تفيد الأنباء أن بعض الدول طلبت إجلاء رعاياها من السودان ،، وفي مقدمة تلك الدول الولايات المتحدة وبريطانيا والصين والمملكة العربية السعودية ،، وتلك الخطوة تعد مؤشراَ خطيراَ في مسار المجريات الحالية الدائرة في البلاد !! ،، ونحن نعلم جيداَ أن تلك الدول بتجاربها وخبراتها ونظراتها الثاقبة تعرف جيداَ إلى أين تشير إبرة البوصلة بالسودان !! ،، وهي تلك الفراسة التي تفتقدها الكثير من دول العالم .
كان الشعب السوداني دوماَ يجتهد ليجنب البلاد من الدخول في تلك الحروب الأهلية المدمرة ،، وكان أبناء السودان الحادبون يحذرون دوماَ من الوقوع في تلك الأوضاع التي عاشها الشعب الصومالي والشعب اليمني والشعب الليبي والشعب التونسي والشعب السوري ،، ولكن يبدو أن ذلك المصير القاتم كان في انتظار الشعب السوداني .
مع الأسف الشديد فإن هؤلاء السياسيين البلهاء من أبناء السودان قد تمادوا في تلك الخلافات والمنافسات السياسية العميقة بعد الانتفاضة الأخيرة ،، وبنفس القدر فإن هؤلاء الشباب الثائر من أبناء السودان قد أصروا على تلك المواجهات المدنية والمقاومة حتى النخاع ،، وكذلك قد أصروا على تلك المسيرات المليونية طوال الأيام والشهور،، كما أنهم رفضوا كلياَ تلك المحاولات التي كانت تجتهد لخلق نوع من الاستقرار في البلاد ،، وكان آخر شيء هو رفض وإفشال الاتفاق الإطاري بين الأطراف ،،
تلك الممارسات الغير عقلانية وذلك الإصرار الأعمى المتطرف كان السبب في اشتعال تلك الحروب البينية بين الجيش النظامي وبين مليشيات الدعم السريع ،، ثم بدأت تلك المواجهات تتفاقم وتتسع وتؤدي للمزيد والمزيد من تمزق السودان ،، لدرحة أن تلك الدول الكبرى بدأ تسحب رعاياها من دولة السودان لعلمها بخطورة الأوضاع !! ،، وتلك الخطوة تمثل قمة التفاقم للأزمة السودانية الجارية،،
والسؤال الهام الذي يفرض نفسه حاليا هو : ( هل نتوقع بعد الآن أن تتواجد في العالم دولة اسمها دولة السودان ؟؟ ) أم أن تلك المنازعات بين الأطراف المتحاربة سوف تمزق دولة السودان الحالية وتجعلها دويلات صغيرة تحت مسميات أخرى ؟؟؟ فيا ذلك المواطن أنت مسئول بطريقة أو بأخرى على تلك الحالة التي وصلت إليها البلاد في ظلال الانقسامات والمناوشات السياسية العقيمة .. فأحرص على أوضاعك بعد اليوم وتمعن بشدة ما هي أوضاعك بعد اليوم في أعقاب الشتات والحروب والتمزق ؟؟ ( لا قدر الله ) ،،
حالياَ فإن الشعب السوداني لا يملك إلا أن يرفع الأكف نحو السماء ويطلب من المولى عز وجل أن يحفظ السودان من شر الحروب والدمار والتمزق والشتات ،، وهو ذلك المصير المشئوم الذي أوصلتنا إليه جماعة قحط والأحزاب السودانية وجماعات التمرد في البلاد ،، وقد خرجت الأوضاع عن السيطرة مما يؤكد عدم جدوى اللوم والعتاب !! .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست