القوى السياسية السودانية لم تكن مهيأة ومؤهلة ومستعدة كامل الاستعداد لتحمل مسئولياتها في وقت من الأوقات ،، وطوال مراحل تجربة الحكم بالسودان منذ استقلال البلاد كانت تلك القوى السياسية تمثل النكبة الكبرى التي تعيق تقدم البلاد ،، وقد تجلى عجز وفشل النخب السياسية السودانية بطريقة فاضحة ومخزية في أعقاب الانتفاضة الأخيرة !! ،، وهي تلك الفترة الهامة التي كانت البلاد فيها في أشد الحاجة للمواقف الرشيدة لأبناء السودان المثقفين ــ ولكن مع الأسف الشديد لا توجد في الساحات السودانية حالياَ تلك القوى السياسية التي يمكن أن تنقذ البلاد من محنة الانهيار والتلاشي ،، والمضحك في الأمر أن الجميع حالياَ ينتظر ويتوقع من هؤلاء الشباب الصغار الثوار أن يحملوا أعباء المرحلة الحالية المعقدة الصعبة !! ،، وهي تلك الأعباء التي عجز عنها الكبار في القوى السياسية السودانية ،، فإذا عجز الكبار عن حمل الأمانة لأكثر من ستين عاماَ فمن باب أولى أن يعجز هؤلاء الصغار ،، وخاصة وأن هؤلاء الصغار لهم العذر كل العذر ،، حيث يفتقدون الخبرة والتجارب السياسية الكافية ،،
،، وأحوال هؤلاء الضعفاء من المثقفين السودانيين الذين يمثلون تلك القوى السياسية حالياَ كحال ذلك المريض الذي يسرق الكفن من الميت !! ,,والنتيجة أن الميت لا يملك الحيلة !!،، كما أن السارق لا يملك الحيلة بدوره !! ،، فقد ضعف الطالب والمطلوب !! ،، والخاسر في تلك المعمعة في الأول والأخير هو ذلك السودان !!.. حيث أن البلاد تتراجع في غياب تلك القوى السياسية الماهرة الرشيدة ،، وتلك القوى السياسية المتوفرة حالياَ في الساحات السياسة هي مجرد ألسنة فارغة تجيد الثرثرة !! ،، وقد جاء الوقت للشعب السوداني لكي يستلف قوى سياسية ماهرة من تلك الدول المتجاورة ،، فتلك الدول تملك ما يكفي من القوى السياسية الماهرة ،، ويا عيب الشؤم يا أبناء السودان !!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة