لقد زاحمونا في مواسم الغفلة ،، وتكالبوا علينا من كل صوب وحدب ،، ثم تكلموا بألسنتنا وباسماءنا في المحافل الدولية والمحلية !،، وحين تكلموا لم يفقه الشعب السوداني حرفاَ واحداَ من حروفهم تلك !،، هم في عرف الشعب السوداني دخلاء وغرباء على عادات وتقاليد هذه البلاد المضيافة الكريمة ،، ولا يلتقون مع الشعب السوداني في مصير من المصائر ،، ولا في صفة من الصفات ،، كما أنهم لا يلتقون مع الشعب السوداني حول قضية من تلك القضايا المصيرية الشائكة المعقدة ،، ولا يستخدمون تلك اللغة السودانية المشوبة بالطيبة والكرم ،، ولا يتعاملون إطلاقاَ بلغة الإعراب والصرف ،، الشعب في واد يزرف دموع الأوجاع والأنات والآهات ،، وهؤلاء في واد آخر يعزفون ألحان المواجهات والمسيرات والاحتجاجات ! ،، فكيف لشعب أعزل وجائع حافي الأقدام أن يخاطر بالمستقبل والمصير ؟؟ ،، وهو يعلم جيداَ بأن هؤلاء الدخلاء الغرباء لن يبنوا بلاده في يوم من الأيام ،، ولا تهمهم كثيراَ تلك الصيحات التي تفرضها الظروف المعيشية في البلاد ،، حيث الغلاء والبلاء والارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات .
الصورة الحالية برمتها تؤكد غياب أي شكل من أشكال المفاهمة والتوافق بين هؤلاء الدخلاء وبين الغلابة من افراد الشعب السوداني ،، وتلك حقيقة تعيشها البلاد لشهور وشهور في أعقاب الانتفاضة الأخيرة ،، ولا جديد من التباشير يلوح في الآفاق ليؤكد الانفراج والخروج من أعناق الزجاج ،، والظلام الدامس يكتنف مستقبل الدولة السودانية في تواجد هؤلاء الدخلاء الغرباء ،، شعب يجاهد من أجل توفير حياة معيشية كريمة ،، وهؤلاء يجاهدون من أجل تمهيد وتوفير تلك المناصب والمكاسب السياسية الفارغة التافهة! ،، فيا ليتنا لم نلتقي مع هؤلاء الغرباء الدخلاء في يوم من الأيام !.
تلك الأسئلة الحائرة التي تدور في الأذهان في هذه الأيام هي : ( من هم هؤلاء ؟؟ ،، ومن أين أتى هؤلاء ؟؟؟ ،، و لماذا أتى هؤلاء في الأول والآخر ؟؟ ،، ومن الذي قد وجه الدعوة لهؤلاء في الأساس ؟؟ ) ،
من النكات الطريفة التي تروى أن ضيفة ( عاصمية ) قد زارت إحدى القرى السودانية في يوم من الأيام ،، وذلك لتلبية دعوة وجهت إليها من احدى الصديقات المقربات ،، وفي تلك القرية المضيافة وجهوا للضيفة دعوة للحضور في وليمة من ولائم القرية ،، في البداية أحضروا أمامها قدحاً مليئاً بطرقات الكسرى والملاح ،، ولكن تلك الضيفة العاصمية لم توازن بين الكميات المتواجدة من الطعام ،، ولكنها بمنتهى الأريحية تناولت كافة طرقات الكسرة المتوفرة في قضمتين !! ،، ثم صاحت ونادت صاحبة البيت قائلة : ( يا فلانة ، بالله عليك أسعفينا بالقليل من طرقات الكسرة حتى نتمكن ستر هذا الملاح الوافر في الإناء ،، ) وعندما ذهبت صاحبة البيت وأحضرت كمية جديدة من طرقات الكسرة وجدت أن الضيفة إياها قد شربت كافة الملاح المتواجد في القدح في جرعتين !! ،، ) ثم نادت وصاحت من جديد قائلة : ( بالله عليك يا فلانة أحضري لنا القليل من الملاح حتى نتمكن من ستر هذه الطرقات من الكسرة !! ،، وعندما أحضرت صاحبة البيت القدر المتاح من الملاح كانت المرأة الضيفة قد قضت على الكسرة المتوفرة ثم بدأت تنادي من جديد قائلة : ( بالله عليك يا فلانة أسعفينا بالقليل من طرقات الكسرة حتى نتمكن من ستر هذا الملاح الذي في القدح !،، وعند ذلك انزعجت وتضايقت صاحبة البيت كثيراَ ،، ثم قالت لتلك الضيفة المزعجة : ( هــوي يا مرة !!! إما أن تشربي الملاح وأما أن تسكبيه في الأرض !! ،، لا بارك الله فيك ولا بارك الله فيمن وجهت إليك الدعوة في الأساس !!! ) .
وبنفس القدر فإن الشعب السوداني يردد في هذه الأيام عبارات : ( لا بارك الله فيكم ولا بارك الله فيمن وجه إليكم الدعوة في الأساس !!! ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة