تعلمنا ان كان الوقوع في الاسر سيعرض جيشك، او دولتك الي الخطر فالموت هو السبيل الوحيد.
شاهدت النقيب المصري الذي وقع في الاسر مع عدد من الجنود، و كيف تحدث في احلك الظروف بكلمات يجب ان نأخذ منها الدروس، و العِبر.
برغم انه لا يرتدي ايّ علامة تدل علي انه ضابط، قال “ كلمني انا انا ضابط برتبة النقيب محدش لو دعوة بالعساكر”
يا الله .. حسرتنا علي جيش مهني.. يقوده رجال، هذا هو سلوك ضباط الجيوش المهنية، اجزم إن لم يعترف علي نفسه فلا يمكن لأحد من جنوده ان يُدلي بمعلومة تضر به، و علي عنقه المدافع، و الرشاشات..
في ذات المعركة وقع في الاسر عدد من الضباط، و الصف، و الجنود علي رأسهم مفتش عام الجيش السوداني، و مدير معهد الإستخبارات.
رأيناهم كيف منكسرين، و هذا هو سلوك الكيزان في الخنوع، و الذل حباً في الحياة، و ملذاتها.
غير مستغرب ظهورهم بهذا المنظر التعيس الذي يمكن ان ينعكس علي الروح المعنوية لجنودهم، و ضباطهم في المعركة خارج اسوار الاسر، و قد سبقهم من قبل رئيس الاركان الكوز الني عبد المنطلب، رئيس الاركان السابق، الذي يأتمر بأمر قادته كرتي، و الجاز، و الفاشاشوية، و فار الفحم.
ايّ ضابط برتبة كبيرة يقع في الاسر، و يظهر بهذا المنظر الخيبان يجب ان يُعتبر خاءناً لوطنه، و شرف الجندية، و يتم تجريده من الرتبة، و ذلك لأن الموت هو احد خيارات الضابط، او الجندي المحترف، في حال الضرورة التي تحفظ امن بلاده، و تصون ارواح جنوده.
كسرة..
ايّ ضابط، يقع اسيراً بالله عليك موت في صمت، ابناءك، و اهلك يشاهدون إنكسارك، و ضعفك لأجل الحياة.. فأنت لا محال ميت، فمت بشرف..
كسرة، و نص..
في الاسبوع الفائت كتبت عن ضرورة حل جهاز الإستخبارات، فقامت الدنيا، و لم تقعد.
تصدق يا مؤمن تم القبض علي مدير معهد الإستخبارات وهو خارج من منزله بعد ان وضع عطره الباريسي، و هم بالذهاب الي مكتبه!
يعني قادة جهاز الإستخبارات ليست لديهم معلومة بما يدور، لقد فاجئتهم اصوات الرصاص كبقية الشعب.
المؤسف كل الاسرى من الضباط بما فيهم المفتش العام تم القبض عليهم و هم في طريقهم الي العمل..
كسرة، و تلاتة ارباع..
المصيبة إندلعت الاحداث بعد التاسعة صباحاً، و السادة الضباط جميعهم في طريقهم الي العمل بعد هذا التوقيت، ما يعني انه لا يوجد إنضباط في الجيش، و ما ادراك ما تمام الصباح، الذي هو في القدسية كالصلاة في السادسة، و النصف صباحاً.
قادر تتخيل عزيزي القارئ إن كان كل الجيش السوداني بقائده العام في ارض تمامه عند السادسة، و النصف حاضراً، و كلٌ تحت سلاحه؟
اخيراً..
تحدثت لجنرالاً قبل سقوط المخلوع، اقسم بالله انه عمل لمدة عشر سنوات في سبع وحدات، لم يحضر تماماً او رأي فرداً واحداً ادى تماماً لا صباحاً، و لا مساءً.. برغم ذلك ندعو لهذا الجيش بالنصر..
أللهم نصراً في معركة عنوانها الجيش السوداني، بكيزانه، و عفنه، و خبوبه، و ربوبه..إنه لم يعد عصياً علي التغيير، و إن طال الزمان.. اما الجنجويد، يقودهم رجلاً واحداً جاهلاً، و اسرته.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة