لا يمكن وصف وضع ياسر عرمان في خارطة السياسة السودانية الا كوضع العنكبوت في شبكتها التي نسجتها من أجل اصطياد فرائسها لتتغذي وتعيش علي دمائها ثم تلقي بجيفها الخاوية . فياسر عرمان اينما حل ينسج شباكه ليصطاد كل من يزاحمه في الحزب الذي ولج بابه ثم يقضي علي هذا المنافس أو ذاك ليكون هو وحده تحت دائرة الضوء حتي إذا ما سنحت فرصة لمنصب عال كوزير أو رئيس وزراء أو ما شابه ذلك يكون هو وحده المؤهل لذلك المنصب حتي ولو أصبح وحيدا في الحزب الذي اصطاده ليبلغ مبتغاه. ونحن لا نطلق هذه المسلمات جزافا ، فتاريخ الرجل يشهد بذلك. فعندما كان مع قرنق في الحركة الشعبية ،استمات عرمان ليعصف بكل من حول قرنق ولكن اسنعصي عليه ابعاد سلفاكير الذي ذكر بأن عرمان حاول الايقاع بينه وبين قرنق ولكنه فشل لأن رباط القبيلة بين قرنق وسلفاكير اقوي من رباط الشيوعية التي راهن عليها عرمان ففشل في ابعاد سلفاكير إلي أن ذهب قرنق وحينها علم عرمان بأنه لا مكان له في الحركة الشعبية بموت قرنق وفصل الجنوب فطار مع من طار ورايناه في الحركة الشعبية شمال مع رفاقه الحلو وعقار. وهنا حاول عرمان ممارسة نفس نهجه الإقصائي فسعي الي نسج خيوط الفتنة للتخلص من الحلو وعقار ولكن الحلو صار له أمرٌَ من الحنظل فتغدي به قبل أن يتعشي هو بالحلو المر فغادر الحركة الشعبية شمال ساحبا معه عقار . وعندما اندلعت الثورة الشبابية الباسلة واسقطت نظام البشير تسلق عرمان وغيره من الأحزاب البالية وسرقوا الثورة باسم قحت المركزي والديمقراطي وهنا عاد عرمان لهوايته المفضلة ونسج خيوطه اللزجة لاصطياد المنافسين والتخلص منهم وفرض نفسه في كل أنشطة قحت مرة الناطق باسمهم ومرة رأس الحربة في كل لقاءات قحت بالمكون العسكري أو بالآلية الثلاثية أو غيرهم من لحم راس المناديب الأجانب خليجيين واوربيين وامريكان . كل ذلك ليقنع عرمان الجميع بأنه أكثر من يصلح ليكون رئيس الوزراء القادم ويتمني في قرارة نفسه ونياط قلبه بأن يعتذر حمدوك عن رئاسة الوزراء أو لياخذه الموت فيخلو له الجو . عرمان الان يكثر من التصريحات التي يحاول من ورائها بأنه هو وحده الذي يمسك بخيوط اللعبة وهو وحده الذي يملك إطار الاطاري ، فمرة يقول بأنه علي اتصال دائم بحميدتي والبرهان ومرة يصرح بأنه تخابر مع مني مناوي بخصوص حلحلة مخاوف قحت الديمقراطي والحركات من بنود الاتفاق الاطاري. يقودنا كل ما ذكرناه الي تحذير السودانيين عامة والثوار خاصة من أمثال عرمان وباقي العقائديين من الشيوعيين والبعثيين والكيزان من أن يسرقوا ثورتكم ويستاثروا بالوزارات في الحكومة الانتقالية وبعدها ونعود كما كنا قبل قبل سقوط الإنقاذ وبعد الانقلاب الجاثم علي صدرنا حتي الآن. أي مساعي من غير مشاركة شباب الثورة وذوي الشهداء والمعتقلين والمعذبين لانتشال البلاد مما هو فيه فهو ضرب من العبث وسوق لشراء وبيع المصالح بين كل الذين هم علي الساحة من مدنيين وعسكر وحركات مسلحة وأحزاب بالية وآخرين عقائدية تعمل لتنفيذ أجندة خارجية لأحزاب مستوردة تخلي عنها البلاد التي شهدت مولدها من شيوعية وبعثيين واسلاميين متاسلمين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة