المعركة الحالية هي معركة مصيرية ضد الانقلابيين الذين استولوا على السلطة في الخامس والعشرون من أكتوبر، وفرضوا سلطتهم عن طريق السلاح، وليست معركة ضد الاحزاب، أو قوى الحرية والتغيير التي شاركت المكون العسكري بالوثيقة الدستورية في العام ٢٠١٩...
نعم لهذه الأحزاب أخطاء فادحة، ومن اهم هذه الأخطاء عدم تكوين المجلس التشريعي الانتقالي، والكنكشة في اللجنة المركزية لقوى الحرية والتغيير، واحتكار القرار، وعدم السيطرة على جهاز الشرطة والأمن، وعدم محاكمة القتلة والفاسدين عبر إصلاح المنظومة القضائية والعدلية في الفترة الإنتقالية، وتجاهل لجان المقاومة وعدم استيعابها في العملية السياسية وتجاهل مطالبها في ان تكون الأكثرية بالمجلس التشريعي الانتقالي. ولكن ليس هذا الوقت المناسب لصب كل اللعنات على أحزاب قوى الحرية والتغيير، والتركيز في خطاب الثورة الحالي على شيطنتها وعزلها عن الفعل المقاوم ضد الانقلابيين. جهاز الأمن ومن وراءه الحركة الإسلامية والمكون العسكري خطتهم ومنذ عهد الانقاذ شيطنة الأحزاب عبر اختراقها وتفتيتها وزرع الغواصات فيها لاحداث خلخلة داخلية بها، ورسم خطاب عدائي ضدها، يبث بانتظام في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من مجموعات الجهاد الإلكتروني. هذا الخطاب الماكر يهدف إلى عزل الأحزاب من شباب المقاومة في الارض، وتقسيم ساحة المقاومة إلى لجان مقاومة تعمل لوحدها ضد الانقلابيين، مع تحييد الأحزاب في هذه المعركة، ووصمها بإستمرار بأنها الشيطان الأكبر في الواقع السوداني، مع ان الجميع يدرك ان الانقلابيين ومن وراءهم قيادات الحركة الاسلامية هم الشياطين وهم رأس الحية السامة الرقطاء التي تنهش في جسد الدولة السودانية، وتزرق في احشاءه السم الزعاف.
يجب أن يتم تأجيل محاسبة أحزاب قوى الحرية والتغيير لما بعد انهاء الانقلاب، واستعادة الحكم المدني، لأن أولوية المعركة الآن ليست في مهاجمة الأحزاب بشكل يومي، ولكن الأولوية هي صرع القيادات العسكرية ومن وراءها قيادات الحركة الاسلامية، وهزيمتهم وتأسيس الحكم المدني الكامل الذي يمهد لتكوين ديمقراطية مستدامة في نهاية الفترة الانتقالية.
كافة قوى الثورة الحية من لجان مقاومة ومنظمات مجتمع مدني واجسام نقابية واحزاب سياسية وحركات كفاح، يجب أن تتحد معا لتوجيه أسلحة النضال السلمي ضد الانقلابيين، ودحرهم وتخليص السودان من شرورهم العظيمة، بما فيه التخطيط لانتخابات مزورة يتم الاعداد لها الآن في اضابير المؤسسات الأمنية.
أن من يقود المعركة الآن هم لجان المقاومة، وهم من يجب أن يعطوا الأولوية لرسم خارطة الطريق نحو تأسيس الفترة الإنتقالية، عبر اسنادهم بالكفاءات المستقلة التي لها خبرات طويلة في وضع القوانين وتأسيس الحكم المدني، وبرامج اصلاح السودان في مختلف النواحي الاقتصادية والسياسية والعسكرية. ولابد أن تتحد كل هذه القوى الثورية، بما فيها الاحزاب، عبر اعلان سياسي جديد، يعطي الأولوية للجان المقاومة والاجسام النقابية في قيادة الفترة الإنتقالية، وتشكيل المجلس التشريعي واختيار الحكومات الولائية والحكومة المركزية من كفاءات مستقلة ثورية، لها معرفة كافية بدهاليز السياسة في السودان، على يكون دور قيادات الأحزاب اشرافي، وداعم لكل هذه الرؤى الجديدة. يجب توحيد جبهة النضال ضد الانقلابيين، وأن يكون في المقدمة لجان المقاومة والاجسام النقابية الثورية، وأن تترك الأحزاب في المؤخرة، ولا يتم عزلهم أو تحييدهم من خوض المعركة المصيرية ضد السلطة الانقلابية.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/02/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة