طيلة اليومين السابقين كنت ابحث عن الحركات المسلحة وموقعها من هذه الحرب لكنني لم اجد ضالتي لا في القنوات الفضائية ولا في الفضاء الاسفيري الى ان جاءني الجواب من صديق ذكر لي انه تحصل على معلومات مفاداها ان الجيش امر جميع الحركات المسلحة المنتشرة في انحاء العاصمة للتمركز شمال بحري لحمايتها وتحييدها في نفس الوقت من الانخراط في هذا القتال.
حسن ما فعل الجيش ان كان ذلك كذلك فاكبر المخاطر التي تواجه الوطن الان هي انخراط اطراف اخرى في هذا القتال مما سيعطي الحرب صبغة قبلية او جهوية تازم الموقف اكثر مما هو عليه.
فان هذه الحرب سواء اتفقنا او اختلفنا مع دواعي قيامها ومأربها فأن الذي يقودها هو الجيش السوداني وهو الطرف الوحيد المخول لمحاربة المارقين والمتمردين اما ان تتبنى أى قوى اخرى هذا الامر فهو خلط قد يجر البلاد الى مخاطر هي في غنى عنها.
من اكبر كوابيسنا الان هي هذه الارتال من القوات القبلية التي تسلحت في الفترة الاخيرة واعطت نفسها الصبغة الرسمية كواحدة من القوات المعترف بها في غياب الدولة السودانية في الفترة الاخيرة.
مما يحمد عليه الله ان الدعم السريع وبعد ان توسعت طموحات حمدتي قد تحول من مليشيا قبلية الى قوة انضوى تحتها الكثير من ابناء القبائل المختلفة واصبح ابناء قبيلته لا يشكلون نسبة تذكر في مقابل الذين التحقو به اخيرا حيث انحصروا في مايسمى بقدس ١.
كما ان تأثير القادة والضباط الذين التحقو به من داخل القوات المسلحة وجهاز الامن قد يؤثر ولو قليلا في عقيدة هؤلاء الجنود القتالية حيث ان الخطاب المنضبط الذي تربى عليه خريجي الكليات الحربية والشرطية حتى ان كانو اسلاميين سيلقى بظلاله عليهم ويحسن من نمط تفكيرهم قليلا.
والاهم من كل ذلك ان الجنجويدي ليس الا مرتزق لا قضية له متى ما حس ان حياته مرهونة بارتزاقه هذا سيرمي بندقيته ويهرب فليس ثمة قضية او قبيلة تستحق ان يفني نفسه من اجلها.
وايضا خلافه مع زعيمه القبلي موسى هلال واعلان هذا الاخير دعمه للقوات المسلحة مبكرا سد على حميدتي طريق العودة لاي تصالح يمكن يستفيد منه لاستقطاب مكونه الاثني.
كما انه من المستبعد تماما ان يتم التحشيد لهذه الحرب على خلفية الغبائب المتوارثة بين ما يسمون بابناء الشريط النيلي والقبائل الغير عربية في دارفور لجهة ان الاخيرين عادة ماينسبون المؤسسات الوطنية لابناء الشريط النيلي في خطاباتهم التعبوية حيث ان اي مؤسسة قومية متهمة عندهم بانها تعمل لصالح ابناء الشريط النيلي. فمستبعد ان يساق هذا النوع من الخطابات في هذه الحرب الاخيرة لجهة ان الجنجويد وعلى مستوى التكوين القبلي البسيط فيه ليس لديهم أي غبائب تجاه مكون النيل بمظنة العرق العربي الواحد الذي يدعيه كليهما حتى يسوق لخطاب (الجيش يحارب الغرابة)كما يفعل غيرهم من القبائل الغير عربية.
من بين الفيديوهات المزعجة التي تصيبك بالتوتر فيديو شاهدته مساء امس لمجموعة من الناس يركبون سيارات نقل و التسجيل المصاحب للفيديو يشرح طبيعة هذا التحرك قائلا ان هذه القوة تسمى جيش (درع السودان) ان لم تخني الذاكرة وانهم متوجهون الى الخرطوم والقيادة العامة تحديدا لمساندة القوات المسلحة في حربها على الجنجويد، يرتدون ملابس مدنية (جلاليب وسداري) سحناتهم ولهجتهم تشير الى انهم يحادون الخرطوم من الشرق والشمال الشرقي القريب. ولكني لم ألحظ أنهم مسلحون بأي سلاح، لا ادري من اوحى لهؤلاء الاغبياء ان الجيش في حاجة الى خدماتهم حتي يستنفروا انفسهم كهذا، يبدو انهم مجموعة من الموتورين الذين فرختهم ظروف اللادولة التي كان يمر بها السودان خلال حكم الانقلابيين. لا ادري هل نفذو وعدهم واتجهو الى الخرطوم ام لا!! تمنيت حينها ان يصل هذا الفيديو الى استخبارات الجيش ويتم اعتراضهم واعتقالهم جميعا ان هم تحركو!! لم اشاهد او اسمع عنهم أي خبر، يبدو ان نصيبهم من النضال كان مقطع الفيديو الفتنة الذي بثوه.
مثل هؤلاء الحمقى هم من سيجر السودان الى الحروب الاهلية بالاستقطابات القبلية هذه لهذا وجب على قيادة الجيش (الوطنيين) الانتباه لمثل هذه التحركات وحسمها مبكرا قبل ان تستفحل وتبدأ خطابات الاستقطاب القبلي والجهوي في الانتشار حينها سنقول على السودان السلام!
الرحمة والمغفرة لشهداءنا الابرار نسأل الله ببركة العشرة الاواخر ان يحقن دماء اهلنا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة