استخدامات التقنية العرجاء في السودان. حلقة (2): الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء (نموذجن :) )
*** مما لا شك فيه ان التقنية جعلت حياة الناس سهلة وسخرت لخدمتهم في العديد من الدول .. في هذه المساحة سأتناول اثر التقنية على حياتنا هنا في السودان في عدة مجالات .. عشان نشوف هل اضافت لينا التقنية ام خصمت منا ... بالتأكيد ليس الغرض الانتقاد ولكن هي مراجعات الغرض منها التصويب والتجويد وتحسين الاداء باعتباري من المحسوبين على جمهور التقنيين. لا زلت اذكر اول محاضرة في اسكول اوف ماث بجامعة الخرطوم في تسعينات القرن الماضي والتي كان بطلها البروف عز الدين كامل امين حيث قال لينا يجب ان تحقق استخدامات الحواسيب والتقنية ثلاثة اهداف رئيسية هي: ١. الدقة والسرعة. ٢. تقليل الجهد. ٣. رفع الكفاءة وزيادة الانتاجية.
قال لينا بالحرف الواحد اذا لم تحقق التقنية هذه الاشياء تشيل الكمبيوترات ترميها في الكوشة وتستغني عن التقنية وتشتغل بيدك. اهداف قليلة في عددها كبيرة في محتواها ومن يومها انا قاعد اسعى لتحقيق هذه الاهداف في كل عمل تقني يوكل الي. الكمبيوترات والاتصالات والتقنية نفسها في تلك الفترة كانت جديدة ومتسارعة وكان للبروف دور في سوداتل فقفز تنصنيف للمرتبة الاولى بين الدول العربية وكعادتنا لم نستغل هذا التقدم وهذه الميزة واصبحنا نعيش على احلام الماضي. بقينا الاحسن ليه؟ لأنو سوداتل رمت كوابل الالياف الضوئية الجديدة فكانت الاحدث بين بقية الدول مش لأننا سودانيين واحسن ما حدثناها زي الطرق حقتنا نبني الطريق وننساهو. مع الاسف لم يتم متابعة التطوير فعدنا الى مراكزنا المتأخرة المعهودة فاليوم لو مشيت اي حته
يقابلك الموظف والابتسامة تعلو وجهه
الشبكة طاشة! عارفين يعني شنو الشبكة طاشة
تعطيل للعباد تعطيل للموارد المالية التي يمكن ان تدخل لوزارة المالية عبر اورنيك 15. كانت الدفعات التي تتخرج من مدرسة العلوم الرياضية بجامعة الخرطوم قليلة العدد ولا تفي بحاجة البلاد حيث مجموع الذين يجيدون التعامل مع التقنية يعادل مجموع عدد سكان الكاميرون الذين يتحدثون اللغة العربية :) كانت الدفعة لا تتعدى ال ٦٠ خريج ولما خرجنا للعمل كانت الناس متوجسة مننا وبتقول هوي ديل جايين يركبوا كمبيوترات ويحولوا الشغل من يدوي الى الكتروني وبعد شوية ح يرفدوكم من شغلكم، واجهنا حربا وعدم تعاون مع الاسف حتى من مدراء الادارات.
واحد من الاسباب التي دعتني لكتابة هذه السلسلة دي هو ما حدث اثناء هذه الحرب اللعينة وهي انو سيرفرات الشركة كلها وقعت وماف زول قادر يشتري كهرباء وللمفارقة ناس الكهرباء نفسهم ما عندهم كهرباء لتشغيل السيرفرات :) عشان الناس تقدر تشتري كهرباء. اول حاجة نظام الدفع المقدم والعدادات المستخدمة حول الشركة من شركة خاسرة وعالة على الحكومة الى شركة ربحية وبدل ما كان المواطن بكون مديون للشركة اصبحت الشركة تتحصل حقها اولا قبل تقديم الخدمة، يعني ايراداتها بقت فل ودا حولها الى شركة ربحية لكن صاحب هذا التحول قصور في تقديم الخدمة كما ينبغي. وهنا لا بد ان اشيد بالمهندس عابدين المدير السابق ولا وزير ما عارف لأنه يرجع له الفضل في هذا التحول التقني وهو نظام متطور جدا قل ان يوجد له مثيل عند جيراننا من الدول العربية والافريقية في محيطنا. ح اقدم اقتراح للسادة المهندسين والمبرمجين والتقنيين لتفادي الذي حدث اثناء الحرب.
وزي ما قلت الغباء ما حبابو ... التقنية مفروض تسهل حياة الناس مش تعذبهم
اول درس ادونا ليهو في الجامعة.
انك ما تعمل نظام فل اتوماتيك .. ولازم توجد حلول لكل الظروف الطارئة
غباء ناس الكهرباء مفروض يعملوا سيرفرات سحابية عشان تمكن الناس من شراء الكهرباء من اي مكان واي زمان. والسيرفرات السحابية كمية الامان والسرعة فيها اكبر واحدث وبتكون شغالة طوالي ممكن تقني واحد ادمن على النظام يظبط الامور دي وهو قاعد في بيتهم.
لو استلمت السلطة برفدهم كلهم مهندسين الكمبيوتر الاغبياء ديل :)
الان الشركة خسرانه المواطنين متعذبين والتقنية بدل ما تسهل حياتنا عقدتها.
ليه سيرفرات ميكانيكية ومحتاجة هي نفسها لكهرباء ومعرضة للسرقة والتلف ...
الخ الخ في مؤسسات اصلا مفروض ما تقيف
المستشفيات البنوك خدمات الهاتف الصيدليات المواصلات العامة
لأنها مرتبطة بحياة الناس. وهنا بصورة خاصة عندنا الكهرباء في السودان في ظل استخدام عدادات الدفع المقدم هذه. اتمنى من التقنيين الالتفات لمثل هذه الاشياء ومعالجتها.
وقع ليكم يا مبرمجين يا متعلمين يا بتوع التقنية؟ اتمنى نستفيد من التجربة دي ونعمل سيرفيرات سحابية من خلال الانترنت ويتم وضع ايقونات دفع مباشرة مرتبطة بالبنوك، مش امشي البنك واشتري
لا من خلال تطبيق بسيط للكهرباء يتم الدفع ليه؟ لو تمت عملية الدفع نجاح حتى لو بنكك ولا فوري ولا زعيط حتغذي كهربتك
وبعد ما ناس البنك كمان يصلحوا امورهم يتم خصم المبلغ وايداعه في حساب الكهرباء وكدا ح نرفد جيش المحاسبين والمحاسبات بتاعين الكهرباء القاعدين ساي ودا بيدخل في عملية * الدقة والسرعة * رفع الكفاءة * زيادة الانتاجية.
سوف اواصل في بيان اوجه القصور في استخدامات التقنية العرجاء في السودان.
...... يتبع
مهندس الامين البشاري ادارة التقنية المصرفية ببنك السودان (سابقا)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الأمين البشاري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست