يسمي ذلك نضالاَ وكفاحاَ أم يسمي ذلك انتحارا يخالف الدين والشريعة ؟؟
الأم المفجوعة كانت تبكي بمرارة وحسرة شديدة ،، والأخت المكلومة كانت تحكي تفاصيل القصة للمعزات وهي تزرف الدموع الغزيرة ،، قالت : قبل أيام قليلة جاءت إلى بيتنا بأم درمان سيارة الشرطة الرسمية ،، وكانت تحمل في جوفها مجموعة من رجال الأمن والعسكر والشرطة ،، وكانوا في غاية الانزعاج ،، طرقوا باب المنزل ثم تحدثوا مع أفراد الأسرة وفيهم الأب والأم والإخوان والأخوات والمعارف والأهل ،، وقالوا بالحرف الواحد : ( نحن جئنا هنا من أجل ولدكم فلان ،، فهو في هذه الأيام من النشطاء الذين يقودون المظاهرات ،، ويتعمد كثيراَ أن يسيء لرجال الأمن ويتشاجر معهم !! ،، وقد أصبح معروفاَ لدى رجال الأمن بأنه من المشاكسين الذين يجاهرون بالعداء الصريح للأجهزة النظامية ،، ويسبون لرجال الأمن بتلك الألفاظ الجارحة البذيئة ،، وقد تطاول كثيراَ وخرج عن المألوف عن مسالك الأدب المطلوب ،، وفي الكثير من الأحيان هو يرجم رجال الأمن بالحجارة وبالبمبان المسترجع !! ،، وقد طلبنا منه مراراَ وتكراراَ أن يكف عن تلك الممارسات العدائية القبيحة ،، وحذرناه مراراَ وتكراراَ من مغبة ومخاطر تلك التصرفات الطفولية الصبانية الغير حكيمة ،، ولكنه تمرد وأبى أن يستمع لتلك النصائح العديدة ،، وقد حذرناه كثيراَ بأنه سوف يقتل ويصفى في وضح النهار إذا لم يلتزم الأدب مع السلطات ورجال الأمن ،، ونحن جئنا هنا اليوم لمنزل ذلك الشاب لنحذير أهله وأسرته من مغبة العواقب والمخاطر الوخيمة إذا لم يتأدب ذلك الشاب فلان ابن فلان ،، وإذا لم يتمكن أسرته من ايقافه عند حده ،، وبعد ذلك رحل رجال الأمن عن البيت ،، وعند ذلك اجتهدت الأسرة كثيراَ في اقناع الابن ليتوقف عن تلك المواجهات ضد رجال الأمن في البلاد ،، وقد قدمت النصائح تلو النصيحة لذلك الشاب المتهور ،، ولكن ذلك الشاب لم يبالي إطلاقاَ بتلك النصائح ،، وقد قاوم وتحمس كثيراَ للاشتراك في تلك المسيرات اليومية ،، ثم فجأة قتل بالرصاص في إحدى المواجهات والمسيرات ،، سقط ذلك الشاب بالرصاص الحي في خضم المواجهات مع السلطات ،، وكان مقصوداَ من قبل رجال الأمن الذين أصابوه مباشرةَ بطريقة متعمدة للغاية ،، وقد استشهد ذلك الشاب حين تلقى رصاصة كاتمة قد انفجرت في داخل الجسم فيما بعد ،
كان ذلك المصير متوقعاَ !! وخاصة وأن رجال الأمن قد أنذروا ذلك الشاب مراراَ وتكراراَ ،، وكذلك قد أنذروا أسرة ذلك الشاب المتحمس المتهور ،، والسؤال الذي يدور في الأذهان هو : ( هل مثل تلك المواجهات مع رجال الأمن والسلطة رغم التحذيرات العديدة بالقتل والموت والتصفية تمثل كفاحاَ ونضالاَ وتمثل شهادة في سبيل الله أم أنها تمثل نوعاَ من ( الانتحار ) وقتل النفس التي حرمه الله كتابه الكريم ؟؟؟؟ ) . الأهل والأسرة والأب والأم والإخوان والأخوات في الغالب الأعم هم الذين يتجرعون كؤوس المرارة والحسرة والأوجاع في نهاية المطاف حين يفقدون فلذات أكبادهم في تلك المواجهات ،، ويقال ان عدد الشهداء قد بلغ 72 شهيداَ حتى يوم أمس ،، ومازالت مسيرات الاحتجاج والمواجهات تجري في البلاد ،، ولا تلوح في الآفاق بوادر لوقف تلك المواجهات الغير حكيمة والغير عادلة والغير منطقية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة