نحن نتحول تحولات جذرية، وأي حركة -أقل حركة- ستعمل كرفرفة جناحي الفراشة على تغيير الإتجاه تغييرات جذرية، ولذلك فنحن في موقف صعب وحرج وجاد جداً. عقلية الإتيان بالصوارمي أو انشاء (اسم عمل) مسلح باسم درع الشمال أو السودان..الخ هذه أساليب جاءت بعد فوات الأوان. الآن اللعب أصبح على المكشوف. الأقاليم تطالب بحقوقها، انهارت المشاريع المزيفة كالمشروع الحضاري للإسلاميين، ومشروع فولكر الإمبريالي، وأي مشروع يطرح على تلك الشاكلة فهو سينهار، ليس ولو تم تقييده في مجلس الأمن كما يتخوف صلاح كرار، بل حتى لو تم تقييده في سدرة المنتهى. الطريق واضح.. ومن يستخدم أساليب مزيفة وقديمة، فهو يلعب خارج الإستاد، ويحاول تأجيل ما لا يمكن تأجيله. هذه مسألة محسومة. على هذا الأساس، فاللاعبون (الجادون) شكلوا حوائط صد لحمايتهم، بعضهم لجأ لمصر، وبعضهم حمى نفسه بالإمارات، وبعضهم بروسيا، وبعضهم بفرنسا والغرب. هؤلاء هم اللاعبون الجادون، كانوا عملاء في السر وأصبحوا عملاء في العلن.. لماذا؟ لأن الوضع لا يتحمل أي مساحيق تجميل، والمسألة أصبحت مسألة حياة أو موت، أكون أو لا أكون، ولم يعد ذلك سؤالاً شكسبيرياً، بل حقيقة وفعلاً و"بيان بالعمل". أما الحالمون، والذي يريدون تغيير الحقائق بإطلاق بالونات ملونة كمن ينشؤون درع الشمال، أو المساكين الذين لا زالوا يؤمنون بوجود ثورة، ويهرعون تحت شمس النهار الحارة للتظاهر، فهؤلاء إما مغفلون نافعون أو يرقصون خارج الزفة. نحن الآن -في هذه اللحظة- أمام نقطة تاريخية مفصلية مؤسسة على صراع حقيقي، صراع ممهور (بالدم).. وليس لعب أطفال أو مجموعة حالمين بلهاء يصرخون: وي وي وي.. هذه نقطة زمنية جادة ويجب أن يتم فهمها على هذا الاساس والتعامل معها بكل ما تتطلبه من جهد بل وقسوة على الذات وعلى الأعداء. هذه لحظة لا تصلح فيها مقولة أن "الاختلاف لا يفسد للود قضية". إذ لا مكان للتهاون في هذا الصراع. استخدام شعارات عاطفية لم تعد تجدي لا هي لله.. ولا نحن بنحبكم.. ولا أمة واحدة ذات رسالة خالدة.. ولا يا عمال العالم اتحدوا ولا غير ذلك من شعارات.. نحن في زاوية التقت فيها كل الخطوط، ويجب أن يسيطر خط واحد مبعداً الباقين من المسار. الشمال شمال الغرب غرب الشرق شرق الوسط وسط الجنوب جنوب فولكر هو فولكر الإمارات هي الإمارات مصر هي مصر روسيا هي روسيا الثروات هي الثروات والفقر هو الفقر والعملاء هم العملاء وليس ما أقوله تعريف للماء بالماء بل (هو هو). أي كل شيء كما في جوهره وحقيقته. لا يوجد لعب..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 11 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة