يقول المثل الشعبي السوداني : ( أعطوا الخبز للخبازين ولو أكلوا نصفه !! ) ،، ويبدو أن الخبازين قد اكتسبوا صفة الأكل والتنقيص والتلاعب بالأوزان والمقاييس والمواصفات حتى أصبحوا مضرباَ للأمثال في تلك الصفات السالبة المشينة !! ,, المراقب الحصيف للأحوال السياسية السودانية في هذه الأيام يكتشف أن تسعين في المائة من الرموز والزعماء الذين يتحدثون نيابة عن الأحزاب السودانية أو يتحدثون نيابة عن تلك المسميات والمؤسسات السياسية حالياَ والذين يخوضون كثيراَ حول معارك المنافسات والمفاوضات والاتفاقيات هم مجرد هواة من أبناء السودان قاصري البصيرة وعديمي الخبرة والتجارب! ،، ومن العيوب التي تلصق بالشعب السوداني يقال أن أغلب أفراد الشعب السوداني يخوضون في مجاهل ومجالات السياسة منذ نعومة الأظفار ،، ويتحدثون في مجالات السياسة من قبيل الشطارة والتطفل ليس إلا !! ،، وتلك الظاهرة المزرية قد شوهت صورة الساسة والسياسة بالبلاد ،، وأوسمتهم بمواصفات الجهلاء البلهاء الدخلاء على مهنة السياسة .
من البرامج التلفزيونية الطريفة في ماضي الأزمان كانت هنالك فرقة مسرحية كوميدية ،، تلك الفرقة كانت تتناول وتعالج بعض المظاهر السلبية المتواجدة في المجتمعات السودانية ،، وفي حلقة من حلقاتهم يصر احدهم لكي يصبح حكماَ لكرة القدم رغم أنه يجهل أدنى قوانين تلك اللعبة الشعبية . وفي ذات يوم يلبس ثياب حكام كرة القدم ثم يضع الصفارة في فمه ثم يذهب مباشرةَ لميدان ( الليق ) بالخرطوم في الحي الذي يسكن فيه ،، وهنالك يصر ليحكم بين فريقين من فرق المنطقة والمحلية ،، ولكنه كان ينحاز متعمداَ لجانب فريق دون الآخر مما أغضب الجماهير حول الميدان !!.. وعندما أعلن نهاية المباراة تدافعت الجماهير نحوه وهم ساخطون وغاضبون يلعنونه ويسبونه ،، ثم حاولوا التعدي عليه بالضرب ،، وحينها لم يجد الحل والفكاك ركض هارباَ نحو بيته في الحي ،، وفي اليوم التالي يعاود نفس المسرحية ،، حيث يلبس ثياب الحكام ويذهب مباشرة لنفس الميدان في الحي الذي يسكن فيه ،، ثم يدير مباراة بين فريقين ،، ثم ينحاز لجانب فريق دون الآخر كالعادة !! ،، وحين أدرك أن المباراة على وشك النهاية رمى الصفارة على الأرض ثم ركض هارباَ نحو بيته ثم أقتحم الباب بالقوة واختبأ ،، وفي تلك اللحظة انزعجت زوجته التي تسأله في حيرة قائلة : ( أنت أصلك حكم كرة قدم ولا حرامي ؟؟؟ ،، مالو الناس ديل ساكنك كل يوم في الشوارع ؟؟؟؟ ) .
تلك اللقطة الكوميدية الطريفة تجسد ظاهرة التعدي على مهنة الآخرين بفرية العلم والإحاطة !! ،، وسؤال الزوجة في محله الصحيح ،، والإجابة على ذلك السؤال تؤكد بأن زوجها حرامي بطريقة أو بأخرى ،، غير أنه ليس حرامي أموال وأمتعة ،، بل هو حرامي متخصص في التعدي والتطفل على مهنة الآخرين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة