معلوم الخلل في كل هياكل العمل السياسي في السودان منذ قيام ما يُسمى بالدولة الوطنية، جميعها مبنية علي حسابات ذاتية، او طائفية، او ايديولوجية، لا احداً يملك رؤية وطنية، او مشروع لدولة محترمة.
البعض اراد ان يجعل من هذه المليشيا ظهير، فلا مانع ان يجدوا لها الغطاء السياسي لطالما غابت المصلحة الوطنية في اجندة الجميع.
عجباً .. البعض يعتبر الحرب الدائرة الآن هي معركة الكيزان، و في نفس ذات الوقت لا مانع عندهم من إستخدام آلات الكيزان، و عدتهم الصدئة، و اقذرها الجنجويد.
أتعلمون من هو عراب الإطاري الذي قال لهم إني امتلك ناصية العسكر و سآتيكم بهم طائعين او مكرهين؟
إنه الكوز كمال عمر، و آخر مقولة له مدافعاً عن الإطاري “ لوفشلت العملية دي ما عندنا غير الشارع”
بضاعة الكيزان النتنة، واحدة.. جميعها لا تصلح، و اينما وجدت فهي فاسدة.
قبل سقوط النظام البائد كانت هذه المليشيا احد عناوين خطابنا الاخلاقي الذي صدعنا به العالم غربه، و شرقه، جنوبه، و شماله.
لو نمتلك رجال سياسة حدهم الادني وطن، لتمكنا من تفكيك هذه المليشيا بكل سهولة، و بلا تكلفة.
منذ ان سقط رأس النظام البائد بح صوتنا و نادينا بضرورة الإسراع في حسم المشاركة في حرب اليمن، بأسرع ما يمكن، و سحب كل المرتزقة الذين يحاربون بإسم السودان الذي لا ناقة له في هذه الحرب، ولا جمل.
مثلت حرب اليمن حجر الزاوية لتمدد هذه المليشيا، و فُتحت الابواب امامها لتُنشئ علاقات دولية خارج إطار الدولة، و مظلتها.
المعروف كل المجندين في هذه المليشيا دافعهم هو المال، فأغلب الذين ذهبوا الي اليمن بعد عودتهم تسربوا من صفوف مليشيا الجنجويد و إكتفوا بما جنوا من مال.
البعض يراوضه الحلم بالذهاب مثنى، و ثلاث، و رباع.
من يخشى ان تنسحب هذه الحرب الي حرب اهلية، بالتأكيد يجهل تركيبة هذه المليشيا، قبيلة الرزيقات القبيلة العريقة، و المحترمة بريئة من هذه المليشيا، كما يستميت الجنجويدي ليجد له مظلة سياسية في الخرطوم، عبثاً ارادوا إلصاقها بالرزيقات زوراً، و بهتاناً..
فالخرطوم هي آخر محطات الجنجويد، و مقبرتهم بإذن الله، فأهلنا في دارفور لأنهم إكتووا بنيرانها فلا مكان لها بينهم.
فما الجنجويد بقيادة اسرة دقلو النبت الشيطاني في ارض دارفور إلا قطاع طرق، و لصوص إستخدمهم النظام البائد في حروبه ضد اهلنا في دارفور، قتلاً، و حرقاً، و إغتصاباً، و تشريد.
هذه المليشيا معركتها الخرطوم التي فيها يبحث حميدتي عن بطاقة مرور الي النادي السياسي السوداني الهامل الذي يرتاده العواطلية، و المتسكعين.
قلناها كثيراً سيأتي يوم الهروب الكبير، و سيرمي الجنجويدي بندقيته و لباسه في اقرب مكب للنفايات، و سيتركوننا لنواجه مصيرنا مع صانعهم، دولة الكهنوت، فنحن لها.
كسرة..
تعجبت عندما سمعت بوساطة زعيم المليشيا الروسية فاغنر، و تساءلت.. هل يجرؤ زعيم فاغنر بان يحلم مجرد حلم ان يصبح له دوراً سياسياً في روسيا؟
كسرة، و نص..
نعم إنه زمن الهوان، و الإنكسار حين يقول الجنجويدي حميدتي “ التلاتة طيارات السوخوي البضربونا بيهن ديل انا الاشتريتهن ليهم من قروشي”
نعم فتحوا له خزائن الشعب، و مكنوه من الإقتصاد، ما من شاردة او واردة، و إلا لهذا الجنجويدي من نصيب فيها.
كسرة، و تلاتة ارباع..
نعم حرب قاسية، و لعينة، و لم نكن من دعاتها، بل نبهنا منها مبكراً لأن الواقع كان يشرح ما نعيشه اليوم من مأساة..فدعونا لحمل السلاح في جبهة شعبية عريضة تحسباً لهذا المشهد العبثي، حيث القتل، و النهب، و الحرق، عقيدة الجنجويد.
اعتقد جازماً سيخرج السودان بعد هذه الحرب اكثر منعة، و سنقترب من اهدافنا الكبرى في تحرير الجيش، و جعله مهنياً تحت قيادة دولة مدنية، يحرس الحدود، و يصون العرض، و الارض.
هذه الحرب اللعينة بعدها لا يمكن لأحداً ان يبتزنا بالسلاح، و يجب ان يذهب إستخدام السلاح في السياسة الي الابد بلا رجعة.
للشعب دوراً كبيراً في أنهاء هذا المشهد العبثي لصالح الثورة، و اهدافها..
عليكم ان تخرجوا لتترسوا الاحياء، و الشوارع، و الحارات، بكل ما تملكون حتي لا يتخذونكم رهائن، و دروع بشرية يحتمون خلفها..
اخيراً..
اي زول منتظر ديمقراطية، او دولة مدنية من تحت كدمول حميدتي يبقى واهم..فالراجيهو يرجا الله في الكريبة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة