ظلت أزمة الإنتقال لديمقراطية مستدامة وتداول سلمي للسلطة تلازم وطننا الجريح بفعلنا، ورغم أننا لم نألو جهدٱ للوصول إليهما إلا أن نفوسنا ظلت تخالف ظاهر سعينا وتهدم كل ما تظاهرنا بإنجازه، والأزمة التي نعيشها الآن تؤكد صحة أننا لم نتعلم من تجاربنا ولم نمتلك الإرادة لذلك، فالمكون العسكري والقوى السياسية والثورية والمدنية جميعها بذلت أقصى ما تملك للوصول لحل لكن الأزمة تكمن في أن كل منهم يريد تحقيق كامل الرضا لذاته بينما الحقيقة تؤكد استحالة تحقيق ذلك بل ذلك يخالف منهج التعايش السياسي والإجتماعي السلمي، لذلك نثمن ذلك الجهد الكبير الذي بذله الجميع من أجل الوصول لحكومة مدنية انتقالية تمهد الطريق إلى ديمقراطية مستدامة، لكن نطلب المزيد الذي يربط الظاهر بالجوهر حتى يتم تنفيذ الإتفاق النهائي نصٱ وروحٱ. وبكل تأكيد فإن درجة التوافق بين القوى السياسية والثورية إذا أصبحت مقبولة مع إحترام حق الإختلاف في وجهات النظر، ستؤدي إلى حاضنة إنتقالية تمثل وحدة في وجود أجنحة وتيارات متنافسة، وهذه ستجود الأداء وتمكن الإدارة من تحقيق إنتقال ناجح يتضمن كل متطلبات الإنتقال بما فيها السلام العادل والشامل والعدالة الإنتقالية لتجد الحكومة المنتخبة كل الظروف مناسبة لمواصلة البناء والتعمير وكل أشكال التنمية وصولٱ لدولة ذات قدرة ديمقراطية عالية وقوة إقتصادية كبيرة. نظرٱ وتقييمٱ للمخاطر التي تهدد وجود وطننا الكبير، وعرفانٱ لجهد المجتمع الإقليمي والدولي، وإحترامٱ وتقديرٱ للثوار والشهداء والمعاقين والجرحى وحقوقهم العادلة، وعملٱ بمبدأ التجرد ونكران الذات نقترح الآتي:-
١/ إعتماد أربع كتل لتمثل حاضنة إنتقالية، والكتل هي: أ/ الحرية والتغيير المجلس المركزي. ب/ لجان المقاومة (الثوار الحقيقيين غير السياسيين وغير التابعين لأي تحالف). ج/ التغيير الجزري. د/ الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية.
٢/ بعيدٱ عن تحفظات ومواقف السياسيين الذاتية والحزبية وبعد إعتذارنا لكل منكم نيابة عنكم، يمكن إعتبار الإتفاق الإطاري أساسٱ متينٱ للبناء عليه، وقد يكون ما توصلتم إليه من ورش تفكيك نظام ال٣٠ من يونيو. والعدالة الإنتقالية، وإصلاح القوات المسلحة، وإتفاق سلام جوبا، وشرق السودان، إضافة لمؤتمر القاهرة، وتصور تحالف التغيير الجذري، ومواثيق لجان المقاومة مكملٱ لكل النواقص ليكون الإتفاق النهائي قاسم مشترك ومقبول لكل الأطراف.
٣/ ولأن الفترة إنتقالية، وفي الإنتقال يتعذر تحديد أوزان القوى السياسية يستحسن أن توزع نسب الحاضنة على الكتل الأربع كالآتي:- أ/ الحرية والتغيير المجلس المركزي ٢٥٪ ب/ لجان المقاومة ٣٦٪ بواقع ٢٪ لكل ولاية. ج/ التغيير الجزري ١٥٪ د/ الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية ٢٤٪
الرحمة والمغفرة لشهداء الثورات السودانية. عاجل الشفاء للجرحي وبالله التوفيق د. محمد مصطفى محمد فضل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة