ليس مـن أجــل عيـوننا ولكن لتحقيق أهداف ومصالح يرونها !!
من الحكم العميقة يقال : ( عين القطة لا تبكي حسرةَ على الإناء المكسور المغلوب ولكنها تبكي حسرة على اللبن المسكوب !! )،، وتلك القوى العالمية التي تتدخل بطريقة أو بأخرى في شؤون السودان الداخلية لا تبكي شفقةَ ورحمة من أجل عيون السودان ، أو من أجل عيون الشعب السوداني ،، ولكنها تبكي شفقة ورحمة على أطماع تريد تحقيقها في مستقبل السنوات !! ،، فهي تعرف جيداَ مقدار أهمية موقع السودان الجغرافي ،، كما أنها تعرف جيدا مقدار الثروات والخيرات والمعادن التي تملكها دولة السودان أكثر من معرفة الشعب السوداني لتلك الأهمية !!!.
وفي هذه الأيام بطريقة مربكة ومحيرة للغاية تتهافت تلك الدول وتتدخل في الشئون السودانية دون أية اعتبارات لمناسك السيادة ودون أي احترام لكبرياء الشعب السوداني !،، فنجد أن الروس يهتمون بتلك المجريات والأحداث التي تدور في السودان !! ،، وبنفس القدر نجد الأمريكان يهتمون بتلك لأحداث والمجريات ،، والحال كذلك بالنسبة لدولة ( الصين العملاقة ) ،، رغم أنها تتدخل بطريقة فيها الكثير من التحفظ ،، والأمر كذلك بالنسبة لدولة ( اليهود ) ،، وهي تلك الدولة التي تتدخل بطريقة جريئة للغاية في الشئون السودانية في هذه الأيام ،، وتلك الدولة اليهودية كان محروم عليها التدخل في الشئون السودانية منذ استقلال البلاد ,, وكانت لا تجد السانحة في ذلك لمواقف الشعب السوداني البطل ،، ولكن جاء ذلك المتخاذل ( عبد الفتاح البرهان ) في آخر الزمان ليسود ويلطخ سيرة نضال ومواقف الشعب البطولية في مؤازرة القضية الفلسطينية العادلة ،، ومن مهازل هذا العصر العجيب أن دولة الإمارات العربية أيضاَ تتدخل في الشئون السودانية رغم حجمها ومقدراتها المتواضعة !! ،، وكذلك دولة مصر المجاورة ! ،
تلك الدول كافة تعرف أسراراَ عن أهمية وثروات دولة السودان في المستقبل ،، وهي أسرار مع الأسف الشديد يجهلها الشعب السوداني الذي يقال عنه أنه شعب فاهم وواعي للغاية !! ،، شعب يطرق الطرقات بالأقدام ذهاباَ وإياباَ لشهور وشهور في مسيرات مجهولة الأهداف ،، ويفقد القتلى من الشباب بالعشرات يومياَ ثم يدعي بأنه يحقق الانتصار !! ،، ولا تلوح في الآفاق أية علامة من علامات النصر والانتصار !! ،، مجرد أوجاع وآلام وبكاء ودموع يتجرعها الشعب السوداني بأسباب شرذمة من الجهلاء !! ،، وبأسباب هؤلاء الجهلاء من الشباب تتدخل تلك الدول الطامعة في الشئون السودانية الداخلية ،، وهي تلك الدول التي كانت تعمل ألف حساب في الماضي خوفاَ من أبناء السودان ( العباقرة ) في مجال الدبلوماسية والمناورات السياسية الداخلية والعالمية .
والخلاصة يجب أن يفهم الشعب السوداني بأن تلك القوى الدولية التي تتهافت للتدخل في الشئون السودانية لا تتهافت من أجل خاطر وعيون الشعب السوداني ، ولكنها تتهافت وتتدخل لحاجة في نفسها ولغاية تريد تحقيقها في مستقبل السنوات !! ،، وجوهر الأمر برمته يكمن ويطابق مع تلك الحكمة العميقة التي تتحدث عن (عين القطة حين تبكي عن اللبن المسكوب !!! .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست