* بوصول السفير (جون غودفري)، تفتح الولايات المتحدة صفحة جديدة مع السودان، لكن ليس كما يشتهيها الانقلابيون، بل ستكون تفعيلا لموقفها الثابت بضرورة تنحي العسكريين وتسليم السلطة لحكومة مدنية.
* غودفري الذي يشغل منصب السفير "لأول مرة في حياته"، سيعمل جاهداً لتحقيق مواقفه التي أعلنها أمام جلسة اعتماده في مجلس الشيوخ الأمريكي بدعم الانتقال الديمقراطي في السودان، لأنها المحك لمصداقيته، وكانت خطوة ذكية منه أن يقوم بزيارة أمهات الشهداء كأول مهمة له، تأكيداً على ذلك!
* لقد حاول البعض تصوير تقديم (غودفري) أوراق إعتماده للجنرال البرهان بانه إعتراف بسلطته، ولكنها ليست سوى عملية روتينية كما جرت العادة، مهما كان الشخص الجالس على رأس الدولة.
* في تقديري الشخصي ان التوجه السياسي الامريكي الجديد نحو السودان سيعتمد النهج الذي ابتدرته مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية (مولي في) على ضوء الاجتماع الذي جمعت فيه ممثلي المكونين المدني والعسكري بمقر إقامة السفير السعودي في الخرطوم، وسيُخضع (جودفري) تحركاته الدبلوماسية لقياس وتقييم ذاتي يستهدف الآتي:
- إعادة قبول السودان لدى الاجهزة والوكالات المختلفة المعنية باتخاذ القرار داخل الولايات المتحدة، وذلك موقف ستشارك فيه مجموعة دول الترويكا والعديد من اصدقاء السودان.
- السعى لاستدامة الدعم الذي انتهجته الولايات المتحدة نحو السودان بعد التغيير الذي حدث فيه بسقوط البشير، والدأب على تقييمه وفقا لمرامي السياسة الأمريكية تجاه السودان.
- ولعل أهم الملامح ما صرَّح به (غودفري) امام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ برهن إستئناف الدعم الأمريكي للسودان بإنهاء الانقلاب وحدوث عملية انتقال ديمقراطي بقيادة مدنية وموثوق بها، مؤكداً أن بلاده ستستعمل كل الادوات لدعم الشعب السوداني في سعيه الى سودان ديمقراطي مزدهر ، تُحترم فيه حقوق الانسان.
* وقال ردا على سؤال للسيناتور الديمقراطي (كريس كونز) ــ الصديق الشخصي والداعم الأول للرئيس بايدن ــ عن إمكانية فرض عقوبات على الذين يعيقون عملية الانتقال الديمقراطي في السودان، بأنه لا يستبعد ذلك، مؤكدا بأن العقوبات أداة مهمة في يد الولايات المتحدة للدفع باتجاه الانتقال الديمقراطي، بيد أنه إستدرك كدبلوماسي متمرس قائلا، بأنه وقبل أن يوصي بفرض عقوبات يريد دراسة وطأتها على تصرفات قادة الجيش وعلى مواردهم المالية، وتأثيرها على الاقتصاد السوداني، وكيف سترتبط مع استراتيجية الولايات المتحدة الدبلوماسية بشكل عام، بما في ذلك المسار المسَّهل أمميا، مؤكدا على مواصلة الضغط على الحكومة العسكرية لتسهيل العودة الى حكومة بقيادة مدنية، وأنه سيعمل مع الشركاء للإستمرار في ذلك.
* في ذات السياق، قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية (نيد برايس)، "بإن علاقات الولايات المتحدة مع السودان تتمثل في دعم رغبة الشعب السوداني في الديموقراطية" ، وهى عبارة دبلوماسية قوية، تتطابق تمامامع الأجندة التي أعلنها السفير (جون غودفري) أمام مجلس الشيوخ الأمريكي خلال جلسة إعتماده كسفير لدي السودان، وهي بالطبع السياسة التي رسمتها إدارة الرئيس بايدن تجاه السودان.
* واضاف (برايس) ان أبرز القضايا التي تمثل أولوية للولايات المتحدة في علاقتها مع السودان تتعلق بالاستيلاء العسكري على السلطة في السودان، وملف حقوق الإنسان، والعنف ضد المتظاهرين والقيود على حرية التعبير، وان الولايات المتحدة لن تستأنف المساعدات للحكومة السودانية حتى تشكيل حكومة مدنية تحت سيطرة المدنيين، وستظل تعمل مع المجتمع المدني في مجال المساعدات الانسانية بدلاً من الحكومة، ولن تستفيد الحكومة العسكرية من أية مساعدات أمريكية، وإدانة الولايات المتحدة بشدة للعنف ضد المتظاهرين السلميين في السودان، وان مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسودان سيعتمد ويستند الي التقدم نحو تشكيل حكومة مدنية لديها مصداقية وتحت قيادة المدنيين.
* كان ذلك ملخصا لما كتبه السفير والدبلوماسي السوداني السابق (نصر الدين والي) تعليقا على عودة السفير الأمريكي الى السودان بعد خمسة وعشرين عاما من سحب الولايات المتحدة لآخر سفير لها في الخرطوم إحتجاجا على ممارسات النظام البائد، ورغم أنني أجد نفسي متفقا معه حول بعض النقاط، إلا ان الحل يجب أن يكون بأيدينا نحن لا بيد أمريكا أو غيرها، مهما خلصت نواياهم وصدق ما يقولون !
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 05 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة