البعض من الإخوة يقولون : لابد من الوقوف بجانب الجيش السوداني النظامي،، ويرون أن عدم الوقوف مع الجيش يعتبر خيانة وطنية في المقام الأول !! ،، والبعض الأخرى يزعمون أن الأفضلية في مساندة قوات الدعم السريع ،، ويبررون ذلك بأن الجيش السوداني الحالي ما هو إلا امتداد لنظام الإنقاذ البائد ،، وأن الجيش السوداني يمثل دعامة من دعامات التمكين العميق للنظام البائد ،، والبعض الآخر يرفض كلياَ فكرة الانحياز التام ومساندة طرف من تلك الأطراف العسكرية المتناحرة المتنازعة ،، ويبررون مثل ذلك الموقف الانتحاري القاتل بالقول أن كلا الطرفين قد ساهما في تعذيب وقتل الشعب السوداني في يوم من الأيام بعد الانتفاضة .
ولكن العقلاء من أبناء السودان الحادبون على مصلحة البلاد يرون أنه لا يصح إلا الصحيح في نهاية المطاف .. ويقولون : ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أفضل من مسجد قد أسس من قبيل الفتنة والضرار !! )،، وكذلك يرددون ذلك المثل الشعبي السوداني الذي يقول : ( شياطين تعرفهم ولا ملائكة تجهلهم !!! ) ،، أي أنهم يفضلون التعامل مع الجيش السوداني رغم تلك المواقف والتقتيل والمعاملات القاسية إزاء الشعب السوداني ،، ويرفضون كليا فكرة الهرولة لأحضان الجنجويد ،، ويرون أن ذلك الموقف المشين يمثل الهرولة نحو حمم الجحيم مع العلم مسبقاَ بالعواقب !!.
الحالة برمتها تمثل صراعاَ بين العقلانية الحكيمة المطلوبة وبين العقلانية المراهقة المذبذبة التي تليق بالمتهورين البلهاء من الناس !! ،، وحسبنا في نهاية المطاف أن الشعب السوداني أذكي في الاختيار ولديه المهارة الكافية في مساندة الأفضل المفيد لمستقبل البلاد !! ،، ويعلم جيداَ أن تلك القضايا المصيرية لا يجوز الحكم فيها انطلاقاَ من العواطف الشخصية الجياشة المكبوتة في الصدور .
وعليه فإن تلك الأقلام الحرة المخلصة يجب أن لا تنادي بالانحياز التام لطرف من الأطراف المتنازعة ،، ولا تعادي طرفاَ من الأطراف انطلاقاَ من العواطف ،، وكذلك يجب عليها أن لا تنادي بتلك المواقف السلبية القاتلة المعهودة في بعض أبناء السودان بأي شكل من الأشكال ،، وكذلك يجب أن لا تنادي تلك الأقلام بالتغني لطرف من الأطراف انطلاقاَ من الميول والأهواء الشخصية ،، بل يجب عليها أن تنادي بالموازنة العقلية السليمة التي تحقن دماء الشعب السوداني في نهاية المطاف وتحفظ سلامة وأمن البلاد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة