في هذه الأيام كثرت تلك الإشاعات التي تتحدث عن خلافات حادة وعنيفة تدور بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وبين مليشيات التفلت والتسيطر بقيادة المدعو دقلو ،، والحادبون العارفون بالأسرار يؤكدون بأن تلك مجرد زوابع مصطنعة يثيرها العساكر لإلهاء الشعب السوداني الثائر المتمرد الذي لا يكل ولا يمل ولا يتوقف عن تلك المواكب والمسيرات الاحتجاجية !! ،،
ولكن ما هو الهدف من ترويج مثل تلك الإشاعات المغرضة التي توحي بأن الجانب العسكري يشتكي من الانشقاقات والخلافات في هذه الأيام ؟؟ ،، وخاصة في هذه الأيام التي توحي بأن هنالك اتفاق إطاري وشيك بين الأطراف السودانية المتنازعة ا ،، والإجابة : الخبراء يؤكدون بأن الهدف من تلك الإشاعات في هذه الايام هو محاولة إخماد وقتل ذلك الحماس المفرط لدى الشباب السوداني الثائر ،، وذلك تحت فرية أن الشارع السوداني سوف يخمد ويستكين حين يسمع بأن الجهاز العسكري في البلاد يشتكي حاليا من الانشقاقات ويعاني من المشاكل الداخلية الخاصة !! ،، ولا يستحق تلك المناوشات من قبل الشارع السوداني !،، وفي رأي هؤلاء المحللين فإن ذلك يمثل منتهى الذكاء في التفكير والتدبير من قبل العساكر !! .
أهل الخبرة والحكمة يقولون : يفترض بالشعب السوداني أنه قد تعدى مراحل الغفلة والمؤامرات والكيديات بكثرة التجارب السابقة مع الجيش السوداني ،، وعليه أن يرتقي فوق مستويات الإشاعات والتضليل ،، وبالتالي يفترض فيه بأن لا يبالي كلياَ بمثل تلك الإشاعات المغرضة !! وقد آن الأوان لهجر تلك الحدوتة الهزلية المملة المستديمة التي طال عمرها منذ الاستقلال ،، حيث حدوتة : ( دخل زيد وخرج عمرو ثم دخل عمرو وخرج زيد !! ) .
يحدث كل ذلك في الوقت الذي فيه تتردى الأوضاع والأحوال في البلاد لدرجة الجنون والمبالغة !! ،، حيث طالت تلك المناكفات والمؤامرات بين الأطراف السودانية ،، ومع الأسف الشديد لا يوجد في البلاد ذلك القائد الواعي المحنك الذي يوقف تلك المهازل والألاعيب في الساحات السودانية !! ،، وكذلك لا يوجد ذلك القائد الملهم المنقذ الذي يمثل طوق النجاة للشعب السوداني .
الشعب السوداني حالياَ قد وصل قمة اليأس والإحباط من مراوغات العساكر بجانب مراوغات الساسة والرموز !! ،، ومن يتمعن في الأحوال يجد أن هنالك متناقضات عجيبة في تلك الإشاعات ،، حيث تلك المتناقضات بين الواقع المعاش وبين ما يقال عن تلك الإشاعات !! ،، فأحاديث المجالس في التجمعات تزعم خلافات وهمية تدور بين القيادات العسكرية ،، وتنذر بمواجهات عسكرية وشيكة في البلاد ،، بينما أن الحقيقة في أرض الواقع تؤكد قمة الوئام والوفاق بين القادة هؤلاء القادة الكبار ،، ويشاهد الناس يومياَ كيف أن القائد البرهان يلتقي بالرفيق القائد دقلو بمنتهى المودة والوئام ,, والإشارات كلها تؤكد تلك الملحمة العسكرية الحميمة بين كافة مسميات الكتائب العسكرية . لا أحد من أفراد الشعب السوداني يتمنى أن تشتعل الفتنة بين الوحدات العسكرية في البلاد ،، ولا أحد من أبناء السودان يريد تلك التصادمات بين الأجهزة العسكرية المتفرقة ،، وعليه ليس من الضروري نشر مثل تلك الإشاعات والأكاذيب بين الناس ،، ونزعة الوطنية الصادقة في نفوس الشعب السوداني تنفر من مثل تلك الإشاعات ،، ولا يريد أحد أن تدخل البلاد في تلك الحروب الأهلية الهالكة المهلكة كحال تلك الدول التي نعرفها جميعاَ .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة