في وثائقي قناة العربية -مع التحية لها- بعنوانه الفخيم عن "الأسرار الكبرى" لجماعة الإخوان و حكم السودان شاهدنا و سمعنا و انتظرناها الكبرى! فالوثائقي كان عبارة عن "تحصيل حاصل" و أي معلومة اعتبرت سرَّا فيه-حصريَّاً- يذاع لأوَّل مرة كانت لدى غالبية الشعب "قديمة"! لكن لإحقاق الحق ما أضافته تلك التسريبات هي مشاهد الفيديو من صوت و صورة. المشاهد التي اعتبرها الإعلام شاهد "مك" على جرم الإخوان أيام حكمهم فبثها على العالم و عنونها بالكبرى فكيف إذا كان هناك الأهم منها مقاطع صورة و صوت شاهدة على جريمة فض الإعتصام و "ماطلت" في قبولها و فحصها ما يعرف "بلجنة أديب" و العسكر مازالوا و من قبلها! و هنا سؤال اللجنة غير المحامي أديب فيها منو؟! عشان بس العلم؟! و ما "نشيل حس" الراجل براه. *
نعود إلى أسرار العربية الكبرى فنجد أهم مشهد جَسَّدَه كلام علي عثمان طه و نفيه توقّع الخروج عليهم و إن حدث الخروج فتسليمه -عبر كلامه هو- بحكمة مشيئة الله و قضائه. هنا كان لابد من وقفة قد تكون الزبدة و "البركة" لكل ذاك المجهود في الإعداد و كتابة "سيناريو" الحلقات. فشخص علي عثمان لم يك في أي وقت مجرد إسم أو عضوية "ساكت" في تنظيم الحركة الإسلامية و الكل يعرف الرجل و ما نحن نشير إليه هو لماذا صرح علي بذاك و هو في عرشهم و بين جموعهم و حشودهم و كتائبهم و ظلِّهم و "رهطهم"؟! لماذا استطرد بعد الإستبعاد بقبول إرادة ربه إن حصل ما رفضه عقله و صحبه توقعه ألا و هو خروج الشعب عليهم؟! و قد حدث. *
هل تذكرون أيام "المُفاصَلة" الشهيرة بين كيزان السلطة و شيخهم "حسن" و هل "صَدَّق" البشير يومها و من معه بأنهم "غلبوا" شيخهم بإنقلابهم عليه و سحب كل السلطات من تحت يديه و زجِّه في سجونهم في إعادة "بس صادقة" لحركة لتذهب للقصر و أنا للسجن ؟! لماذا لم تشتعل الفتنة كحرب بين الإخوان وقتها و لماذا سكت الترابي على حيرانه و أتباعه و طلابه و لم يقلب البلد عليهم بما فيها و يستلم الحكم هو و من معه و قد كان بإمكانه؟! *
حتى قصة مصرع "الزبير" و "شمس الدين" و مقتل "قرنق" مازالت تُحكى عنها الحكايا و الروايا؟! و مصير من "غيَّبهم قسراً" و قتلهم سرَّاً نظام البشير و جرائم أبشع و أخطر و أوضع و قضايا و أسرار و "كميَّة" من الحقائق الضائعة و المُضيَّعة و المسجَّلة بفعل المجهول و المغلقة في محاكم السودان ثم تأتينا -مُتبرَّعة- لنا قناة العربية بفعل شابه حال أفعال حكومة الفترة الإنتقالية عندنا في طرح "تسطيحي" لقصة السودان و أسرار ٣٠ سنة من ظلام السلطة فيه مُضيَّعة المجهود و الوقت -وقتهم و وقتنا- في إشغالنا عن القضايا الأساسية و التسويق لقضايا من العدم و "التطبيل" لها و إلهاء الناس بها؟ نظام البشير سقط لكن الأسرار و أهم القضايا لم يُكشف عنها بعد و لم تتحق العدالة لا لشهداء الثورة -أولاً- فكيف بشهداء السودان طوال سنوات حكم الإخوان و الإنقاذ له! *
نقلت الوسائط عن البشير "شكواه" أنه غير مُصرَّح له بالحديث الإعلامي! و كثيرون غيره من حملة الأسرار "الحقيقَّة" الفعليَّة مازالوا في سجون السلطة الإنتقاليَّة أو خارج البلد لا نعلم عنهم شيئاً إلا لحظة أن يمرضوا فينقلوا إلى المشافي أو يتوفو فنقرأ نعيهم؟! و كأن مصلحة ما لأشخاص في هذه السلطة أو من خلفها أن يتم "التكتُّم" على الحقائق و الأسرار و التخلص من حملتها و تحميل إرادة الله و مشيئته السبب؟! فالتذرَّع بمحاكمات رموز النظام السابق في قضايا تحت النظر لا يمنع و لم يكن يوماً مانعاً في إعطاء المتهم حقه في الكلام و إن دفاعاً عن نفسه -كذباً- فكيف إن كان المتهم يحمل في داخله مفاتيح لأسرار الدولة و الأنظمة فيها و نحن نحتاج أن نسمع منه مباشرة و له من قبل أن نسمع عنه! ثم من الذي أصدر أمر المنع؟! *
في محاكمة "صدام حسين" و رموز نظامه و البث المباشر ثم المسجل بتأخير دقائق لوقائعها لم يستفد أي أحد في العراق و خارجه منها إلا "الفرجة" عليها و الشماتة ممَّن في نفوسهم مرض من الغبائن و التفشِّي و هم من حرصوا علي إقامة تلك المحاكمات المسرحيَّة و بثها في الزعم "حق الشعب" أن يُشاهدوا العدل حين يقام على الظلمة؛ ثم في النهاية أعدموه و في أول عيد الأضحى؟ من قتلوا صدام هم أنفسهم من أرادو له أن يسكت و يبتلع أسراره معه بعد أن أشغلوا الشعب و العالم في محاكمة نظامه؟! و هم أنفسهم من أفسدوا في العراق بعده! حتى القذافي دفع ساركوزي الفرنسي لحربه و إسكاته بقتله خوفاً من كشف أسراره معه؟! *
و في السودان و عنه نحكي؛ فجريمة فض الإعتصام و عندما نتفكّر في طريقة تعامل كل من في مجالس السيادة و الحكومة الإنتقالية معها و "التباطؤ" عن إظهار نتائج تلك "الجنة" المكلفة بها ألا يحق لنا البحث عن أسرار ما فيها خاصة و الأدلة ماثلة صوت و صورة و الأخص أن قائد الدعم السريع حميدتي قام بالتحفّظ على ضباط برتب كبيرة يتبعون للجيش متعاونين و مكلفين في قوَّاته "مُتهِمَاً" إياهم بإعطاء الأوامر بالفض. و تم إخفاء أولئك العسكر قسراً و قهراً و السر معهم. فكيف عرف حميدتي أن أولئك الضباط هم من أعطى الأوامر و لم يعرف البرهان و لا قادة قوَّات الشعب المسلّحة هذا إن كان تبقى فينا من "قادة"؟! و ألا يعتبر تصرفه -قانونيَّاً-هذا إعتراف مباشر بحدوث الفض و إشتراك قواته في لأوامر من قيادة تحت إمرته؟! فأين لجنة التحقيق أو أديب أو وزير العدل او النائب العام أو الجيش أو حتى لجنة التمكين -ما هي الطالعة في الكفر- من هذا!! *
ثم ماذا عن "ولد البشير" الفريق عثمان طه و أسرار النظام و الدولة التي معه؟! خلاص نسيناه و نسانا "الزول" -سابقاً- دا؟ طيب إحنا عاوزين "أسرارنا" العندو يرجعلها لينا و السلام. *
الأسرار في السودان هي حياة أو موت و من في السلطة دائماً من سيتحمَّلُون وزرها. و إشغال الناس في "مُهاترات" القيل و القال و مُكايدات الغبن و الغل و الأحقاد و الثارات و التسلط على العباد كله لا معنى له غير كشف حقيقة و دواخل و أمراض من يقومون به و يدعون إليه و النتيجة أن الحقيقة كالحق حتماً ستظهر و كما كانت نهاية الإخوان في أكثر من دولة نموذجاً و عبرة فلا تستغربوا إن بشرناكم كما و بشرناهم بأنَّ الإنقلاب قادم. و على الباغي تدور الدوائر. قال أسرار كبرى قال! *
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة