هكذا، تم حرق الأحزاب: ١- (الأحزاب الإسلامية): حرقت نفسها بنفسها أثناء حكمها. ٢- الأمة والإتحادي (ثبت أن الواقع تجاوزهم). ٣- البعثيون، حرقوا نفسهم بعد أن تكالبوا على السلطة محاولين استبدال تمكين جديد بتمكين قديم. ٤- الشيوعيون؛ وهؤلاء انتهوا نهاية مأساوية. والشيوعيون لم يتغيروا أبداً، قلنا لهم هذا منذ أن أخرجوا مذكرة لتقديمها للبشير بعد أن بدأت الثورة محاولين اختطاف الثورة تحت شعارات جهولة مثل: (كونوا مع الحزب الشيوعي). خاطبناهم وأخبرناهم منذ أن أعلنوا عن مذكرتهم المزمع تقديمها، بأن ما يفعلونه سينفر الناس من الثورة. لكنهم عادوا عبر شباك تجمع الوهميين، في الواقع تم استخدامهم استخداماً مؤقتاً كمناديل الورق، ثم لفظهم. استخدموهم ليس فقط ليكونوا بوقاً عدائياً ضد أي صوت تنويري بما يحاك ضد الثورة، بل حتى لتمرير أجندة الامبريالية الأمريكية. فلم يفتح الله على الحزب الشيوعي بالإعلان عن مظاهرة حاشدة لأعضائه ضد التحرير الإقتصادي، ولا بمظاهرة ضد التطبيع، ولا بمظاهرة ضد اتفاقيات حمدوك مع نادي باريس، ولا بمظاهرة...الخ. هذا لسببين: السبب الاول: هو انهم بلا قاعدة عريضة يمكن أن تسد عين الشمس إذا خرجت في تظاهرات. والسبب الثاني: هو أن أغلب الشيوعيين لا يؤمنون بالشيوعية أساساً، فهناك صدمات تلاحقت ضد الفكر الماركسي بشكل عام، لم تنته بتفتت الاتحاد السوفيتي، بل بشيطنة الماركسية بشكل عام. وهم لم يفلحوا منذ عام ١٩٤٦ الذي تشكل فيه الحزب في بناء نظرية شيوعية قادرة على التكيف مع واقعنا السوداني. يتميز الفكر الماركسي بأنه فكر إصلاحي اكثر من كونه فلسفة. وكان بإمكان الحزب الشيوعي -لو كان أعضاؤه مؤمنين بذلك- أن يكونوا نقطة ارتكاز في التأسيس لعدالة إجتماعية في السودان. لكنهم ظلوا نرجسيين، فلم يهبطوا إلى القاعدة فكرياً، وأخلاقياً، بل ظلت قاعدتهم على قلتها رمزاً للفوضوية والعشوائية. (ناس بتاعين شِعر ساي). أصبحوا صفويين، ولا هم لهم سوى المناكفة، ويا ليتها كانت مناكفة عن قناعة، بل لمجرد الدسيسة، ولذلك هم انفسهم الذين صمتوا عن تجويع حمدوك لنا بتحرير الوقود، رغم أنهم هم انفسهم الذين خرجوا في فيديوهات عندما بدأ الكيزان التحرير الاقتصادي، ونددوا به. لولا حرق (الجهة) التي تلاعبت بهذا الشعب وبالشيوعيين للشيوعيين، لكان هذا الوقت وقت نهوض الحزب الشيوعي بدوره كقائد ينافح عن العدالة الإجتماعية، ولوقف ضد الاتفاقيات الابراهيمية، كما وقف شيوعيو أمريكا اللاتينية ضد اسرائيل، لكن الجهة التي حركت اللعبة استخدمت الشيوعيين في صافرة البداية، ثم أخرستهم قبل صافرة النهاية، فظلوا حتى يومنا هذا واجمين. ولم نخرج منهم إلا ببضعة بيانات كئيبة رثة الصياغة، هشة الروح. فما بالهم اليوم لا يكادون يفقهون حديثا؟ كان هذا ليكون زمن الحزب الشيوعي دوناً عن كل الأزمنة السابقة، والسودان تقوده الإمبريالية العالمية نحو الأمركة الشاملة. حتى التعليم الحكومي بدأوا في تقليم اظافره، ورويداً رويداً سيكون التعليم مقصورا ومحصوراً (على وفي) الطبقة البرجوازية. فأين الحزب الشيوعي من كل ذلك؟ لا نكاد نسمع له ركزا. وهل سيستطيع أن ينهض من ثباته ليلعب هذا الدور؟ لا اظن..فقد حرَّقوه لينصروا آلهتهم إنهم كانوا فاعلين.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/08/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة