إن التقديرات السياسية ليست فعل وعمل "جامد" بحيث لايقبل التصويب والتصحيح والتراجع ... يحدث هذا بشكل يومي في كُل مناحي الحياة السياسية في العالم ، إختار الرفاق في الحرية والتغيير الدخول في تسوية سياسية عن طريق التفاوض وتبعهم فيها عدد من القوي المهنية والديمُقراطية والسياسية ... وفقاً لهذه التسوية تم التوقيع علي إتفاق إطارئ كمُقدمة لتوقيع نهائي ... نعم عملياً بذل الرفاق مجهوداً في الحوار والتفاوض والإجتماعات المُتتالية وعن طريق الوساطة الدولية في الآلية الثلاثية والرباعية مع "العسكر والإنقلابيين" لوضع حل يعتقدون أنه يُمكن أن يأتي عن طريق هذا الإتفاق... هنالك إتجاه آخر قوامه عدد من القوي السياسية والديمُقراطية والمهنية ولجان المقاومة إختار إتجاه مواصلة التصعيد والثورة ... لم يمضي علي التوقيع علي الإتفاق ٤٨ ساعة وشهد الجميع كيف تعامل الإنقلابيون مع المتظاهرون السلميون ، وكم القمع الذي تعرضوا له ، وتواصل هذا القمع الوحشي مع كُل تظاهرة مُعلنة بدءاً من يوم التوقيع نفسه في 5 ديسمبر ثم في 8 و 13 و 15 ديسمبر ثم توجوها في 19 ديسمبر ، لم يكتفوا بالقمع ولكنهم أكدوا علي لسان قائد الأنقلاب المعروف بحنثه عن أي مواثيق والشواهد كثيرة أنه ليس صحيحاً أن هنالك عملية تسوية وأنه لا تدخل في الجيش وثوابته وجميع الأجهزة النظامية وكذلك لاتدخل في الثوابت الوطنية ، وأي مُبتدئ في "الفهم" يُمكن له أن يقيس علي منوال هذه الثوابت ، أي بإختصار هذا "نكوص" كُلي وردة عن أي إتفاق لايرونه في صالحهم ، كُل هذا يوضح أن مسألة الإتفاق والتسوية هذه ماهي إلا ذريعة لتكريس السُلطة وشرعنتها لهم وإفلاتهم عن أي عقوبات أو مُسآلات إضافة لإظهارهم الواضح لسوء النية فيما يضمرون من خلال تسييرهم للمرحلة إلي مايتم التخطيط لها من إضاعة للوقت والتسويف وقتل للثورة ونيل شرعية ثم إما الإرتداد والإنقلاب مُجدداً تحت أي ذريعة أو إقامة إنتخابات معلوم أين ستتجه وتشويه لكامل العملية الديمُقراطية مع جر البلاد لمزيد من التدهور والإنهيار والفساد وإستمرار خط التبعية لقوي الثورة المُضادة وتحويل السُودان لولاية تابعة لتلك البلدات الخليجية أو حديقة خلفية للجارة الشمالية مصر ؟؟ إلي الرفاق في الحرية والتغيير نعلم أننا نختلف معكم وغيرنا يختلف معكم ولكل أسبابه ، لكننا مُقتنعون أن هذا التشظي ليس في صالح الجميع ولا في مُستقبل الديمُقراطية الحقيقية والتغيير في بلادنا ... نعم نحن كجزء من القوي الديمُقراطية والتقدمية مُتمسكون بالثورة والشارع والتصعيد وصولاً للعصيان والإضراب السياسي العام ومعنا آخرون في ذات الإتجاه وفي القلب قوي لجان المقاومة والقوي الثورية الحيّة ولكننا مع هذا نري في توحد الجميع حول أهداف الثورة ومواصلة خطها التصعيدي وعدم الوقوع في فخ التسوية والتفاوض مع العسكر لجلب إتفاق يُعيد ويكرر ذات سناريو الأزمة والتجربة المريرة مع ذات القتللة والجنرالات الإنقلابيون ، مع التأكيد أن من يختار مصلحته الخاصة بعيداً عن مصالح جماهير شعبنا لن يحصد غير الخذلان وإبتعاده عن مسار الجماهير ونبض شعبنا المؤمن بالثورة ومواصلتها لإقتناعه بكذب و خداع ومؤامرات العسكر الإنقلابيون وجنرالات الدم... الرفاق في الحرية والتغيير ها نحن مُجدداً ندعوكم لفعل الصواب وإخبار الوسطاء في الآلية الثلاثية والرباعية أنكم في حلٍ عن أي إتفاق مع هؤلاء القتللة والحيثيات مؤكد معلومة لهم أيضاً لأنهم أنفسهم يراقبون مايحدث ، وعليكم وبكل شجاعة وصدق مع أنفسكم مواجهة شعبنا بخطأ تقديركم وفق ماكان لديكم من محاولات للوصول لذات الأهداف ولكنها لم تكن صواباً وفي الإتجاه الخاطئ ، وتعلنون عودتكم وتنسيقكم مع بقية قوي التصعيد الثوري لإسقاط الإنقلاب ومواصلة الثورة حتي تتحقق أهدافها جميعاً... إن إستجبتم فهذا هو المقصد من هذه الدعوة وإن قررتم المواصلة في الخط المرفوض من شعبنا فعليكم تحمل نتيجته ومآلاته وفي كُل الأحوال لاتخوين لكم ولا تجريم عليكم ولكننا سنواصل مع شعبنا نحو الثورة والتصعيد حتي ننتصر... نضال عبدالوهاب ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٢
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 11 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة