تلك الأفكار اليمينية أو اليسارية قد فرضت علينا غصباَ وحبراَ في مراحل تجاربنا الطويلة ،، وقد عايشناها خطوة بخطوة ونحن نزرف الدموع ،، ولا مجال لهؤلاء الإخوان أن يعيدوا تلك الأفكار البالية المتطرفة مرة أخرى في بلاد السودان ،، لقد خضنا تجربة التوجهات الفكرية المعتدلة والمتوسطة في الكثير من مسارات نضالنا ،، وبنفس القدر قد خضنا تجربة اليسار المتطرف في حياتنا ،،حيث خضنا تجارب الإشتراكية والشيوعية المعلنة المتطرفة البواح ،، وقد تمكنا في مرحلة من المراحل أن ننتزع تلك الحقوق الخاصة للأثرياء وللشركات الغنية ،، وقد خضنا تجارب الشيوعية السافرة البواحة بطريقة قد فاقت تقديرات ( كارل ماركس ) نفسه ! ،، وبطريقة قد أذهلت ( لينين ) نفسه في بلاد روسيا !! ،، ثم لم تجلب تلك التجارب ( السودانية ) إلا المزيد والمزيد من التدهور والتراجع والانهيار السريع في كافة مجالات الحياة ،، وكانت المحصلة المميتة لتلك التجربة في نهاية المطاف تلك المذبحة الرهيبة والجريمة الكبيرة التي قد وقعت في بيت الضيافة بالقصر الجمهوري ،، وحينها قد اكتسحت نفوس الشعب السوداني غضبة كبيرة وجرح غائر لا يندمل مع مرور السنوات ،، ثم كانت تلك التصفيات الكبيرة والشنيعة التي طالت كبار قادة الحزب الشيوعي بالبلاد .
وبنفس القدر فإن جماعات الأفكار اليمينية والدينية بدولة السودان قد مارسوا أشكال وألوان التطبيقات اليمينية في مراحل التجارب بالسودان ،، وفي مرحلة من مراحل المسار قد زعموا بأنهم بمثابة الرسل والأنبياء في توجهاتهم وأفكارهم ،، ورغم ذلك فإن تجاربهم تلك قد شابها العديد والعديد من مظاهر الفساد والإفساد ،، تلك المظاهر المهلكة التي تخالف كلياً توجهات وإرشادات ذلك الدين القويم ،، وبنفس القدر قد نالوا غضب وسخط الشعب السوداني في نهاية المطاف .
الشعب السوداني يقف حالياَ ي عند الأعتاب والأبواب لخوض تجربة جديدة في مسار البلاد ،، والمضحك في الأمر أن أصحاب تلك الأفكار اليسارية واليمينية المتطرفة يروجون في هذه الأيام لتسويق تلك الأفكار في الأسواق السودانية !! ،، ويجهلون أو يتجاهلون كلياَ بأن الشعب السوداني هو صاحب تجارب سابقة ولا يمكن له أن يلدغ من نفس الجحور مرة أخرى في أي وقت من الأوقات ،، وحين يجتهد ذلك الشيوعي المتطرف أو يجتهد ذلك الإسلامي المتطرف فإن الرد الطبيعي أن يقال لهم : ( أمطرونا بالسكوت ،، أو ألعبوا بغيرها من الأفكار والتوجهات !! ) ،، ولا يمكن للشعب السوداني أن يمارس مهزلة ( الاتحاد الاشتراكي ) التي قد جرت في هذه البلاد في يوم من الأيام ،، وكذلك لا يمكن للشعب السوداني أن يمارس مهزلة ( التوجه الحضاري الجديد ) ثم ذلك الحصار الدولي المميت ،، فالعاقل لا يجرب المجرب والكيس لا يقيس المقيوس !! ،، وهو ذلك الشعب الذي يرفض كلياً تلك الأفكار والتوجهات اليمينية أو اليساريية المتطرفة في أي وقت من الأوقات ،، وعلى تلك الأحزاب السودانية أن تتحرى الاعتدال في برامجها وتوجهاتها حتى تكسب الأصوات الجماهيرية عند صناديق الاقتراع في السنوات القليلة المقبلة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة