+ مقدمة . في مقالة سابقة ، تسآلنا لماذا يعاقب الجنرال البرهان الشعب السوداني والاطراف الموقعة على الإتفاق الإطاري بوقف الحوار معها بسبب خلافه الفني وليس السياسي مع حميتي ؟وهذه الاطراف الموقعة على الإتفاق الإطاري ليست لديها سلطة على حميتي لترغمه على قبول شروط الجنرال البرهان بالدمج قبل التوقيع . المشكلة محصورة بين الجنرال البرهان وحميتي ، فلماذا يعاقب الجنرال البرهان الاطراف الموقعة على الإتفاق الإطاري بوقف الحوار معها بسبب خلافه الفني مع حميتي ؟ فرملة الجنرال البرهان للعملية السياسية تكلف الوطن غالياً ، كما وضحنا في مقالة سابقة . ثم إن حميتي موافق على دمج قواته للدعم السريع في الجيش ، كما نص عليه الإتفاق الإطاري . قدم حميتي شرطاً للدمج ، رفضه الجنرال البرهان . وبالتالي إستمرت المشكلة حتى يوم الدين هذا . فماهو الشرط الذي قدمه حميتي لموافقته على الدمج ؟ + شرط حميتي للدمج ؟ إشترط حميتي لدمج قواته للدعم السريع في قوات الجيش ، ان تسبق عملية الدمج تنضيف الجيش من العناصر الاخونجية المؤدلجة ، إذ يرفض حميتي ان يتلقى ضباطه وجنوده التعليمات من ضابط كوز مؤدلج . وافق حميتي على ان تجري نفس عملية التنضيف في قواته ، وكذلك قوات الحركات المسلحة ، والمليشيات المسلحة التي إستولدها الجنرال البرهان بعد إنقلاب 25 اكتوبر 2021 ، كقوات درع الوطن ، وقوات درع السودان ، وقوات ترهاقا ، وقوات شيبة ، وقوات البرهان الخاصة للتدخل السريع ، وغيرها من ميليشيات اخونجية كقوات الدفاع الشعبي ، وقوات الظل . إعتبر المجتمع الدولي وكذلك المجتمع الاقليمي شرط حميتي شرطاً موضوعياً واجب الإنفاذ قبل البدء في عملية الدمج . ولكن الجنرال البرهان انكر وجود اي عناصر اخونجية ، او من المؤتمر الوطني في قوات ( الشعب ) المسلحة ، ووصفها بانها قوات قومية بإمتياز . كيف تحاور ، وتحاول إقناع ، وتصل إلى تفاهمات مع شخص يؤكد لك إن الابيض اسود ، وإن الحصان حمار ؟ + الجيش كيزاني بإمتياز ؟ نسي او تناسي الجنرال البرهان إن إنقلاب الابالسة بدأ منذ يوليو 1989 في كوزنة الجيش وبقية مؤوسسات الدولة عبر قانون الصالح العام الذي احال بموجبه للتقاعد كل وجميع ضباط الجيش الذين يشك في ولائهم للعقيدة الاخونجية . ومنذ يوليو 1989 ، وحتى تاريخه في ابريل 2023 ، لم يعتب ابواب الكلية الحربية إلا كوز ابن كوز . كل وجميع دفعات الخريجين من الكلية الحربية منذ يوليو 1989 وباستمرار خلال ال 34 سنة المنصرمة من الكيزان المؤدلجين . الم يعترف الاستاذ علي عثمان محمد طه على رؤوس الاشهاد بان الجيش حقهم وسوف يبقى حقهم للمائة سنة القادمة ؟ صار الجيش الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطني ، وصار جنرالات الجيش لا يحرصون على تراب الوطن، وإنما يحرصون على مصلحة قادة حزب المؤتمر الوطني . يفور جهاز القضاء بابي سبيحات من الكيزان المؤدلجين ، وكذلك النيابات العامة ، وباقي مؤوسسات الدولة . كوزنة الجيش والقضاء والنيابات العامة تحتم علينا التماسك والتوحد امام عدونا المُشترك ... اي فلول الابالسة الكيزان . وكما قال تشرشل في يوم غابر ، فإننا لا نملك ان يكون لنا اكثر من عدو واحد في وقت واحد . وبالتالي يجب على الحزب الشيوعي ان يغادر منصة الكيزان الاسلامويين ، ويدعم الإتفاق النهائي والحكومة المدنية الجديدة ، وكذلك حزب البعث ، والسيد جعفر الصادق ، والناظر ترك ، ومني اركو مناوي ، وجبريل ابراهيم ... هؤلاء وهؤلاء يجب أن يغادروا منصة الابالسة الكيزان . تماسك ووحدة القوى الوطنية ضد الاخونجية القتلة الحرامية هي كلمة السر خلال الفترة الانتقالية ، حتى تكون لنا حكومة مدنية ذات مصداقية ، اي تحتكر السلطة التنفيذية خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية . وإلا فسوف نعيد ما حدث خلال فترة الاربعة سنوات منذ اغسطس 2019 . لا تنس يا حبيب إن كيزان الجيش يرابطون في اللفة في إنتظار القيام بإنقلاب ثالث ... هذه المرة بدعوى تقليم اظافر قوات الدعم السريع ، التي تجرات وغادرت منصتهم وإنضمت لقوى الثورة ، وصارت تدعم الإتفاق النهائي ، ورجوع العسكر إلى ثكناتهم ... الامر الذي افزع الابالسة الكيزان ، الذين يراهنون على بقاء الجيش الكيزاني في السلطة . + كيف خذل كيزان الجيش الكنداكات والثوار؟ في ابريل 2019 ، إعتصم الثوار بالقيادة العامة ، وظنوا إن قوات ( الشعب ) المسلحة سوف تحميهم ، إذا فكرت الحكومة في فض إعتصامهم بالقوة . لم يذهب الثوار لاي مكان اخر لثقتهم بقواتهم ( الشعبية ) المسلحة، وليقينهم ان من وصل حرم قواته المسلحة فهو أمن ، تماماً كمن دخل بيت ابي سفيان فهو آمن . ثم ( حدس ما حدس ) . فجر الاثنين 3 يونيو 2019 ، قامت قوات الجيش ومعها ميليشيات ظل علي عثمان محمد طه ووميليشيات احمد هارون بقفل مخارج ساحة الإعتصام ، والبدء في إطلاق النار عشوائياً ، وبدم بارد ، على الكنداكات والثوار المسالمين العُزل ... وهم نيام . مات المئات في دقائق لا تتعدى الساعة الواحدة . بعدها قامت قوات الجيش برمي مئات الجثث في النيل بعد ربطها بكتل خراسانية ، وحملت بقية الجثث في لواري إلى خارج ساحة الاعتصام ، وقبرتها في مقابر جماعية في تلال المرخيات في امدرمان ... لتخفي المجزرة . كانت مجزرة تشيب لها الولدان ... جنود مسلحون من قوات ( الشعب ) المسلحة يقتلون شباب غير مسلحين ... وهم نيام . اين الرجولة السودانية ؟ اين الانسانية ؟ بعد اربعة ايام من المجزرة ، وفي يوم الخميس 6 يونيو 2019 ، إعترف الجنرال كضباشي ، وقال كلماته الثلاثة التي سارت بها الركبان : ( حدس ما حدس ) . راي الناس الجنرال ياسر العطا يتبختر في ساحة القيادة العامة فجر المجزرة في الاثنين 3 يونيو 2019 . شاهد يا حبيب وتابع إعترافات الجنرال ياسر العطا عن مجزرة فض الإعتصام ، وكيف يلقي باللائمة على الكنداكات والثوار الشباب المسالمين النيام ، في الفيديو في الرابط ادناه : وفي الفيديو في الرابط ادناه ، الذي يؤكد تواجد الجنرال ياسر العطا في ساحة القيادة العامة فجر المجزرة : montecarro.com/wp-content/uploads/2020/11/%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B7%D8%A7-%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A8%D9%8A%D8%A7.mp4؟_=1
في المحصلة ، هل يجوز ان نسمي قوات الجيش قوات ( الشعب ) المسلحة ، وليس قوات ( الكيزان ) المسلحة ، ونصدق إدعاءات الجنرال البرهان بإدماج قوات الدعم السريع في قوات ( الكيزان ) المسلحة ... لمصلحة الوطن ؟ هل مصلحة الوطن تحتم دمج قوات الدعم السريع في قوات الجيش ، وهي قوات مؤدلجة كيزانية دموية ؟ نبؤني بعلم ، إن كنتم صادقين . + المرسوم الدستوري ؟ في يوم الثلاثاء 30 يوليو 2019 ، اصدر الجنرال البرهان مرسوماً دستورياً ، فك به اي تبعية لقوات الدعم السريع للجيش حتى في حالات الطوارئ او الحرب ، وصارت تتبع لراس الدولة مباشرة ، تماماً كما قوات الجيش . بعدها ، كرر الجنرال البرهان في عشرات المناسبات إن قوات الدعم السريع ، حسب الدستور ، قوات مستقلة تأتمر باوامر راس الدولة ، وسخر من الذين يطالبون بدمجها في قوات الجيش مثل دمج قوات حركات الكفاح المسلحة في الجيش ؟ ولكن بعد إنقلاب 25 اكتوبر 2021 ، ووصف حميتي للانقلاب بانه كان خطاً ، ومطالبة حميتي برجوع الجيش لثكناته ، ودعم حميتي للإتفاق الإطاري ، وجهاده لتحويله لإتفاق نهائي ، ودعمه لتكوين حكومة مدنية ذات مصداقية ... بعد هذه التصريحات الثورية الحميتية ، إستدار الجنرال البرهان ، بضغط من فلول الابالسة الكيزان ، 180 درجة ، وصار يشيطن حميتي ، ويطالب بدمج قواته للدعم السريع في الجيش كشرط لتوقيعه على الإتفاق النهائي ؟ فتأمل ! خاتمة : تابع في الفيديو في الرابط ادناه فنان شعبي يتغزل في حميتي :
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة