في وقت من الأوقات كان الناس يخوضون مع الخائضين دون التوقف لحظة لمعرفة الحقائق ،، ودون التنقيب والبحث ،، وكانوا يرمون تلك الرميات الخائبة لمجرد المحاكاة للآخرين ،، ومن تلك الخصلة المتخلفة الغير حضارية كان البعض ومازال يحكم على الآخرين ،، وفي السودان منذ سنوات طويلة يطلقون اسم ( الوهابية ) على فئة من الجماعات الدينية !! ،، ومع مرور الأزمان قد أصبح ذلك الاسم من الأسماء المشينة التي تشوه صورة حامله !! ،، ولكن الضرورة الحضارية تفرض على الإنسان العاقل الواعي الفاهم أن يعرف حقيقة ( الوهابية ) قبل الحكم على تلك الجماعات التي تحمل الاسم !! ،، ويعرف أسباب الكراهية لتلك الجماعات !! ،،
ولا يمكن للإنسان العاقل الواعي أن يجاري الآخرين بطريقة أعمى ويحكم على الوهابية لمجرد السماع !! ،، بل يجب عليه أن ينقب ويبحث عن حقيقة تلك الجماعات التي يطلق عليها ( الوهابية ) ،، وبعد أن يعرف الحقيقة هو حر في أن يتبع تلك الجماعات أو يحارب ويكره تلك الجماعات !! ،، وانطلاقاَ من تلك النقطة الجوهرية الفاهمة الواعية المتسامحة بحث الكثيرون حقيقة الوهابية ،، وقد توصلوا إلى حقيقة ذلك المسمى : ( الوهابية ) وإلى حقيقة مؤسسها ( الشيخ محمد عبد الوهاب ) بالمملكة العربية السعودية .
الحركة الوهابية هي حركة سلفية ظهرت في مدينة الدرعية في نجد بالجزيرة العربية ،، بدأت نشاطها في القرن الثامن عشر الميلادي على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب ،، ويدور نشاطها المركزي حول الدعوة المستمدة أساساَ من الكتاب والسنة ،، دون غيرهما ،، وقد سعت تلك الحركة وأنشأت مدارس دينية ترفض البدع ،، وترفض تقديس الأشخاص كما ترفض تقديس رجال الدين والصوفية والطوائف الدينية ،، كما تبنت العداء للطائفية والشيعة ،، وذلك الرفض القاطع للأفكار الدينية الأخرى قد كان السبب الأساسي في إشانة وتلويث سمعة الوهابية في الكثير من الدول .
تلتزم الحركة الوهابية بالمذهب الحنبلي، وهو المذهب الذي يلتزم بأكثر القراءات حرفية لمصادر التشريع الإسلامي ، تاركاً هامشا ضئيلا للتفسير العقلاني أو الاجتهاد ، مقارنة مع المذاهب الثلاثة الأخرى “الشافعية ، المالكية ، الحنفية”. ولد محمد عبد الوهاب في 1115 هجرية، وتوفي عن عمر ناهز الـ 90 عاماً في عام 1206 هجرية ، عُرف محمد بن عبد الوهاب بحدة ذهنه وسرعة حفظ ، وحبه للمطالعة ، في كتب الحديث والتفسير، وكلام العلماء ، شرع محمد بن عبد الوهاب إلي الدعوة إلي العودة إلي تعاليم الدين الإسلامي كما فهمه المسلمون الأوائل ، وذلك بعدما سافر إلي مكة والإحساء والبصرة وبغداد لتلقي العلم ، حيث اطلع على علوم التصوف وفلسفة الاستشراق وأنكر على العلماء ما سمعه من العلوم .
عندما ظهرت الحركة الوهابية ، كانت هناك العديد من البدع والخرافات التي انتشرت في نجد وفي الجزيرة العربية ، من بينها التعلق بالقبور والأموات ، والأصنام ، والاعتقاد في الكهنة والمنجمين ، وعبادة الأشجار ، فجاءت الحركة الوهابية ، كدعوة إصلاحية ، لتصحيح تلك الأوضاع الدينية الفاسدة والأحوال الاجتماعية المنحرفة في وسط الجزيرة العربية وما حولها آنذاك .ومن الطبيعي للغاية أن يتواجد الأعداء بكثرة لتلك الحركة الدينية المتطرفة !،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة