إلى متى تخدعنــا تـلك الدنيا الفانيــة ؟؟ ألم يقل أنه صاحب تلك العمارة الشاهقة المكونة من خمسين شقة ؟؟ ،، ألم يقل أنه يشتكي من تلك المساحات الفارغة الشاسعة التي تحتاج للمزيد من العناية والنظافة والرعاية ؟؟ ،، ثم كان بالأمس موعد دفنه في مقابر الصحافة بالخرطوم ،، القبر لم بتسعه لأنه كان فاره الجسم والطول !! ،، وحينها ردد أهل المروءة وقالوا : ( أوسعوا له في المرقد والمساحة !! ) ،، وقد فعلوا ذلك على استحياء شديد مشوب بالبخل من قبل الجماعة !!.
يا ناس ،، ويا عقلاء القوم !! ،، صاحب العمارة الشاهقة بعد أن فارق الحياة لم تنفعه تلك المساحات والشرفات الشاسعة !! ولم تنفعه تلك البرحات الواسعة التي كان يشتكي من نظافتها وعنايتها !!!! ... لقد خدعته الدنيا بحب التملك والاحتكار والسيطرة !! ،، خدعته ولم تشفع له ،، ولم تنفعه بعد الممات ،، والمضحك في الأمر أن البعض من المشيعين كانوا يتحاورون ويتحدثون حول أسعار العقارات والأراضي والإيجارات وهم مازالوا يتواجدون عند مشارف القبور !!!!! .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان العام عام جدب وقحط ،، وكانت المجاعة تفتك بالناس ،، وأحوال الناس كادت أن تفلت عن السيطرة والانضباط .. بدأت الأرملة جولتها اليومية للبحث عن طعام وعن لقمة خبز تسد رمها ورمق طفلتيها ،، الكبيرة كانت في الرابعة من عمرها ،، والصغيرة كانت على وشك الفطام ،، طرقت أبواب عديدة في القرية ،، وللظروف الاقتصادية القاهرة التي تمر بها البلاد لم تجد الاستجابة الفورية لدى أغلب الناس ،، وبعد جولات عديدة طرقت باباَ من أبواب أهل القرية ثم طلبت بإلحاح شديد من سكان الدار أن يسعفوها وأطفالها بالقدر المستطاع من الطعام ،، فكانت الاستجابة فاترة وخائبة بقدر يؤكد قلة الحيلة لدى الناس في القرية !!،، ثم فجأة تقدمت إحدى الفتيات اليافعات ثم مدت إليها حبة تمرة واحدة على استحياء شديد !! ،، وعند ذلك مدت الأرملة يدها وأخذت منها تلك التمرة وهي بدورها كانت أشد حياء من تلك الطفلة المتصدقة بالتمرة الواحدة ! شقت التمرة على نصفين ثم أعطت النصف الأول للطفلة الصغيرة ،، وبعد ذلك حاولت أن تأكل النصف الثاني لنفسها وبدأت تقرب التمرة من فمها ،، ولكن بطريقة عفوية فإن الطفلة الثانية ( الكبيرة ) قد مدت يدها ثم أخذت منها النصف الثاني من التمرة وبدأت تأكل ،، وعند ذلك تفاجئت الأم لأنها نسيت طفلتها الثانية في حوبة الحاجة الشديدة !! ،، لقد أعطتها الأم النصف الثاني من التمرة عن طيب خاطر ولم تعترض أبداَ !!،، بل أحست بالسعادة الغامرة !!.
تلك الواقعة تؤكد أن الأم أينما تتواجد فوق وجه الأرض دائماَ تضحي من أجل أطفالها !!،، ودائماَ تلبي طلبات الأطفال قبل طلبات نفسها وذاتها !! ،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة