لا تتهربوا من الواقع المرير المعاش ،، ولا تتحايلوا لتكسبوا ود وصداقة الشعب السوداني ،، فالشعب أدرى بالأوفياء منكم ،، وكذلك أدرى بالفاشلين منكم والناجحين ،، وبكثرة التجارب يعرف الصادقين المخلصين منكم وفي نفس الوقت يعرف جيداَ هؤلاء الخونة أصحاب الأطماع ،، فلا تذكوا أنفسكم يا هؤلاء !!
ذلك الكلام مباح وسهل عبر أجهزة الإعلام ،، ويمكن الإبحار والإسراف فيه لدرجة المبالغة والجنون ! ،، وكالعادة أنتم تحتكرون تلك الأجهزة للإعلام في هذا البلد ،، وتسيطرون على مقابض : ( المايكات ) طوال اللحظات والساعات ،، ولا تفسحون المجال للمتحدثين الآخرين الذين يريدون الكلام والمشاركة !!
الشعب السوداني حالياَ يجاهر وينادي صراحة ويقول لكم بالحرف الواحد : ( نحن نعاني بشدة من الويلات والأوجاع والغلاء وسوء الأحوال في كافة مجالات الحياة ! ) ،، ويقول لكم نحن نواجه قطوعات الكهرباء والمياه طوال الصيف والشتاء منذ إسقاط النظام البائد ،، ونواجه أبشع ألوان المعيشة في السنوات الأخيرة بعد الإسقاط وأنتم تجلسون هنالك فوق منصات الإعلام لتنشروا تلك الوعود الرنانة الفضفاضة الفارغة ،، وتنشروا تلك الخزعبلات التافهة !! ،، وتهدرون الساعات تلو الساعات لتتحدثوا حول تلك المسميات والمصطلحات السياسية التي لا تقدم ولا تؤخر !! ،، وهي مسميات ومصطلحات في جوهرها وتناولها لا تسمن ولا تغني من الجوع ،، ومع الأسف الشديد أنتم ترددونها كالببغاوات طوال الساعات والأيام ،، وفي مفهوم الشعب السوداني هي مجرد أقوال إنشائية لا تعني شيئاَ ،، ولا تطرب أفئدة الأسر والعائلات السودانية ،، فما فائدة تلك المصطلحات السياسية بالنسبة لشعب يكابد الويلات ويعيش في أتون الجحيم ؟؟،، هي مجرد حروف تبذلونها لا تسمن ولا تغني من الجوع .
وبالمختصر المفيد فإن تلك الوعود الرنانة المنمقة عن مستقبل السودان الزاهر قد فقدت المفعول والمصداقية لدى الشعب السوداني منذ سنوات لكثرة التجارب والممارسات ،، وهي لن تكون واقعاَ وحقيقةَ في أرض الواقع في يوم من الأيام ،، الشعب يعرف ذلك جيداَ ،، وأنتم أيضاَ تعرفون ذلك جيداَ ،، وقد جاء الوقت لتمارسوا نوعاَ من الجدية والمصداقية في أقوالكم وأفعالكم يا هؤلاء !! !!
في موازين الشعب السوداني فإن ذلك المعتوه المجنون الذي يعتلي منصات الكلام في يوم من الأيام ثم يعلن للشعب السوداني بأن قيمة كيلو اللحم الضاني في الأسواق قد أصبحت بمبلغ 50 جنيه سوداني فقط هو في معيار الشعب السوداني أفضل وأجل من ذلك المسئول السياسي الذي يهدر الساعات والساعات في أجهزة الإعلام حول المفاهيم السياسية ،، وأن ذلك السكير العربيد الذي يعتلي السواري في الميادين العامة ثم يعلن للشعب السوداني بأن سعر كيلو الموز قد أصبح بمبلغ 5 جنيه سوداني فقط هو في معيار ومفهوم الشعب السوداني أفضل ألف مرة من ذلك المتحدث السياسي المنافق صاحب البدلة والكرفته الذي يتواجد في أجهزة الإعلام ويهدر الساعات والساعات حول ملفات المبادرات المحلية والأجنبية ،، وأن ذلك الصانع الضائع المبهدل الذي يتصدر المسئولية في يوم من الأيام ثم يقوم بتخفيض وتنظيم حركة التنقل ويخفض تعرفة المواصلات العامة والخاصة بالعاصمة وبمدن السودان الأخرى هو أفضل مليون مرة من ذلك المسئول المتسلط الذي يهدر الأوقات يومياَ ذهاباَ وإيابا من منزله لداوين الحكومة ،، وأن ذلك المعتوه الذي لا يفقه ولا يعرف الكلام يتقدم ثم يعلن للشعب السوداني بأن رسوم التعليم والعلاجات والخدمات في دواوين الحكومة الرسمية قد انخفضت بذلك القدر الذي يمكن المقتدرين وغير المقتدرين أفضل ألف مليون مرة من ذلك المثقف السوداني الذي يصول ويجول حول جدوى وعدم جدوى صندوق النقد الدولي ومراكز الاقتصاد العالمية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة