أين نـــزعــة المروءة والشهامة يا شعب الســودان ؟؟
إظهار المودة والتعاطف كان من صفات الشعب السوداني ،، والوقوف بجانب الضعفاء عند المحن والزنقة أيضاَ كان من صفات الشعب السوداني ،، ومساعدة النساء والأطفال والشيوخ الكبار في لحظات المحن والضائقة والحاجة أيضاَ كانت من صفات الشعب السوداني ،، ولكن مع الأسف الشديد فقد تبدلت الأحوال في هذه الأيام ،، وقد تلاشت في المجتمعات السودانية صفات المروءة والشهامة والرجولة والنخوة !،، وقد أصبح من المألوف والشائع والمعتاد في هذه الأيام أن يستغيث المستغيث ولا يجد من يبالي أو يهتم !! ، ومن تلك المظاهر الشائعة في هذه الأيام أن تستنجد وتصرخ المرأة المسنة الضعيفة ولا تجد من يدافع عنها !! ،، أو أن تستنجد وتصرخ الفتاة الصغيرة ولا تجد من يدافع عنها ،، أو أن يستنجد الشيخ الكبير أو الطفل الصغير في المرافق العامة أو في الأسواق أو في الشوارع أو في الطرقات العامة ثم لا يجدون من يهب من الناس للنجدة والمساندة !!.
قد أصبح من المظاهر المألوفة الشائعة في هذه الأيام أن يعتدي المعتدون على الضعفاء من النساء والفتيات الصغيرات بمنتهى الجرأة والحقارة جهاراَ ونهاراَ أمام الخلائق في المرافق العامة والأزقة والطرقات ثم لا يتدخل أحد من الناس للنجدة والمساعدة !! ،، والأخطر من كل ذلك أن هؤلاء المعتدين يتحدون بجرأة شديدة ويلوحون بالأسلحة ليخيفوا كل من يحاول الدعم والمساعدة !،، وحين يستنجد البعض بالشرطة وبرجال الأمن في البلاد فإن هؤلاء يسخرون ويتهكمون بالقول : ( تلك هي المدنية التي طالبتم بها ،، وتلك هي نتائج الإسقاط للنظام البائد !! ) ،، ولا يبادرون إطلاقاً لأداء واجب الوظيفة المنوطة بهم ،، ومن الحكاوي الطريفة أن أحد الشيوخ الكبار قد أستنجد الناس الذين يتواجدون بالقرب ثم استنجد بالمارة ،، وحين لم يجد من يسانده من أهل المروءة والنخوة والرجولة والشباب أخرج مسدساَ من جيبه ثم أطلق رصاصة في الهواء ،، وعند ذلك فقط فر الجناة والمعتدون من ساحة المسرح ،، ولكن لم ينتهي الأمر عند ذلك الحد ،، فقد تم اعتقال ذلك الشيخ المسن من قبل رجال الأمن بحجة أنه يحمل سلاحاَ وهو لا يملك التصريح بحمل الأسلحة النارية !! ،، وكذلك بحجة أنه لا يجوز له أن يطلق الرصاص في الهواء !!!!،، فكأن رجال الأمن والشرطة يدافعون عن المجرمين ولا يدافعون عن الضعفاء من الناس !!
ومن المظاهر الشائعة في هذه الأيام أيضاَ أن أغلب الناس بالعاصمة المثلثة يفكرون في شراء واقتناء الأسلحة النارية مثل ( المسدسات والكلاشن وخلافها ) ،، وذلك بأية وسيلة ممكنة ومتاحة رغم ذلك الغلاء الكبير في أسعار تلك الأسلحة !،، وكل ذلك بقصد الدفاع عن الأنفس عند حالات الشدائد والمحن والخطف والبطش !،، وبالمختصر المفيد لا يمكن الاعتماد فقط على الصرخات والنجدة والاستجداء بأهل المروءة والشهامة والرجولة كما كان يحدث في الماضي ،، فهؤلاء أهل المروءة عند المحن والشدائد قد أصبحوا نادرين ندرة ( ألبان العصافير ) في هذه الأيام !! ،، وتلك الخلائق التي تعج بها المجتمعات السودانية في هذه الأيام مجرد خلائق يعادل الدمى والعدم عند الحاجة والمحن ،، ويعادلون الرمم وزبد البحار في الفارغة !! ،، أناس يرون ويشاهدون المعتدين على الضعفاء أمامهم ثم لا يبالون ولا يتحركون إطلاقاَ للنجدة والمساعدة !!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة