ظِلَال القمــــــر عبدالرحمن محمـــد فضــل amff95@yahoo .com تنشغل أوساط مختلفة، في أنحاء العالم، في يوم الكذب، أو كذبة نيسان/إبريل، التي يحتفل بها على صعد غير رسمية، بتاريخ الأول من إبريل، سنوياً، والكذب، فعلٌ تحقّره كل الثقافات والحضارات، وتنبذه كل الأعراف الاجتماعية والإنسانية ويعتبر الكذب، في أي لغة، عاراً يلحق بصاحبه، نظراً لما يتضمنه من ضرر قد يقع بالمكذوب عليه، فضلاً من أنه ينتمي إلى فئة الخداع والزور والباطل، في السلوك الشخصي، بصفة عامة، وأدلت العرب بدلوها، في شأن الكذب، فحقّرت من فاعله، ثم حذرت منه، بل وأطلقت اسمه مثلاً سائراً في الناس. وكان الكذب عند العرب، عيباً يسم صاحبه، فلا يفارقه، بل إنه يرتبط باسمه ويصبح مثلاً تتناقله الأجيال تبعاً لنظرتها التي تجعل من الكاذب أسوأ الناس، مقاماً وأصلاً وقولاً وفعلاً، فشتمت الكاذب وأشارت إليه بالبنان، وربطت اسمه بفعل الكذب، فصارا متلازمين متحدين، كما لو أن الواحد منهما، يدل على الآخر، سواء في المثل السائر، أو البيت الشعري، أو المروي الشفوي الذي لا يزال بيننا، حتى اللحظة،ويأتي شهر ابريل لهذا العام مرافقا لسيد الشهور واعظمها الا وهو شهر رمضان شهرالقرآن شهر الصيام وشهر الصدق والحق والعدل شهر فيه ليلة خيرا من الف شهر، شهر سطرت فيه اعظم البطولات الاسلامية بدر وماداراك مابدر اصحاب بدر كوكبة فريدة في البشر اختصهم الله بصفات لم تكن لغيرهم، في بدر كانت بداية النصر للصدق والقوة والثبات والعدل ومحاربة الكذب والغش والربا والظلم والجور وعبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد، في بدر كانت الملائكة تضرب وجوه واعناق الكافرين الكاذبين المكذبين اعداء الصدق والحق، شتان مابين ابريل ورمضان هؤلاء ينشرون ذميم الخصال والاخلاق واقبحها واولائك ينشرون الصدق والعدل والاحسان والتوحيد، هل يستوي الخبيث والطيب والله عز وجل اطلع علي اهل بدر وقال افعلوا ماشئتم، وهذا ليس معناه كما توهمت كثير من عقول البعض منا أنهم مأذون لهم في فعل ما شاؤوا، بل هم قد علموا أن المغفرة منوطة بتحقيق الشروط، وانتفاء الموانع لذا كانوا رضي الله عنهم من أشد الناس حذرًا وخوفًا، واليوم نحن حالنا يغني عن السؤال واصبحت للكذب والغش والخداع والتدليس آلهة واوثان تعبد وتعظم من دون الله هل نعبد تلك الاصنام ونظل لها عاكفين كما كان يفعل الاولون من الغابرين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة