مرامي وعزائم الرجال قد تكون موجبة وقد تكون سالبة ،، وفي نفس الوقت قد تكون هالكة ومهلكة ،، ( المهاتما غاندي ) أراد أن ينصف الأغلبية المسلمة في بلاده ،، وأجتهد حتى أعطى المسلمين دولة باكستان الإسلامية المستقلة ،، ولكن تلك العزيمة والقرار التاريخي والمرام قد أغضب الأغلبية الهندوسية ،، فقام أحد الهندوس باغتياله !!،، وبالتالي فقد حياته بسبب تلك العزيمة والقرار الجريء الشجاع ،، والرئيس المصري ( محمد أنور السادات ) أراد أن ينهي تلك الجولات الحربية بين بلاده وبين دولة اليهود الغاصبة لدولة فلسطين العربية ،، ثم تجرأ وأجتهد وتنازل طوعاَ ووضع يده فوق أيدي اليهود المحتلين ،، ولكن تلك الخطوة الجريئة قد أغضبت بعض الجهات العربية المسلمة المتطرفة فقام أحدهم باغتياله ،، وبالتالي فقد حياته بسبب ذلك القرار المقدام الجريء ،، وفي سنوات الحرب العالمية الثانية تجرأ ذلك النازي أدلوف هتلر ) ثم أراد أن يجعل العنصر الألماني بمثابة العنصر البشري المفضل الوحيد فوق وجه الأرض ،، وفي سبيل تحقيق تلك الغاية النازية العنصرية فقد أباد وقتل الملايين والملاين من البشر ،، ولكن تلك النزعة النازية قد أغضبت العالم أجمع ،، فتحالفوا وتكالبوا ضده حتى هزموه في نهاية المطاف وأجبروه على الانتحار ,, وبالتالي فقد حياته لتلك النزعة النازية العنصرية ،، والمناضل جون قرن قاتل وحارب من أجل المهمشين الغلابة ،، ثم في مرحلة قرر التوقف والدخول في هدنة واتفاقيات وسلام ،، ولكن تلك الهدنة والاتفاقية لم تعجب بعض الأطراف ،، وبالتالي قاموا بتصفيته بمكيدة مدبرة بإحكام ،، وعليه فقد تم تصفيته بسبب ذلك القرار والعزيمة .
تلك الحقائق التاريخية تؤكد بأن قرارات القادة والزعماء أصحاب العزائم والأفكار المقترنة بالمبادئ قد تكون موجبة ومفيدة لبعض الأطراف ،، وفي نفس الوقت قد تكون سالبة وغير مرغوبة لدى أطراف أخرى ،، ولكنها في نهاية المطاف تكلف أصحابها حياتهم بطريقة أو بأخرى ..
حالياَ في دولة السودان لا يوجد ذلك الرجل صاحب العزائم والمبادئ الذي يتجرأ ليتخذ قراراَ من تلك القرارات التاريخية .. ولكن يوجد دوماَ ذلك السوداني الأناني الذي يجتهد من أجل الذات والاحتكار من أجل المصالح الذاتية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة