لقد تعود تلفزيون السودان أن يقدم برنامجاَ باسم ( المشهد ) .. وفي ذلك البرنامج تعود مقدم البرنامج أن يستضيف الوزراء وكبار المسئولين بالدولة ،، وطوال الحقلقات التي أعقبت الانتفاضة الأخيرة فإن مقدم البرنامج تعود أن يكرر ذلك الئسؤال البديهي المكرر والممل غاية الإملال ،، حيث ذلك السؤال التقليدي : ( كيف الخروج من تلك الأزمة السياسية الراهنة التي تمر بها البلاد منذ الانتفاضة الأخيرة ؟؟؟ ) ،، وفي كل الحلقات يجتهد هؤلاء المسئولين بإبداء الآراء الشخصية بمنتهى الصراحة والجرأة ،، ورغم ذلك فلم يتواجد في تلك الحلقات ذلك المسئول أو ذلك الوزير الذي يشرف المقام ويشرف الشعب السوداني !! .. بل في كل المرات والحلقات هي تلك الكلمات الإنشائية المفرطة التي لا تقدم ولا تؤخر ،، وهي تلك الأسطوانة المشروخة الممجوحة بكثرة الاستخدام والتي ظلت تستخدم بدولة السودان منذ أكثر من ستين عاماَ بعد الاستقلال ،، ولم يأتي مسئول سوداني واحد بتلك الجملة الواحدة المفيدة التي تمثل الترياق الشافي وتبرد القلوب ،، والتي يحسن السكوت عليها دون المزيد من الحوار والنقاش !! ،، مجرد ثرثرة في ثرثرة في ثرثرة كعادة أبناء السودان !!!!!!
وفي الحلقة الأخيرة من برنامج ( المشهد ) كان اللقاء والحوار مع السيد وزير المعادن : ( محمد بشير عبد الله ) ،، وكان المشاهدون في تشوق شديد لمعرفة تلك الحقائق الهامة حول تعدين ( الذهب ) بالسودان وكذلك كانوا متشوقين للغاية لمعرفة المزيد والمزيد حول تلك الشائعات التي تتحدث عن تهريب الذهب السوداني ،، وعن تلك الشائعات التي تتحدث عن حالات الفوضى التي تواكب استخراج واستغلال ذلك المعدن النفيس !،، ولكن مع الأسف الشديد فإن ذلك الوزير المحترم قد خذل المشاهدين بطريقة قد أدمعت العيون وأبكت الصدور !! ،، ولم يأت بجملة واحدة تفيد وتجيب على أسئلة المشاهدين !! ،، وخاصة لم يتمكن ذلك الوزير من تفنيد تلك الشائعات التي تتحدث عن حالات الفوضى والتسيب والتهريب المكثف التي تواكب ذلك المعدن النفيس !! ،، ومجرد الحوار واللقاء مع ذلك الوزير قد أثبت للمشاهدين بأن دولة السودان من عيوبها الأساسية وضع الرجل الغير مناسب في المناصب الهامة والحساسة بالدولة !! ،، وذلك الرجل في ذلك اللقاء قد أثبت بأنه يجهل الكثير والكثير من تلك الأسرار الخطيرة والخطيرة للغاية التي تدور وتمارس حول تعدين وتسويق وتهريب ذلك المعدن الغالي النفيس ،، والموجع في الأمر أن ذلك الوزير قد أظهر في اللقاء والحوار نفس ( البرودة ) التي قد عرف بها الدكتور ( عبد الله حمدوك ) في بدايات الحكومة المؤقتــة ،، حيث تلك البرودة المفرطة التي لا تليق إطلاقاَ بالأنفاس الثورية الشبابية الطموحة !! ،، البلاد تنوء بالأزمات وبحالات التهريب والسلب والنهب والغلاء والبلاء وأمثال هؤلاء المسئولين والوزراء يواجهون تلك الأحداث والأزمات والشائعات بمنتهى البرودة وقلة الاهتمام !،، ثم يبشرون الشعب السوداني بأنهم سوف يعبرون بالبلاد لبر الأمان !!!! ،، والشعب يعرف جيداَ أن الأوضاع السودانية الحالية في حاجة شديدة لنوع من الغربلة والزلزلة الثورية العارمة دون تلك المماطلات والتسويف ،، وبالمختصر المفيد فإن الأوضاع السودانية الحالية في حاجة شديدة لتلك الدماء الثورية الشابة الحماسية ،، ولا تنفع معها إطلاقاَ تلك الكلمات الإنشائية الفارغة الباهتة !! ،،
يا وزير المعادن المحترم : هل تدري أن الذهب السوداني يعاني من الفوضى في الكثير والكثير من المراحل ؟؟ ,, وهو يمثل تلك السلعة السائبة التي يتلاعب بها كل من هب ودب من أبناء السودان وغير ابناء السودان !! ،، ويقال أن معدن الذهب السوداني يتداول في الكثير من أسواق العالم ،، وخاصة أسواق دول أوربا !! ،، وكذلك يقال أن هنالك عصابات دولة متخصصة في تسويق الذهب السوداني ،، وكل ذلك يجري ويحدث في غياب السلطات السودانية الي يمثلها أمثال وزير المعادن السوداني المحترم !!!!!!!! ,, وكم كان يسعد الشعب السوداني لو أن وزير المعادن قد أعلن في يوم من الأيام بأنه قد تمكن من القبض على عصابات تقوم بتهريب الذهب السوداني ،، وبأن المحاكم السودانية قد أعدمت هؤلاء المهربين !!!!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست