منذ الإطاحة بالبشير في 11 أبريل 2019، تسلم زمام الأمور في البلاد نخبة من العسكريين والمدنيين بعد إنشاء مجلس سيادي انتقالي ولعل من أبرز هذه الأسماء التي تولت الحكم منذ ذلك الحين عبد الفتاح البرهان وعبد الله حمدوك، ولكن حبّ البرهان للتفرد بقرارات الحكم والسلطة في البلاد جعله يحّل مجلس السيادة في 25 من أكتوبر الفارط وعزل عبد الله حمدوك وكثير من السياسيين البارزين، و لم تطل سياسة العزل هذه إلا المدنيين، فقد قام بعد ذلك بشهر فقط بإحالة العشرات من قيادات الأمن والمخابرات برتبتي لواء وعميد في السودان للتقاعد وعلي رأسهم رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية ومدير جهاز المخابرات، في حين تم تعيين الفريق أحمد مفضل مديراً لجهاز المخابرات العامة، وتسمية اللواء هشام حسين نائباً له. إن هذه الإحالات للتقاعد في جهاز حساس كالمخابرات العسكرية والعامة يهدف إلي التخلص من كل من يشكلون خطرا علي بقاء البرهان في السلطة، كما أن تعيينه لقيادات موالين له سيخوّل له التحكم بالجهاز بيد من حديد وهو ما يمكّنه من السيطرة الفعلية علي الحكم، والتخلص من منافسيه ومعارضيه بمساعدة هذا الجهاز. وفعلا قد تم تفعيل جهاز المخابرات مؤخرا وإعادة له كل الصلاحيات التي كانت قد سحبت منه في وقت مضي، والهدف التالي بعد حمدوك والذي بدأ البرهان يري فيه مصدر ازعاج وقلق هو حمدان دقلو المدعو حميدتي، حيث أن تحركات حميدتي في كافة أرجاء الوطن وزياراته الهادفة لإصلاح الوضع في السودان وقيامه بإصلاحات إقتصادية من شأنها النهوض بإقتصاد الوطن علي غرار مكافحة تهريب الذهب ومحاكمة المسؤولين علي ذلك، أثار غضب البرهان الذي كان متورط في قضية تهريب الذهب من قبل وبات يري في حميدتي مصدر تهديد لوجوده في السلطة. فقرر البرهان تسخير جهاز المخابرات في رصد تحركات حميدتي ومراقبة كافة أنشطته وحساباته المالية ومصادر دخله، مستعينا أيضا بمخابرات غربية لمدهم بكافة المعلومات حول حميدتي، في محاولة لتشويه سمعته وتوريطه في قضايا تمس شخصه وهو ما سينعكس سلبا عليه داخيا وخارجيا مؤديا بذلك إلي المطالبة بعزله من منصبه، وهو ما يطمح إليه البرهان، أي افتعال واختلاق مشاكل تمس بسمعة حميدتي لحث الرأي العام الوطني والعالمي علي إبعاد حميدتي من السلطة. كما يتجلي ذلك أيضا في الدفع بحميدتي في القضايا الداخلية للوطن والمستعصية الحل تلك المتعلقة بالأزمة الإقتصادية والإجتماعية، وذلك لإضعاف موقفه وإظهاره كفاشل في حل هذه المشاكل التي هي في الحقيقة مخلفات سياسة البرهان الفاشلة في البلاد، وبذلك ستتعالي الأصوات بإبعاد حميدتي عن السلطة وبأنه لا يقدر علي معالجة الأزمات التي يمر بها السودان وهذا ما يبحث عنه البرهان الذي سرعان ما سيقوم بتنحية حميدتي من السلطة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/01/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة