد أصبحت من النوادر في هذه الأيام !! ،، ورغم ذلك البعض من أصحاب الأقلام مازال يردد عبارات النشوة بالإسقاط !! ،، وينسى أن الغارق في أتون الجحيم والحمم لا يبالي كثيراَ بزغاريد الفتيات والقواني عند تفشي الدخان !! ،، مجرد نزعة تسعد أهلها ولا تسعد من يفترض أن يكون هو السعيد !! ،،
والحقيقة إما أن يقال أن الساحات السودانية قد خليت كلياَ من سطوة وسيطرة جماعات الإنقاذ البائد ،، وإما أن يقال صراحة بأنهم مازالوا يمسكون بمقاليد الأمور في البلاد ،، وتلك هي النقطة الجوهرية الهامة للحكم على نجاعة الانتفاضة الأخيرة !! ،،
تارة يقولون لقد تم إسقاط النظام البائد ،، وتارة أخرى يقولون أن النظام البائد هو الذي يحرك الأوضاع في الأيام الحالية ،، لقد عجزوا كليا في تقييم الأوضاع الحالية ،، وبالمختصر المفيد لا مجال للتسويف والافتراءات والأكاذيب والإدعاءات!! ،، وتلك الحالة المبهمة القاتمة هي التي تسود في هذه الأيام ،، وهي التي تهلك مسيرة الشعب السوداني .،، وهؤلاء أما أن يكونوا عند المستوى المطلوب وإما أن لا يكونوا متواجدين من الأساس !! ،، وكفى البلاد التعامل مع أشباه الرجال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة