المطلوب الحقائق يا السيد ( نبيل أديب ) وليست التبريرات !!
تلك العناوين البارزة في هذه الأيام تقول أن السيد : ( نبيل أديب ) قد قال صراحة : أن ( حالة حقوق الإنسان في البلاد تمر بأزمة !!! ) ،، وبالنسبة للشعب السوداني فإن تلك الحقيقة ليست بالخافية التي تستدعي التصريح والتوضيح من قبل جهة من الجهات ،، أو من قبل شخص من الأشخاص !!، فهي تلك الحقيقة التي يعيشها الإنسان السوداني منذ فجر الاستقلال لأكثر من ستين عاماَ !!،، وقد أثبتت التجارب السودانية بأن العدالة السودانية لا تقوم بواجباتها ،، ولا تلاحق المجرمين والفاعلين في أي وقت من الأوقات .
والمحصلة المؤلمة الموجعة المؤكدة عن تلك الحقيقة كانت ومازالت أسبابها التهاون المفرط وعدم الملاحقة والجدية من قبل الشعب السوداني ومن قبل أجهزة العدالة بدولة السودان ،، وتلك الحقيقة هي السائدة في البلاد منذ استقلال البلاد ،، وبالتالي فإن الشعب السوداني لا يحتاج لمثل تلك التنبيهات من قبل السيد ( نبيل أديب ) .، ومن أولى واجبات أجهزة العدالة في البلاد أن تلاحق وتحاكم وتحاسب كل من يرتكب جريمة من الجرائم ،، ومنذ فجر الاستقلال قد وقعت في البلاد العديد والعديد من تلك الجرائم الكبرى ،، والتي لم تجد العدالة والمحاكمة والقصاص ،، ومن أولى تلك الجرائم : ( أحداث أول مارس ) المشئومة التي جرت بالخرطوم في بدايات الخمسينات ،، ومن تلك الجرائم الكبرى أيضاَ : جريمة أحداث : ( عنبر جودة )المشئومة ،، تلك الجريمة البشعة التي وقعت في عهد الحكومة الأولى في البلاد ،، ومن تلك الجرائم الكبرى أيضاَ جريمة المذبحة الجماهيرية التي وقعت أمام القصر الجمهوري في خضم المواجهات مع الفريق ( إبراهيم عبود ) ،،ومنها جريمة المذبحة الفظيعة التي وقعت في بيت الضيافة بالقصر الجمهوري في خضم محاولة إسقاط نظام ( النميري ) ،، وفي الختام منها تلك الجريمة والمذبحة الكبرى التي وقعت للثوار الأبرار في ساحة الاعتصام بالقرب من ( القيادة العامة ) في خضم المواجهات مع نظام البشير البائد ،، وهي تلك الجريمة البشعة التي يتولى أمر التحقيق فيها حالياَ السيد ( نبيل أديب ) ،، ومازالت جرائم القتل والإبادة للمواطنين الأبرياء تحدث بدولة السودان يومياَ في هذه الأيام بأيدي القوات النظامية ،، وبنفس القدر مازالت العدالة السودانية عاجزة كلياَ أن تقوم بواجباتها كما يفترض بها ،، وكما يحدث في دول العالم الواعية المتقدمة من حولنا !! ،، ومن سخرية الأحوال أن يكون السيد ( نبيل أديب ) هو صاحب تلك التصريحات النارية في هذه الأيام !! ،، والشعب السوداني يعتقد جازماَ بأن السيد ( نبيل ) قد عجز كلياَ عن أداء تلك المهمة الموكلة إليه ،، ولم يستطع أن يقدم للشعب السوداني نتائج تحقيقاته رغم مضي العديد والعديد من الشهور !،، وكذلك لم يستطيع أن يقدم للشعب السوداني أسماء تلك الجهات والأفراد الذين اشتركوا في تلك المذبحة البشعة ،، ثم فجأة كانت تلك التصريحات الإنشائية الواهية من قبل السيد نبيل !! ،، ويبدو أن السيد ( نبيل أديب ) يريد بتلك التصريحات أن يتخذ :( حقوق الإنسان الضائعة في السودان ) شماعة وذريعة لتغطية عجزه وفشله في أداء المهمة ،، ويريد من الشعب السوداني أن يجمع الإخفاق الحالي لأجهز العدالة السودانية مع الإخفاقات التاريخية السابقة !! ،، ولكن الشعب السوداني في هذه المرة قد عزم جدياَ لإقامة العدالة بدولة السودان ،، ولن يسكت ويتساهل مع تلك الجرائم البشعة كالعادة ،، وهو ذلك الشعب السوداني الذي مازال ينتظر نتائج التحقيقات من قبل لجنة ( نبيل أديب ) الموقرة ،، وعلى السيد نبيل أن يؤدي الأمانة بكل مهنية وإخلاص وتفاني ،، وأن يخلص ذمته أمام الله وأمام الشعب السوداني ،، وذلك بتقديم المجرمين إلى ساحات العدالة والقصاص والمحاكمات .، فإذا تحقق ذلك الأمر فإن السيد ( نبيل ) هو أول سوداني يدافع عن حقوق الإنسان بدولة السودان منذ فجر الاستقلال .
وبغير تلك الخطوات الايجابية الفاعلة فإن الشعب السوداني لا يريد إطلاقاَ أن يستمع لتلك الترهات وتلك التصريحات الإنشائية الغوغائية الفارغة من أحــد !!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست