نعم جاء العيد ولاح هلاله وأدخل الفرحة في القري والمدن والازقة والحواري الأمنه لكنهحينما دخل لمقرن النيلين المذبوحة قسرا وغدرا لم يجد الصغار .. نعم فكيف لهم بالعيدوسماء مدنهم مظلمة بدخان البارود وأصوات الرصاص خطفت فرحتهم واحتلت ساحاتهموطغت علي أغانيهم " العيد مبارك علينا وعليكم وكل سنة طيبين طيبين " .. نعم لم يكن لهمملابس مزركشة ولا أحذية وأشرطة شعر ملونة وأمهاتهم أصلا لم يصنعوا كعك العيد … وأي كعك وأي حلاوة وبطونهم أصلا كانت جائعة وشرايين أكثرهم تنزف دماء حمراءوبيوت أبوابهم مغلقة مكلومة مازؤمة .. أي عيد وأبوهم لا يجد حقنة الانسلين وذاك أبوهمهرب راجلا لان انبوب غسيل الكلى جفت مياهه المعقمة .. نعم جاء العيد ولاح الهلال فيالسماؤات الصافية والمدن الآمنة ولكن سماء خرطومهم ظلت معتمة كادت تغطي عليالنجوم التي كانت دوما يبرق نورها ..ويشع ضياؤها .. فلا سماء صافية لتنقل لهم تباشيرهلال العيد السعيد .. لا تبكي يا صغيرتي إن شعرتي بالجوع فغدا يأتي الحليب وطحين القمح وتتفتح السنابلفي المروج الخضراء ونجد خبزا محمصا وطري وتمتلئ اوردتك بالدماء النقية ومعدتك بمالذ وطاب .. نعم لا تبكي يا صغيرتي إن سرق المتقاتلون الأوباش فرحتنا جميعا بعيد اللهأكبر وهم اصلا لم يأتوا به لأنه شرع الله .. نعم يا صغيرتي اليوم هم عتموا بقنابلهمالمصنوعة سماؤات حياتنا لوثوا شوارعنا بدماء نقية وعتموا السماء بالبارود ليصلواللمقاعد الفخيمة ليس لأجلي ولأجلك وللعزة والكرامة والانسانية النبيلة .. لا تبكي ياصغيرتي فغدا ايضا سيأتيً العيد لان ارادة الله فوق ارادة البشر وغدا لناظره قريب .. نأمييا صغيرتي .. وكل عام وأصدقاؤنا في مدن العالم في سلام وأمان وخرطوم تعج بالافراحوالاعياد وسنابل القمح تعانق السماؤات والشمس تشرق وضاءة لأجل البشرية هناوهناك .. لا تبكي يا صغيرتي . عواطف عبداللطيف [email protected] -- Awatif Abdelatif
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة