الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ، ونعرف أن الفتنة أشد من القتل ، لأن القتل نتيجة واحدة من نتائج الفتنة ، والكل يعرف ذلك إلا كيزان السوء ، الحالمين بالعودة للسلطة ولو على جماجم السودانيين . كل تحركات الكيزان في الفترة الأخيرة كانت تشي بالحرب ، لقد حشدوا كل قواهم لاشعال الفتنة بين الدعم السريع و الجيش ، وأتتهم الفرصة على طبق من ذهب ، عندما فشلت المفاوضات بينهما ، وقد لعبوا الدور الكبير في فشلها ، و من خلال الرصد الدقيق قامت عناصرهم في الجيش بمهاجمة معسكرات الدعم السريع صباح ذلك اليوم في مجموعات صغيرة تتحرك من معسكر لآخر للايحاء بهجوم منظم من الجيش عليهم . نجح الكيزان في مخططهم واشتعلت الحرب ، والآن ينفخون في النيران وكعادتهم يريدون أن يركبوا على ظهر الجيش للعودة للحكم . مظاهر فرحتهم بالفتنة لا حد لها ، ويملأون الساحة الآن بشعارات دعم الجيش والوقوف معه ، وقبل أن ينتصر الجيش يبشرون بنهاية العملية السياسية و قتل الالتفاق الاطاري . اذا العملية برمتها خطط لها الكيزان الذين هم أصلا سببها يوم أن ساندوا الجنجويد و حولوه من قاطع طريق ومجرم حرب ليكون الدعم السريع ، وفصلوا له قانونا اجازوه من مجلسهم النيابي الكسيح ، و تركوه يتسلح و يقوى يوما بعد يوم على حساب كل قيم الجيوش و القوانيين العالمية والاقليمية والمحلية . ثم أن البرهان وزمرة اللجنة الامنية ، كانت متردة وخائفة من أي تعامل حاسم مع الدعم السريع ، لذا قبلوه معهم في المكون العسكري ونصبوه نائبا لقائدهم في مجلس السيادة ، وفي كل المراحل كان البرهان ومن معه من كيزان السوء يخططون لضربه ، لذا قاموا بتوريطه في مجزرة فض الاعتصام ، وحاولوا الصاق التهمة به وحده ، وللأسف كان حميدتي وقواته في قمة السذاجة و عدم التصديق بما وجدوه من مكاسب سمحت لقائدهم بالتحرك داخليا وخارجيا بمنتهى الحرية . كانت خشية البرهان ولجنته الامنية ومن خلفهم الكيزان من الدعم السريع في مكانها ، فقد تضخم بفضلهم هذا الكيان حتى باتت له محاكم و سجون ويمتلك أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة ، وخلف حميدتي خبراء ومستشارون يخططون له . من المسؤول عن كل هذا ؟ هل هناك غير كيزان السوء ؟ كان ولايزال من أوجب الواجبات محاكمة كل من ساهم ومهد لقيام الدعم السريع وأولهم الكيزان وقائدهم المخلوع البشير والبرهان الذي خلفه . المحصلة هي أنه في حالة استمرار الحرب فلن ينتصر حميدتي مهما كانت المواقع التي هو فيها ، هذا محال بحكم المعطيات التي أمامنا . سيتم القصاء على الدعم السريع لازالة عقبة كبيرة أمام الكيزان في سبيل السلطة ، ولن يتركوا فرصة للصلح وهم في تعطش للانتقام من حميدتي الذي غدر بهم يوم ان اصطف خلف مصالحه الخاصة ولم يدعمهم في كثير من الاحوال الا مداراة . ويتوهمون انه حالما يقضون على حميدتي سيتفرغون للقضاء والانتقام من خصومهم المدنيين ، ولا استبعد ان ينصبوا لهم المشانق من الآن . اذا لن يكون القضاء على حميدتي نهاية المطاف بل هي البداية فقط . وستتلوها ايام سوداء من القمع بتهم مساندة المتمرد حميدتي . هذا للاسف ما سيحدث قريبا جدا . في كل هذه المشاهد المغيب عمدا هو الشعب . الذي لم تكن له يد في صنع هذا الواقع المرير ولا هو طرف في هذه الحرب التي هي كيزانية حميدتية بالدرجة الاولى ، تصفية حسابات و مقدمة لعودة الانقاذ الثانية . ما مصير جنرالات الحرب القابعين تحت الأسرة ، المرتجفون خوفا من مصيرهم بعد القضاء على حميدتي ؟ هذا ما سنتحدث عنه في سيناريو ما بعد الفتنة . ان شاء الله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة