وصلتني رساله من الدكتور عثمان الامام المشرف المكلف بقطاع السياحة ومدير عام السياحة عن ملتقي مدراء السياحة الرقمي الاول، والذي سيعقد اليوم الثلاثاء 12 ابريل تحت شعار (بالسياحة نحقق السلام والمحبة والاستقرار السياسي والاقتصادي)، بقاعة رئاسة الهيئة القومية للمواصفات والمقاييس. تفهمت من محتوى الرسالة بأنه حضوريا لمنسوبي السياحة الاتحادية ومنسوبي ادارة السياحة ولاية الخرطوم والقطاع الخاص والاكاديميين والمهتمين وتشارك من بعد كل الولايات. ونسبة لاهتماماتي السياحية وخاصة من خلال منظمة اصدقاء السياحة السودانية واحدة من منظمات المجتمع المدني التي تنشط في مجال السياحة وتنشيط وسط الشباب والمجتمعات المحلية، وهي المنظمة التي قمت بتأسيسها عام 2002 بمدينة الرياض، وواصلت المشوار فيها من داخل الوطن اعتبارا من 2012 وحتى الآن. ولو اتحيت لي الفرصة للتحدث فسيكون محصورا في دور مؤسسات المجتمع المدني الهام في النهوض بالسياحة، بل والعمل علي نشر الثقافة السياحية بين جموع العوام من أبناء الشعب الواحد وأن تساعد الجهات الرسمية علي إيجاد حلول لمشاكل القطاع السياحي. فدور هذه المؤسسات لا يتوقف عند الآثار الإجتماعية والثقافية بل يمتد ليشمل كل نواحي النهضة السياحية وتأثير ذلك سلبا وايجابا علي المجتمع. فلقد ارتبطت السياحة منذ إنتشارها كصناعة إقتصادية عظيمة الفائدة بقطاعات أخري عديدة التي نعرفها بشركاء السياحة، فعملت علي نمو تلك القطاعات ومنها قطاع الحرف اليدوية كالنقش علي النحاس والذهب مما حافظ علي تلك الصناعات من الإندثار، وتجربة البازارات خير مثال في ذلك. ومؤسسات المجتمع المدني تضرب بجذورها في تاريخنا الإسلامي والعربي، بل أكاد أؤكد أن حضارتنا العربية هي من أرست أول مباديء مؤسسات المجتمع المدني للحضارة الانسانية، وتجربة النفير في المجتمع السوداني خير مثال على ذلك. والعالم إعترف بدور منظمات المجتمع المدني كشريك في عملية التنمية، شريطة ألا تكون موجهة أو تخدم فكرا أو خططا ضد الدولة أو المجتمع، ولها مزايا تساعدها في القيام بمهامها في سهولة ويسر مما يجعلها تتفوق علي المجهودات الحكومية في بعض الأحيان. من تلك المزايا الهامة أن منظمات المجتمع المدني تتعامل بمرونة في الإستجابة للطلبات المقدمة إليها بعيدا عن الروتين الحكومي الممل القاتل، كما أنها علي تماس مباشر بالمواطن مما يجعلها قادرة علي التأثير المباشر عليه. من هنا يبرز لنا الدور الذي يمكن أن تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في تنمية القطاع السياحي وألخصها في عدة نقاط وتشمل: إبتداع وسائل تسويق وترويج غير نمطية، ولقد شاهدنا ذلك عبر وسائط الإعلام الحديث والذي تطور إلى ما يعرف بالسياحة الرقمية، ولقد تستطيع بعض منظمات المجتمع المدني إستضافة بعض الوفود من منظمات المجتمع المدني المثيلة لها في دول اخري لتبادل الأفكار والخبرات. لها دور مراقبة جودة الخدمة المقدمة للعميل وتقديم تقارير فورية للجهات الحكومية المسؤولة، مع عمل الدراسات والبحوث الخاصة بصناعة السياحة وتقديمها إلي صانع القرار، بجانب تدريب وتثقيف قطاع عريض من المواطنين وبخاصة المجتمع المحلي بأهمية القطاع السياحي في ضخ رؤوس الأموال للدولة مما سيعود على الجميع بخير وفير. لها دور الهام في العمل علي جعل مهنة وصناعة السياحة نشاط إجتماعي وثقافي، مع تحليل المعطيات وحصر التحديات التي يواجهها القطاع السياحي وتقديم الحلول المناسبة للجهات الحكومية المسؤولة. الاسهام في تغيير أية صورة سلبية عن المجتمع أو العاملين بالقطاع عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة والتكنولوجيا الرقمية، والعمل بكل قوة علي نشر ثقافة قبول الآخر بين أوساط الشباب والمجتمع بصفة عامة. هكذا يتبين لنا أن منظمات المجتمع المدني يمكن أن يكون لها دور هام في تطور الصناعة، وفي إضافة مفاهيم جديدة عن جدوي صناعة السياحة وخاصة بين أوساط الشباب فالسياحة لا تقتصر أهميتها علي الجوانب الاقتصادية فقط، ولكن هناك جوانب اجتماعية وثقافية وبيئية أخري يجب الإلتفات إليها. المهم أن تكون منظمات المجتمع المدني نفسها مؤهلة للقيام بدورها تجاه صناعة السياحة، وألا يكون الأمر بالنسبة للقائمين عليها مجرد وجاهة إجتماعية. لابد ان يتم التشاور مع المنظمات غير الحكومية بشأن السياسات والبرامج السياحية المستهدفة وأن يتم الإستجابة لتوصيات المنظمات المدنية حتي لا تصاب باليأس فتتوقف عن مواصلة دورها التثقيفي والتنويري فيخسر القطاع السياحي الكثير من المزايا النسبية التي تقدمها هذه المؤسسات دون مقابل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ghariba
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست