هؤلاء في الماضي كانوا يقولون عند لحظات الإسقاط : ( عفواَ وعذراَ يا السادة الكرام ) ،، وحالياَ يقولون : ( كان عجبكم يا هؤلاء !! ) ،، يعضون الأنامل غيظاَ وكمداَ ثم يرددون عبارات : ( أين كنتم مختبئين في أيام الإنقاذ ؟؟ ) ،، فيجيبهم الشعب قائلاَ : نحن كنا مختبئين في تلك المجاري التي تتواجد حول مباني ( بيوت الأشباح ) والتعذيب ! ،، في تلك المجاري كنا نستمع لأصوات الأنين والأنات والآهات لهؤلاء الغلابة من الشباب في لحظات التعذيب ،، وفي نفس الوقت كنا نستمع لترنيمات ودندنات ذلك المستفز المستبد ( نافع علي نافع ) ،، وكذلك قد تعودنا في ذلك الوقت أن نخضع لتهديدات صاحب الاسم المقترن ( بالسيخ ) !!،، ذلك الطاغي المشهور الذي كان لا يعرف غير لغة شج الرؤوس بالأسياخ ،، وكان يجهل ويستنكر كلياَ لغة الحوار والمفاهمة الودية بين الأشقاء في الوطن الواحد .
وأنتم يا هؤلاء البلهاء بعد تلك الموبقات والكبائر والمفاسد لا يجوز منكم مثل ذلك السؤال السخيف الأبله ،، فهل كنتم تتوقعون أن نتساهل معكم ونتواجد في العراء والعلن في أيام السواد والتعذيب وبيوت الأشباح ؟؟ والله سبحانه وتعالى قد أمر المؤمنين أمثالنا بأن لا نرمي بأنفسنا في التهلكة ،، كنا نتمسك بتلك النصيحة الدينية صادقين في النوايا ،، وكنتم تمارسون صنوف التعذيب والتنكيل من أجل المكاسب الدنيوية الدنيئة الرخيصة ،، رغم أنكم كنتم ترفعون شعار الإسلام وتتاجرون باسم الدين !!
حالياَ المرحلة هي مرحلة اليسر بعد العسر ،، وتلك الأيام تتداول بين الناس ،، يوم لكم ويوم لنا ،، ومن نعم ورحمات أيامنا تلك ( الحرية ) التي كانت مستحيلة في أيامكم ،، وهي تلك الحرية التي أتاحت المجال لنباتات الشياطين أن تنبت من جديد وتتحدى الملائكة !!،، ومن بركات ونفحات المرحلة الحالية بعد الإسقاط أنها قد أتاحت الحرية للغاصب والمغصوب !! ،، مرحلة تنادي بالعدالة والسلام ،، وتنادي بالقصاص من الظالم ومن الناهب والسارق والمفسد ،، وفي مفهوم الشباب الثائر فإن المحاسبة يجب أن تتم لهؤلاء المفسدين في الماضي وفي نفس الوقت يجب أن تتم لهؤلاء المفسدين في الحاضر ،، لا تفضيل لجماعات في الماضي ،، ولا تفضيل لجماعات في الحاضر ،، لا فضل لعربي على أعجمي ،، ولا فضل للأفريقي على العربي ،، والشعارات المرفوعة حاليا هي العدالة والمساواة بين كافة الأطراف ،، وضروريات العدالة تقتضي محاسبة كل ظالم فاسد فسد في لحظة من اللحظات ،، وفي نفس الوقت إنصاف كل مظلوم قد تم تعذيبه بأيدي الطغاة والظلمة ،، والمثل الشعبي السوداني يقول : ( كل شاة معلقة بعرقوبها ! ) . وتلك الشياه قد طالت تعلقها في انتظار العدالة !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة